حوارات

لقاء مع نسرين تيللو

nsrintito1-كيف تُعرّفين لنا نسرين تيللو؟

نسرين تيللو : امرأة كردية أنا، عملت مُدرّسة جغرافيا  في ثانويات القامشلي،  أكتب القصّة القصيرة باللغتين الكُردية والعربية.  مهتمّة بالشأن الاجتماعي وقضايا المرأة،  أقيم في مملكة النرويج حالياً.

2-نودّ لو تحدّثينا باقتضابٍ عن نظرتكِ للمرأة الشرق أوسطيّة:

المرأة الشرق أوسطية لا تتمتّع قانونياً بالمساواة في المجتمع، ويدعم هذا التمييز  الإرث الاجتماعي الثقيل من عادات وتقاليد بائدة ما زالت الأجيال تتناقلها وتعمل بها . كذلك المؤسسة الدينيّة تشتركُ مع  القانون والمجتمع في النظرة الدونيّة للمرأة.  فالمرأة لازالت تتعرّض للتمييز و العنف الجسدي واللفظي والجنسي. وتتعرّض المرأة  لعنفٍ أشدّ قسوة اليوم  من رجمٍ ونحر وإتجار، على يد همج العصر ومجموعاتهم الإرهابية في المناطق التي سيطروا عليها،  في حين أثبتت المرأة الكردية بسالةً نوعية . وسطّرت أروعَ ملاحم البطولة  في ساحات قتال القوى الهمجية.

إن بناءَ المجتمع السليم  يكون من خلال ترقية جميع أفراده رجالاً ونساءً إلى درجةِ المساواة الحقيقية . فالمرأة هي أكثر من نصف المجتمع، وتعطيل دورها كليا أو جزئيا هو شلل وتعطيل  المجتمع عن مواكبة قطار الحضارة .

    في حين أن المجتمعات الأوربية قد حققت المساواة  وكفلت  حماية المرأة من العنف نهائياً بالردع القانوني الحاسم . ومنحتها  دورها الحقيقي في كافة المجالات الاجتماعية منها والاقتصادية والسياسية . وفعّلت دورها  تفعيلاً حقيقياُ مُستثمرة جميع طاقاتِها الخلّاقة .

3-باعتباركِ امرأة شرق أوسطيّة، وتعيشين في الغرب، هل ترين تميّزاً بين المرأة الشرقية والغربية؟

أنا لا أجد فرقاً بين طاقات وإمكانات نساء الشرق الأوسط ونساء أوروبا .عندما نوفر لنساء الشرق نفس الإمكانات والظروف ونمنحهن الثقة  . ونوفر لهن الحماية .

  الفروق نحن نخلقها من خلال حجب الثقة عن المرأة ، ومعاملتها بدونية . فنخلق منها إنسانة  ضعيفة عاجزة مكبلة بالمخاوف والممنوعات .

نحن المقيمين خارج أوطاننا اليوم نلاحظ الفروق الشاسعة بين مجتمعاتنا ومجتمعات الغرب . وما تلك الفروق إلا فروق الحقوق الممنوحة للمرأة في الغرب  وكلنا أمل أن تحذو بلداننا حذو الغرب . لنكون مساهمين في الحضارة وليس متفرجين ومتطفلين على العصر .

4-نحن مقبلون على اليوم العالمي للمرأة، ما الرسالة التي تريدين توجيهها لجميع نساء العالم ؟

المرأة سادنةُ الحلم البشري، فهي التي  تتحدّى الموت بالولادة، وبانية عرش البقاء فوق عرش الفناء من خلال تجدد الحياة بالولادة .  .

وتجسد الخلود لأنها  الأنوثة الحافلة بالأسرار،  اقتران الرجل بالمرأة  يعني الخصب ومقاومة تصحّر الحياة،  فإذا كانت الحروب تعمل على تهديم أسباب الحياة ، فإن المقاومة تأتي عبر هذا  التجدّد المستمر،  والمرأة وحدها هي القادرة على فعل التجديد هذا  .

في يوم المرأة العالمي أوجّه التحية لكل نساء الأرض . ونساء الكرد الباسلات  بشكل خاص . اللواتي يتصدين للإرهاب نيابة عن العالم .  آملة أن تثمر جهود المنظمات العالمية عن إنهاء حالة العنف والتمييز هذا العام  وتحقيق المساواة التي هي حلمنا جميعا .

زر الذهاب إلى الأعلى