مقالات

كورونا إفلاس لمركز النظام العالمي أم ضمانة لاستمراره

مظلوم آمد

هناك أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا حينما يدور النقاش حول هذا الوباء العالمي (كورونا) وأحد أهم الأسئلة الدارجة على المستوى العالمي هي: هل هذا الفيروس مصطنع أم طفرة طبيعية في عالم الفيروسات؟.

لكن هناك سؤال أهم يجب أن يَلُوْحَ في آفاقنا، وهو ماهية النتيجة التي سيخلفها هذا الفيروس.. لأنه بكل بساطة إن كان مصطنعاً أو طبيعياً هو نتيجة تخبطات الليوثان الرأسمالي بالطبيعة الأولى والطبيعة الثالثة

الذي يعتبر من الطبيعي  افرازات سلبية لهكذا وباء…. لطالما نوَّه الأيكولوجيين بهذا الطوفان الذي يُعَدُّ ردة فعل طبيعية للطبيعة.

إذاً في كِلا الحالتين المسؤول هو النظام الرأسمالي العالمي سواء إن كان بشكل مباشر أو بشكل موضوعي.

 لذلك علينا الانشغال بنتيجة ما بعد ظهور هذا الوباء… وليس بكيفية ظهوره؛ لأن النتيجة هي الرأسمالية في كلا الاحتمالين.

وهنا أودَّ التنويه إلى تناول جانب الميتافيزيقيين اللاهوتيين الذين لطالما نسمع تطبيل وتزمير علماء الدين وكأن الساعة قامت وأننا نواجه جند الله في معركة هرمجدون الكبرى ..

ولكن السؤال هنا يا تُرى بعد اكتشاف الدواء لهذا الداء (أي جند الله) ماذا ستكون التصورات الذهنية لدى المنتمين لهذا الدين؟ ببساطة هُزِمَتْ جيش الله وانتصر الانسان الملحد أو الرأسمالي أو… وهذا ما سيعكس نتيجةً وهي فقدان الثقة بقوة الله كما فقدت الأنظمة الاشتراكية ثقة الاشتراكيين على مستوى العالم عندما هُزمت أمام الإله المُعاصر (الرأسمالية) لذا يجب التركيز على عدم خوض هكذا صراعات باسم الله.

بالنتيجة كورونا كأي فيروس سيكون له حلول كثيرة اذا لم تكن (موجودة أصلاً).

إن تنويه القائد أوجلان بالحرب العالمية الثالثة وأنها ستكون عشوائية لدرجة الاستغراب في كيفية تسيير هذه الحرب؛ محل جدل وسجال لأنها بالنتيجة لن تكون حرب مباشرة بين الأطراف المتصارعة على غرار الحربين العالميتين الأولى والثانية لعدة أسباب أهمها وجود السلاح النووي لدى أغلبية الأطراف. إذاً الحرب العالمية الثالثة ليست منحصرة بالحرب التقليدية بل نستطيع القول بأن القوى المتحاربة تتجنب هذه الحرب والصِدامات المباشرة، ومن أحد الأسباب التي تمنع حدوث هكذا حرب أن القوى المهيمنة ونخص بالذكر (الولايات المتحدة الأمريكية) لا تملك القوة الكافية لمجابهة العالم كما في السابق (إلا أن هذا لا يعني عجزها عن حماية وجودها كمركز).

ومن هنا يتوضح لنا بأن (كورونا) ستكون بداية جديدة لمرحلة تغيير النظام الرأسمالي لِجلدِه كما الأفعى، وستنتهي جميع الأزمات المتفاقمة الناتجة من سياسة (الربح الأعظمي)، وبذلك سيقوم هذا النظام بترميم كينونته وفق المرحلة القادمة وسيُقدِّم نفسه من جديد وبوجه جديد مؤطر بنبذة من الديمقراطية كضرورة اضطرارية بعدما سقط قناع الرأسمالية والدولة القومية، وبذلك ستكون الدول المناهضة لهذا النظام قد تدمرت اقتصادياً ونخص بالذكر(ايران) التي أصبحت تستنجد بالنظام العالمي كما حالة الذين يدعون إلهَ نوح الذي لم يؤمنوا به قط لتخليصهم من هذا الطوفان..

إلى جانب وضع أوزار عبئ الأزمات الرأسمالية وخاصةً التضخم السكاني الذي لم يعد يطاق؛ كبديل للإبادة التي تنتجها الحروب الكلاسيكية لذلك هذا الوباء لن ينتهي بسهولة للأسف، وسيخلف مخاضاً أليماً خاصةً لدول القارة العجوز، وبنفس الوقت ستولد مرحلة جديدة وكم هي أليمة تلك المراحل الانتقالية التي لا تحصل إلا بعد تضحيات عظيمة.

ولهذا يُعد الانتصار على هذا الوباء ضمانة للقوة الجديدة التي ستصبح واقع وحقيقة كما هي ضمانة لمركز الهيمنة..

والانتصار يعني حماية أنفسنا ومجتمعنا في شمال سوريا من هذا الطوفان الذي سيؤدي بنا إلى بَرِّ الأمان كما كان حال سفينة نوح على ذرى جبال كوردستان والتي تعد بداية حياة جديدة للبشرية جمعاء، وهذا واجب تاريخي يقع على عاتقنا لأن التاريخ يفرض علينا انقاذ البشرية كون الحضارة الانسانية انفجرت من نفس الجغرافية.

زر الذهاب إلى الأعلى