PYDآخر المستجداتالأخبارالعالممانشيت

كلمة المبادرة السورية لحرية القائد أوجلان خلال الكونفرانس المنعقد في جنوب أفريقيا

ألقى فرزنده منذر الناطق باسم المبادرة السورية لحرية القائد عبد الله أوجلان، كلمة في كونفرانس” الحربة لعبدالله أوجالان، السلام والاستقرار في العالم” المنعقد في كيب تاون عاصمة جمهورية جنوب أفريقيا، جاء فيها :

“بإسم الشعب الكردي وجميع مكونات روج آفا وشمال شرق سورية، وباسم المبادرة السورية لحرية القائد أوجلان، نتقدّم في هذا اليوم وبهذه المناسبة ، بفائق احترامنا وجزيل شكرنا على استضافتكم لمؤتمرنا تحت شعار (الحرية لعبد الله أوجلان: السلام والاستقرار في العالم). إن حضوركم في هذا المؤتمر يظهر بشكل واضح إيمانكم العميق بالقيم الديمقراطية والإنسانية السامية، ويدل على دعمكم وتضامنكم مع المفكر والفيلسوف عبد الله أوجلان.
من هنا ،من جنوب إفريقيا ،من وطن نيلسون مانديلا ،رمز الحرية والسلام ،اسمحوا لنا أن نوجّه باسمكم الكريم ،التحية والتقدير للقائد عبدالله أوجلان ،كما اسمحوا لنا بتقديم الشكر الجزيل للسيد محمود باتيل على جهوده الحثيثة والجليلة لانعقاد مؤتمرنا في وطنكم ،في جنوب إفريقيا ،هذه الأرض التي لاقت الويلات والمظالم لعصور ،وتعرّضت للظلم ، والقهر والتمييز العنصري ،وأبت الاستسلام والرضوخ للظلّام والمستبدين ،فرفعت شعار (لا للظلم ،لا للهوان ،لا للتمييز العنصري).

نضال الشعب في جنوب أفريقيا يشبه نضال الشعب الكردي الساعي للديمقراطية

وأشار فرزنده منذر إلى أن: ” وما أشبه نضال الشعب في جنوب أفريقيا بنضال الشعب الكردي الذي لاقى الويلات والمظالم في أرضه “كردستان” والتي سميت جنة هذه الدنيا، والممتدة ما بين سلسلة جبال طوروس وزاغروس ونهري ” دجلة والفرات ” المقدّسين، والتي قدّمت للإنسانية أولى ثورات المجتمع، أولى الثورات الزراعية، أولى الإبداعات، أول رغيف خبز، أول أغنية وقصيدة، والكثير من القيم.
هذا الشعب الذي حقق وجوده ونهجه ومساره في نهج ومسار وفلسفة قائده الأممي عبدالله أوجلان الذي شابه القائد الأممي نيلسون مانديلا في نضاله وهدفه ،لأنه قد ناضل هو أيضاً ضد نظام الإنكار والإبادة والتمييز ،والنظام اللا ديمقراطي الإقصائي المستخدم ضد الكرد ،فطالب بحرية هذا الشعب وبإرساء الديمقراطية في الشرق الأوسط مهد الحضارات الإنسانية والأديان السماوية ،وبناء الأمة الديمقراطية ،مشكّلاً حزب العمال الكردستاني ، هذه الحركة الثورية التحررية ،دافعاً ثمن نضاله حريته بمؤامرة دولية قذرة ،وبرعاية أمريكية وهيمنة عالمية وبحجة وذريعة واهية ،ألا وهي الإرهاب.
فالقائد عبد الله أوجلان الذي دفع ثمن انتهاجه لمسار السلام ووالديمقراطية كحل للقضية الكردية، وللقضايا العالمية، وهو محروم من حريته منذ أربع وعشرين سنة كمعتقل في سجن إمرالي الذي لا يشبهه أي سجن على وجه الكرة الأرضية، هذا المعتقل الذي تحوّل إلى مساحة للفكر الحر في خدمة قضية شعبه الكردي، والقضايا الإنسانية.
على الرغم من أنه قد أمضى أكثر من أربعة وعشرين عاماً في سجنه الانفرادي في جزيرة إمرالي مواجهاً المعاملة غير القانونية، وغير الإنسانية والتي انتهكت حقوقه، حسب الصكوك والقوانين العالمية والإقليمية، فإنه من خلال تعمقه الفكري قدّم لشعبه وللشرق الأوسط والعالم أعظم نِتاجاتِهِ، ومن الممكن تحويل نتاجاته الفكرية إلى أساس لتجاوز كافة أزمات الشرق الأوسط والعالم، واستناداً على انعقاد هذا المؤتمر على أفكار وتصورات المفكر و الثائر عبدالله أوجلان ،فإننا نجد ضرورة وقوفنا ـ ولو قليلاً ـ على محاولاته ونضاله لحل مشاكل المنطقة والعالم سلمياً ،إن السيد عبدالله أوجلان في تاريخ نضاله لم ولن يتصرف فقط كشخصية سياسية أو ثائر اعتيادي فقط ،بل كشخصية نيّرة التفكير دائمة البحث عن العلم والثقافة ،فقد تناول قبل اعتقاله الفكر ،الفلسفة ،التاريخ وعلم الاجتماع كقارئ رفيع المستوى ،وألّف عدداً لا يستهان به من الكتب في تلك المجالات ،وقدم المئات من التحليلات والخطابات لطلابه, رفاقه والشعب أجمع.

