تقاريرمانشيت

لعبة المنطقة الآمنة.. سياسة حافة الهاوية أم عدم تفريط بتركيا ؟؟

حسمت تركيا الدولة الشرق أوسطية في المنظمة العسكرية الغربية الخالصة (الناتو) أمرها، وأتمت صفقة منظومة الــ S400 وتسلمت الدفعة الأولى منها ومعها مدربون روس.

ما زالت واشنطن تضرب أخماس التهديدات بأسداس الربح والخسارة الناتجة عن معادلة فرض العقوبات على تركيا.

انتظر العالم تلك الإشارات التي خرجت من البيت الأبيض لتحدد ما ستكون عليه العلاقة بين الدولتين في مستقبلٍ يُثقِلهُ تراكمات الماضي القريب.

أقصى ما ذهبت إليه الولايات المتحدة هو الإعلان عن مفاضلتها الشهيرة أمام أنقرة؛ إما الاختيار بين طائراتنا الشبح F35 أو خسارة الشراكة في صناعة بعض أجزائها.

أعرب حلف الناتو عن قلقه من شراء أنقرة للمنظومة الصاروخية S400 خشية تسرّب المعلومات العسكرية الشديدة الخطورة وحصول روسيا عليها.

يخرجُ من بين ضبابية المواقف الغربية وخصوصاً الأمريكية تجاه أنقرة استعجال تركي في إنشاء المنطقة الآمنة في شمال سوريا متوعدة تنفيذ هذا الإجراء وحدها حال عدم تلبية الشروط التركية بما تتناسب مع مقاساتها وتفصيلها أي بعمق اثنين وثلاثين ميلاً، ويعقب هذا الاستعجال تحشيدٌ للقوة العسكرية التركية على طول حدودها الجنوبية الملاصقة لمناطق شرق الفرات رغم وجود قوات العديد من الدول الغربية المتحالفة ضد الإرهاب، مما يطرح تساؤلات لدى المراقبين عن مدى خروج تركيا عن العباءة الأمريكية لتتدثَّر بالعباءة الروسية.

يتساءل آخر عن السر الذي يمنع الولايات المتحدة من أن تُشْهِرَ البطاقة الحمراء في وجه تركيا.

يعزو بعض المحللين العسكريين صفقة الصواريخ وإن تمت، وإطالة السكوت الأمريكي عنها؛ إلى استحالة قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على التفريط بتركيا رغم الاختلاف في وجهات النظر في الشمال السوري إذ ما تراه أنقرة تهديداً تراه واشنطن حليفاً؛ حتى لا تنعطف كلياً نحو المحور الروسي الإيراني مستشهدين بكلام الرئيس الأمريكي في قمة العشرين مع الرئيس التركي حيث التقى الرجلان هناك.

بيد أن آخرين يقللون من أهمية الصفقة حتى وإن سُمعت صداها والتحشيد العسكري على طول الحدود وصوب شرق الفرات ويرونها صفقة سياسية أكثر مما هي صفقة عسكرية أو تحول في موازين القوى إذ لا بد في نهاية المطاف من نفاد صبر واشنطن وإشهار البطاقة الحمراء في وجه تركيا ابتداءً من فرض العقوبات على الأفراد وصولاً إلى المؤسسات لتؤدي إلى شلل تام في الاقتصاد التركي وربما انهيار أركان الدولة التركية.

تتشعب الرؤى والتحليلات حول عملية الربط بين صفقة الصواريخ واستعجال تركيا إقامة المنطقة الآمنة والسكوت الأمريكي لاسترضاء الجانب التركي، ويتم تلخيصها في أن أمريكا في راهن الحال تستخدم سياسة النَفَس الطويل والترغيب مع الجانب التركي حتى وإن كانت سياستها تصطدم مع مصالح واشنطن وخصوصاً فيما يتعلق بالجانب الإيراني، وأن التهديدات التركية لشرق الفرات جدية ومقلقة في حال تراخت واشنطن أكثر من ذلك مع أنقرة إلا أن أمريكا لا يمكن أن تسمح لتركيا بتفصيل الصراع السوري على مقاساتها وحلفائها الإيرانيين والروس، أو تتخلى عن حليفها في الشمال السوري من دون الوصول إلى صيغة ترضي الطرفين خصوصاً فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة.

إعداد: آرتيش الحسيني

زر الذهاب إلى الأعلى