الأخبارمانشيت

كلمة العدد 117 لجريدة الاتحاد الديمقراطي PYD

الحديث السوري والعالمي المتنطع لحل الأزمة السورية وفق زعمها؛ يكون هذه اللحظات حول المؤتمر المقرر عقده في السعودية وفقاً لقرارات التي صدرت في اجتماع الدول الـ 17 في فيينا والمتعلق أحدها باستضافة مؤتمر للمعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري في إحدى الدول العربية، ويبدو أن الاختيار الدولي وقع على المملكة العربية السعودية والتي رحبت بدورها فكرة عقد المؤتمر على أرضها. مع أن بعض الأمور تم حسمها؛ منها المتعلق بحضور غالبية مرجحة للائتلاف قد تصل إلى أكثر من خمس وثلاثين شخصية سياسية وعسكرية من أصل خمس وستون مشاركاً وسوف يخرج من هذا الجمع حوالي أربعين شخصية معارضة من المزعم أنها سوف تمثل المعارضة وتفاوض وفد النظام في بداية العام الحالي حول ثلاث نقاط رئيسية: الحكم الانتقالي والدستور الجديد والانتخابات البرلمانية ومن ثم الرئاسية.
يبدو أن هذه الخارطة التي أقرها المجتمعون وبالرغم من أهميتها لن يكتب لها النجاح وستكون متعثرة في أحسن أحوالها، والأسباب التي ستكون مسؤولة عن الفشل أو التعثر عديدة؛ أهمها ما يتعلق بغياب الإرادة المجتمعية السورية وطغيان كامل للإرادة الدولية ومثل هذا السبب يجعل التعثر المتحصل كبير وهذا يرجع بدوره إلى حجم التصادم بين مصالح وأجندات الدول السبعة عشرة بشكل أساس وواضح، والسبب الأساسي الآخر التعويم المتقصد للائتلاف حتى يكون قائداً للمعارضة وممثلة لها في أي محطة تفاوضية قادمة (قريبة وبعيدة) طالما الأمر لا يبدو أنه سيحسم في جنيف 3 بشكل نهائي، ومثل هذا التعويم يجعل النظام وفريقه التفاوضي في مسافات ومساحات متقدمة عن الفريق التفاوضي المزمع تشكيله لاحقاً. ولأن المسألة السياسية للأزمة السورية تُدار بعيداً برمتها عن الهدف المحوري للمفاوضة بشكلها السوري الحالي وهو إحداث التغيير على أقل افتراض؛ ويبدو هذا الافتراض مجرد افتراض حتى اللحظة لم يتفق عليه المعنيين بالملف السوري؛ من أجل ذلك يبدو أن المعدين لهذه العملية؛ ملبيين لها والخروج إلى اللا تغيير على أقل تقدير. وخاصة أن الائتلاف يعيش في أسوأ حالاته التنظيمية ويدب فيه الخلافات المتعددة وهذا ناجم بدوره عن تناقض بين الرؤى الموجودة بين الكتل المشكلة للائتلاف ويسبقه في ذلك تحكم تركيا بشكل كامل في كل واردة وشاردة تخص الائتلاف.
أي مؤتمر يخص حل الأزمة السورية نحرص تمام الحرص أن نكون حاضرين فيه بسبب وجودنا في إدارة ذاتية ديمقراطية التي تعتبر نموذج حل للأزمة السورية وأن تكون صيغتها على ورقة طاولة أية مفاوضات قادمة، أو أن تكون الأوراق المطروحة لا تتناقض مع الإدارة التي قدمت بدورها خلال السنوات الثلاثة الأخيرة نموذج التعايش والاستقرار والدفاع عن جميع المكونات الموجودة في شمال الوطن السوري/ روج آفا بكردهم وعربهم وسريانهم وعن جميع السوريين الذين نزحوا من مناطق العنف والعنف المضاد؛ فهلّا يفهمها المجتمعون في الرياض لو يعنيهم بالفعل حقيقة الوضع السوري؟

زر الذهاب إلى الأعلى