وها هو يقضي أربعة وعشرين عاماً في سجنه الانفرادي في جزيرة إمرالي ،ورغماً عن سياسة العُزلة المشددة المفروضة عليه ،فقد ألّف آلاف الصفحات كمرافعات له يقدّمها للمحاكم المختلفة ،والتي تحمل بين دفتيها بحوثاً مهمة تحمل في طيّاتها حلولاً للأزمات التي يعانيها الشرق الأوسط ،وللانسداد الراسخ في نظام الحداثة الرأسمالية المهيمن في العالم ،حيث لم يقم في مرافعاته بالدفاع عن نفسه ،وعن الشعب الكردي فقط ،وإنما حاول الحفاظ على القيم الشرق أوسطية ،والإنسانية من الحداثة الرأسمالية ،وقد دافع عن المرأة ضد منظومة وذهنية سيادة الرجل ،ودافع عن ثقافة الشعوب ضد حملات الاضطهاد والإبادة الجماعية ،وجعل من حزب العمال الكردستاني قوة ذات دور كبير في حل أزمات الشرق الأوسط”.

أوجالان قدم الحداثة الديمقراطية كبديل للحداثة الرأسمالية

وأكدت المبادرة السورية لحرية القائد أوجلان على أن” إن المفكر عبدالله أوجلان من خلال التركيبة الفكرية للحداثة الديمقراطية قد خلق بديلاً للحداثة الرأسمالية وفتح أمامنا آفاقاً جديدة. ومن خلال التركيبة الفكرية للأمة الديمقراطية قدم لنا نظاماً جديداً كبديل للدولة القومية ووضع مفتاح النجاة من التعقيدات الموجودة في أيدينا ،وفي الوقت ذاته خلق لنا طريقة للحياة الجديدة من خلال التركيبة الفكرية علم المرأة (Jinelojȋ) والحياة المشتركة والحرة. وهذه هي أسباب اعتقاله لأكثر من ٢٤ عاماً ،لكن منظومة إيمرالي لا تستطيع أسر فكره ،إحساسه ،عشقه للحرية الحقيقة. على الرغم من استخدام الدولة التركية لجميع أنواع التعاملات غير القانونية وغير الإنسانية مع المفكر والقائد عبدالله أوجلان ،لكنه دائماً مثلما يقول عن نفسه ،كان الطفل الذي لا يخون أحلام طفولته ولا يعترف بالآلهة المعاصرة ،إن لهجة شخصيته خلقت ازدهاراً وتقدماَ بهذا اللون و تجاوزت شخصيته حدود تركيا ،إن الوضع الراهن الذي هو فيه يجبره أن يتحول إلى بروميثيوس العصر ،فما يلاقيه من العذاب اليومي من الناحية الروحية ،النفسية والسياسية ،لا يختلف ألبتة مع ما عاناه بروميثيوس ،الذي كان قد رُبِطَ من أطرافه الأربعة بصخور جبال قوقاز من قِبَلِ آلهة أثينا وكانوا يستقطعون يومياً قطعة من كبده. ولكن بسبب التجديد الذاتي لكبده أصبح بروميثيوس أملاً للشعوب ،وفي الوقت الراهن فإن أوجلان قد خلق هذا الأمل في شخصه ،وظهرت هذه الحقيقة بصورة واضحة في السنوات الماضية”.

المبادرة السورية تثمن انعقاد الكونفرانس في جنوب افريقيا

وبينت المبادرة السورية لحرية القائد أوجلان بأن: ” من هذا المؤتمر الأممي والتضامني بين شعوب الشرق الأوسط ،وشعوب إفريقيا ،نحيي تضامنكم معنا في كسر هذه العزلة المشددة على القائد الأممي عبدالله أوجلان ،واستعادة حريته.
نأمل أن يأخذ هذا المؤتمر دوراً مهما في إلقاء الضوء على مسألة انسداد نموذج الدولة القومية والحداثة الرأسمالية ؟ وخطوة مهمة لأجل حرية القائد”.

زر الذهاب إلى الأعلى