PYDالأخبارمانشيت

لقاء مع “صالح مسلم” حول آخر المستجدات على الساحة السورية

وصف الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD “صالح مسلم” تصريحات وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) حول ضرورة منع أية أعمال عسكرية جديدة في شمال سوريا، بالجيدة، ولكن لا يتم تطبيقها على أرض الواقع، مشيراً إلى أن الأعمال العدائية التركية مستمرة.

وقال في لقاء خاص مع وكالة (روسيا اليوم): إذا كان المقصود هو عدم حصول اجتياح تركي فإن هذا وارد، ولكن تركيا تهدد كل صباح ومساء وتصرح بأنها لا تتلقى الأوامر من أحد وأنها ستهاجم عندما تأتي الظروف المناسبة، وهذا يعني أن تركيا لن تلتزم بذلك، وأيضاً الهجمات التركية مستمرة وهي لا تستهدف القيادات العسكرية وإنما تستهدف المدنيين، ففي استهدافها لتل رفعت استشهد تسعة مدنيين، وهي منطقة تابعة للنفوذ الروسي، وهذا الاستهداف يمثل تحدياً تركيّاً لروسيا.

حصول اتفاق بين تركيا والنظام السوري أمر صعب جداً

وحول الأنباء التي تشير إلى احتمال حصول تقارب أو مصالحة بين نظام أردوغان ونظام دمشق، قال مسلم:

مَطالب دمشق حول الانسحاب التركي من المناطق السورية التي احتلتها قبل كل شيء والكف عن دعم الجماعات الإرهابية هي مطالب محقة، ولكن الجرح السوري ينزف منذ 11سنة وهناك نصف مليون قتيل وملايين المهجرين، وتركيا ضالعة في هذه المسألة حتى النخاع وهي استجلبت ملايين اللاجئين السوريين إلى أرضها رغماً عنهم، وباعتقادي أن مسألة حصول تقارب بين الطرفين صعبة جداً.

وعن احتمالية توقيع اتفاقية (أضنة) جديدة بين تركيا وسوريا، أوضح (صالح مسلم) بأنه يجب إلغاء اتفاقية أضنة، كونها أُبرمت في ظروف كانت الدولة السورية فيها ضعيفة للغاية وكانت تتعرض لضغوط عربية وإقليمية ودولية آنذاك. مشيراً إلى أن الطرف السوري وقع الاتفاقية بسبب الضغوط الهائلة. واصفاً اتفاقية أضنة بأنها وثيقة استسلام سورية لتركيا، وأضاف مسلم قائلاً:

الآن باتت الدولة السورية في وضع أقوى ولديها حلفاء كروسيا وإيران، وموقعها بات أفضل في المعادلات الدولية, لذلك على الدولة السورية ألّا ترضخ لاتفاقية أضنة أو لتعديلها.

على النظام السوري التوافق مع شعبه الذي يشكل القوة الحقيقية للدولة السورية.

وحول الأنباء الواردة عن محادثات ومفاوضات بين النظام السوري والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أو قوات سوريا الديمقراطية أو مجلس سوريا الديمقراطية والعراقيل التي تمنع الوصول إلى اتفاق شامل بين الطرفين، أوضحَ مسلم:

ما يمنع النظام السوري من إجراء مصالحة داخلية مع مختلف الأطراف السورية يتركز في نقطتين, الأولى: عدم الرغبة بتغيير الذهنية، لذلك يجب على النظام السوري أن يعلم جيداً أن هذه الفوضى التي حدثت في سوريا والحرب المتواصلة هي نتيجة ممارسات النظام السابقة “كالاستبداد والدكتاتورية وغياب الحريات والديمقراطية وعدم مشاركة الشعب في السلطة والقرار السياسي وغير ذلك”، وعليه أن يدرك أنه لا يمكن العودة بسوريا إلى ما قبل سنة 2011، ويجب إدخال تعديلات وإجراء تغييرات لإرضاء الشعب السوري، ومن جهة أخرى نحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا حمينا سوريا وحررناها من الإرهاب الذي كان يهدف إلى تدمير سوريا، وما نطالب به الآن هو أن تكون هناك ظروف جديدة ودستور جديد وعلاقة جديدة ضمن سوريا، ونحن طبقنا نموذج الإدارة الجديدة في هذه المنطقة، ولهذا يجب على النظام السوري أن يغير ذهنيته وأن يقبل بالديمقراطية وأن يعلم بأن الشعب السوري الذي كان يُعامل كقطيع لن يرضى إلا أن يكون شريكاً في القرار السياسي السوري، وعلى النظام أن يبحث عن الحلول بالرجوع إلى الشعب السوري والتوافق معه كون الشعب هو القوة الحقيقية لسوريا.

