مقالات

كيف يُقلب السحر على الساحر

بدران حمو

اثنان وعشرون عاماً والمؤامرة مستمرة، إن تاريخ المؤامرة ليس بجديد على الامم والشعوب إنما المؤامرة هي متجذرة في عمق تاريخ البشرية، ولنعلم بأن جميع المؤامرات ومهما كانت تنتهي بالفشل والخزي للمتآمرين, ففي العصر الحديث وبعد انهيار الاشتراكية المشيدة والتي كانت تعرف ببصيص الأمل للشعوب المضطهدة، ولكن لم تكتمل لغباشة الرؤية التي رأتها الشعوب فيها، فما كانت إلا لحركات التحرر أن تسعى جاهدة لكي تخلص شعوبها من الظلم والاضطهاد، فحركة التحرر الكردستانية في أوائل السبعينات هي منبع نور وأمل للشعب الكردي، ومن خلال السعي الدؤوب تحولت من حركة تحرر كردستان الى حركة عالمية لخلاص الشعوب وكافه شعوب الشرق الاوسط والعالم أجمع، وذلك من خلال براديغما الأمة الديمقراطية وتحولها الى مشروع أممي يسعى لخلاص كل الشعوب من نير الاستبداد والهيمنة الإمبريالية، لذا فالمؤامرة قد نفذت ليس بحق القائد فقط، وإنما عملت على مبدأ فصل الرأس عن الجسد, ولكن باءت مساعيهم بالفشل الذريع من خلال نضال الشعب نحو تحرير القائد الأممي وفيلسوف العصر الذي عمل على إنشاء مشروع عصرانية الأمة الديمقراطية كتيار مناهض ومضاد للحداثة الرأسمالية.

الاسباب التي جعلت الدول الأوروبية تسعى لأسر عبد الله اوجلان _

لأنها رأت في فكر وأيديولوجية القائد عبد الله أوجلان خطراً على هيمنة المدنية الأوربية الغربية، وبنجاح مشروع الأمة الديمقراطية الساعية لتحرير الشعوب وعلى رأسها الشرق الاوسط وذلك لطمعها في جغرافية المنطقة, لذا عملت على إخراج القائد عبد الله أوجلان من سوريا، وبخروجه قد استمرت المؤامرة إلى تاريخ اليوم من خلال ما تقوم به في المنطقة فخلقت في سوريا ثورة زعزعت الوضع العام وخلقت فوضى عارمة في الشرق الأوسط، وكذلك عمدت على مساندة ودعم الدول المجاورة لسوريا لزرع بركان حرب أهلية وطائفيه مذهبية تقوم على تمزيق النسيج السوري، وكما عملت تركيا في أعوام الثلاثينات على إنهاء ثورة آغري، اليوم تعمل على إنهاء مشروع الادارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا لكي تكتمل خيوط المؤامرة من خلال تنفيذ ما خططت له تلك الدول وعلى رأسها بريطانيا الداعمة لمجموعه الدول الاقليمية المتآمرة في العالم.

فقد تحولت المؤامرة المنفذة بحق القائد في اليوم الخامس العاشر من شهر شباط إلى يوم أسود ليس في تاريخ الشعب الكردي بل في تاريخ الشعوب المضطهدة.

وروسيا التي كانت بالأساس قطباً مناهضاً للرأسمالية قد أصبحت من الدول الداعمة والمساندة لها، فقد انخرطت في مسار القطب الواحد دون الاعتناء بالقوى التحررية،

لذلك عملت الحركة التحريرية بمبادئ مشروع الأمة الديمقراطية وأفرغت المخططات التي كانت تحاك ضد الشعب الكردي لتكون تجربة الأمة الديمقراطية الرائدة تشمل عموم الشرق الأوسط. 

زر الذهاب إلى الأعلى