الأخبارالعالممانشيت

كاتب تركي: لا يمكن حل مشاكل النظام في أنقرة بالإصلاحات بل بزوال النظام

تحت عنوان “لا يمكن إصلاح دكتاتورية تركيا وجعلها ديمقراطية” كتب الكاتب التركي جنكيز أكتار مقالة في صحيفة العرب اللندنية، جاء فيها:

“ليس من الواضح بعد ما إذا كانت الإدارة الأميركية القادمة مستعدة لتصديق خطاب أنقرة من أجل الشراكة الوهمية مع حلف شمال الأطلسي وتجاهل أطنان من الأخطاء في كل شراكة تربط تركيا والغرب”.

وفي السياق نوه أكتار: “لا يمكن إصلاح الأنظمة الشمولية على عكس ما يصدّق الساذج ويروّج الخبيث. يصدّق الأول، للحفاظ على أمل يروّج له، أما الثاني للتلاعب وإساءة استخدام خطاب الإصلاح لتحقيق مصالحه الخاصة”.

ويؤكد أكتار على عدم إمكانية إصلاح الأنظمة الشمولية، مثل تلك التي تحكم تركيا. ولا يمكن لها أن تتحول إلى ديمقراطيات أبدا. ومصيرها أن تندثر لتفتح طريقا نحو الديمقراطية إذا سمحت الظروف بذلك. مشيراً إلى أن الأنظمة الشمولية مشبعة بانتهاكات في الداخل وفي الخارج.

وصرح الكاتب: “خطاب النظام التركي الفارغ حول الإصلاحات هو في حقيقة الأمر يهدف إلى إقناع السامعين أكثر مما تتعلق بالإصلاحات نفسها. وغالبا ما يكون الخطاب موجهاً إلى الأجانب. إذ أن هناك حاجة ماسة لجذب الحلفاء السابقين في الغرب، ولاسيما إدارة بايدن/هاريس القادمة. كما أن هناك حاجة ملحة لوقف تراجع الليرة التركية”.

وعلى الصعيد السياسي والاستراتيجي، يشير أكتار بأنه ليس من الواضح بعد ما إذا كانت الإدارة الأميركية القادمة مستعدة لتصديق خطاب أنقرة الفارغ، من أجل الشراكة الوهمية مع حلف شمال الأطلسي، وتجاهل أطنان من الأخطاء والأعمال العدائية في كل شراكة تربط تركيا والغرب, ويبدو هذا السيناريو غير محتمل.

وأومأ الكاتب التركي أكتار بأنه كتب عن خمس مجموعات رئيسية من الأسباب التي تدفع الأوروبيين لاسترضاء أنقرة. فهم يخشون خسارة “تركيا الشريكة في الناتو” لصالح روسيا، ومن تعريض مصالحهم الاقتصادية فيها للخطر، والمخاطرة بصفقة حماية اللاجئين مع أنقرة، واستعداء الشتات التركي في دول أوروبا الغربية، ومن تسريع الانفجار الداخلي في تركيا. وعلى مدى السنوات، أصبحت هذه المخاوف أسس سياسة استرضاء خطيرة وغير مثمرة.

ويختتم الكاتب التركي مقالته موضحاً: “لا تحل سياسة الاسترضاء المشاكل مع تركيا، مثلما لم تحلّها مع المجر وبولندا. فهي تفاقمها وتجعلها غير قابلة للحل كما نشهد يومياً… قلت لكم من قبل إنه كلما رأينا استرضاء الغرب بقيادة ميركل، كلما زادت انتهاكات رجب طيب أردوغان. وينطبق الأمر نفسه على فلاديمير بوتين ومن يشبهه. ولا يمكن حل المشاكل التي أحدثها نظام أنقرة بالإصلاحات بل بزوال هذا النظام!”.

زر الذهاب إلى الأعلى