والنقطة الثانية: يجب على النظام أن يتخلى عن الهواجس الانفصالية وأن يكف عن اتهام الإدارة الذاتية بالانفصالية، فنحن لسنا انفصاليين بل نحن من حافظنا وما زلنا نحافظ على وحدة التراب السوري. الوحدة التي تحقق الاستقرار والحرية والديمقراطية للجميع، وعندما يتخلى النظام السوري عن هاجس اتهامنا بالانفصالية حينها يمكننا الوصول إلى اتفاق. وروسيا تعلم كل هذه المعطيات جيداً لأنها رعت اللقاءات السابقة التي جرت بيننا، ويمكنها أن تلعب دوراً لتقريب الطرفين من بعضهما.

أمريكا تحارب الإرهاب ولم نقم نحن باستدعائها

وبالنسبة للوجود الأمريكي في شرق الفرات ومستقبل هذا الوجود، أفاد “مسلم” بأن أمريكا عندما جاءت إلى سوريا لم تستشر أحداً. أمريكا جاءت لمحاربة إرهاب تنظيم داعش الذي وجهته تركيا إلينا نحن الكرد للقضاء علينا وإبادتنا، لذلك دخلنا في تحالف عسكري مع أمريكا ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش وما زلنا ضمن هذا التحالف وأمريكا لا زالت موجودة لأن داعش ما زال موجوداً.

هل روسيا عاجزة عن الدفاع عن مناطق نفوذها؟

وأشار “صالح مسلم” إلى أن الجيش الروسي الموجود في شرق الفرات رغم أنه ضامن لوقف إطلاق النار بين قسد وتركيا، لكنه لا يفعل شيئاً إزاء الاعتداءات والهجمات التركية المتواصلة على المنطقة، وأضاف قائلاً:

يتبادر لأذهاننا بأن روسيا عاجزة عن لوم أو ردع الانتهاكات التركية، وقبل أيام عندما قصفت تركيا مركز مدينة تل رفعت التي تتواجد فيها القوات الروسية وسقط العشرات من الشهداء، هل روسيا عاجزة عن الدفاع عن مناطق نفوذها؟

حتى أنه لا المسؤولون الروس ولا الجيش الروسي لم يصدروا ولو بياناً يدين الهجمات التركية على المدنيين التي تقع أمام أعينهم وقرب وعلى قواعد روسيا العسكرية، وكذلك الأمريكان، ونحن نعتقد أنه هناك قرار دولي بعدم منع تركيا من إبادة الشعب الكردي في سوريا، إذ أن تركيا تخرق جميع القوانين والمعاهدات الدولية ومعاهدات حقوق الإنسان في حربها ضد الشعب الكردي؛ حتى أنها استخدمت الأسلحة الكيماوية ضده، ورغم ذلك لا يردعها أي طرف دولي ولو ببيان إدانة واستنكار، لذلك نطالب بوضع حد لهذه الانتهاكات والجرائم التركية بحق شعبنا.

وعن أسباب وصف تركيا والائتلاف المعارض السوري للإدارة الذاتية وقسد وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD بالإرهاب، أوضح صالح مسلم بأن ذلك جاء بسبب رفضهم أن يكونوا جزءاً من معارضة إسطنبول، لأنهم رفضوا الاعتراف بوجود قضية كردية في سوريا.

يجب معالجة مسألة معتقلي داعش لأنها تهدد العالم أجمع.

وبالنسبة لقضية معتقلي داعش ومخيمات ومراكز الاحتجاز أكد صالح مسلم بأنه يجب الفصل بين أمرين، الأول هو مشكلة مقاتلي داعش المحتجزون في السجون، والثاني هو عوائل داعش الموجودون في المخيمات، وأضاف مسلم:

نحن نعتبر هذه القضية قضية دولية ويجب أن تعالجها الأمم المتحدة لأن هؤلاء المحتجزون ينحدرون من أكثر من 50 دولة، وكأن العالم كله قد تخلص من القذارة التي لديهم ورموها علينا ويريدوننا أن نتعامل معهم، ونحن لا نحول قضية الأطفال والنساء إلى قضية سياسية لأنها قضية إنسانية ونرحب بأي طرف دولي يريد استعادة مواطنيه من الأطفال والنساء،

وأوضح “مسلم”: عمليات الاستلام هذه تحدث بشكل علني والدول التي لا تستلم رعاياها عليها أن تُقدِّم الدعم لمراكز الاحتجاز وتقوم بمسؤولياتها لأن هؤلاء الأطفال يتلقون دروساً عن فكر داعش وعندما يكبرون ضمن هذه المخيمات سيشكلون خطراً على العالم أجمع، لذلك يجب معالجة هذا الأمر من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي،

وقال “مسلم”: بالنسبة للمقاتلين المحتجزين فإن عددهم يتجاوز ال10 آلاف مقاتل، وهم محتجزون في مدارس ومراكز غير محكمة، يجب إنشاء سجون خاصة لهؤلاء خاصةً وأن المخططات التركية والخلايا النائمة المدعومة من قبل تركيا متواصلة من أجل إطلاق سراح هؤلاء المقاتلين حيث يجري التخطيط في مناطق الاحتلال التركي مثل تل أبيض وسري كانيي، لذلك يجب إيجاد حلول لهذه المسألة.

زر الذهاب إلى الأعلى