الأخبارروجافامانشيت

قياديان كرديان بارزان: واشنطن باقية في شمال وشرق سوريا

بعد زيارتها للعاصمة الأمريكية واشنطن ولقاءها بالمسؤولين في إدارة الرئيس بايدن، نقلت إلهام أحمد رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية (مسد) عن مسؤولين في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة باقية في شمال وشرق سوريا خلافا لما يشاع. 

وكشفت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ “مسـد” خلال استضافتها بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن المسؤولين في البيت الأبيض قدموا لوفد مجلس سوريا الديمقراطية تعهدات بالاستمرار في الالتزام بالتواجد في شمال وشرق سوريا، وتقديم الدعم الاقتصادي للمنطقة.

وأشارت أحمد بأن الوجود الأمريكي في سوريا من شأنه أن يضفي “توازنا إيجابيا” على الملف السوري، ويختلف كليا عن الحالة الأفغانية، واصفة أجواء لقاءاتها مع مسؤولين بارزين في البيت الأبيض بأنها “إيجابية”.

وفي مسألة الحوار مع الحكومة السورية قالت أحمد: “التعاون الأمريكي والروسي يمكن أن يثمر عن نتائج ملموسة ويدفع النظام للقبول بإشراك أطراف سياسية أخرى”.

وأضافت: “هذا سيساعد في التخلي عن “مركزية سوريا” التي باتت تشكل عبئا على مسار الحل السياسي عموما”.

وفي ملف تركيا والمناطق التي تسيطر عليها داخل سوريا، جددت أحمد استعداد “مسد” للحوار مع تركيا و “حل كافة الخلافات معها بالطرق السلمية والحوار، شريطة معالجة ملفات مرتبطة بالشعب الكردي والأراضي السورية المحتلة من قبل تركيا”.

وخلال الندوة سألها ديفيد بولوك منظّم الندوة في معهد واشنطن عن علاقة قوات سوريا الديمقراطية بحزب العمال الكردستاني، وخلال ردها أشارت أحمد إلى أن جذر القضية هو معالجة القضية الكردية في تركيا، لافتة إلى أن حزب العمال الكردستاني تأسس في تركيا من أجل حقوق الكرد وكان هدفه إرساء نوع من الديمقراطية في تركيا ليستفيد منها الكرد وباقي المكوّنات التي تعاني من القمع.

وشددت القيادية الكردية على أن حزب العمال الكردستاني واجه الإرهاب والتطرف في عدة مناطق يتواجد فيها الكرد وقدموا أغلى ما لديهم بما في ذلك أجزاء من أجسادهم ونحن ككرد نشعر بالتزام أخلاقي حيال تلك التضحيات لأجلنا.

ونوّهت أحمد إلى أن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا أعضاءها وقياداته سوريون من مختلف الخلفيات والتوجّهات ويحكمون جزءاً من أراضي سوريا وليس لديهم عداوة تجاه تركيا، داعية المجتمع الدولي لرعاية حوار منفتح وشامل بين الكرد في تركيا والحكومة التركية، والوصول لتفاهمات من شأنها إرساء استقرار وأمان بعيدي المدى في المنطقة.

وحول خطط تطوير الإدارة الذاتية قالت الرئيسة التنفيذية لمجلس مسد أن مجلس سوريا الديمقراطية بدأ تنفيذ سلسلة مخرجات المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات الذي عقد في نوفمبر من العام الفائت، مشيرة إلى أن مناطق شمال وشرق سوريا ستشهد عملية انتخابية قريبة ستكون مفتوحة لكل مكونات المنطقة للمشاركة فيها، مؤكدة قبول الإدارة الذاتية بوجود مراقبة دولية حيادية لضمان ديمقراطية وشفافية الانتخابات.

وشددت الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد على أن الحوار الكردي-الكردي، لن يكون عائقاً أمام إجراء الانتخابات، معللة ذلك بأنه ليس من العدل أن نجعل مكونات المنطقة مثل العرب الذين يشكلون جزءاً كبيراً من سكان المنطقة ينتظرون الانتخابات وتمثيلهم ديمقراطياً إلى حين تفاهم الأطراف الكردية في حوارهم.

ومن جانبه ذكر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وعد بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن حلفائها الكرد في سوريا بعد انسحابها من أفغانستان الشهر الماضي.

وقال عبدي في حديث لصحيفة “التايمز” البريطانية إن القلق انتاب سكان شمال شرق سوريا مما حدث في أفغانستان. وأضاف: “لنكن صادقين، بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كان الناس خائفين”. وتابع: “لقد كانوا خائفين من أن يواجهوا المصير نفسه”.

وقال عبدي “للتايمز”: “طمأنونا أن هذه ليست أفغانستان. قالوا إن السياسة (الأمريكية) هنا مختلفة تماما”.

وقال عبدي إنه يفضل أن يتعهد الأمريكيون بالبقاء حتى يتم التوصل إلى تسوية سياسية نهائية للصراع السوري وذلك لأنه وبوجود عسكري أمريكي، ستكون الآمال كبيرة في نيل اعتراف رسمي بالحكم الذاتي وربما أيضا للمناطق النائية ذات الأغلبية العربية في محافظتي الرقة ودير الزور.

هذا وكان البيت الأبيض قد أرسل الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية في زيارة غير معلنة إلى شمال شرق سوريا لتقديم تطمينات شخصية إلى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي.

وفي السياق كشفت السفارة الأمريكية بدمشق تفاصيل الزيارة التي قام بها وفد الإدارة الذاتية إلى واشنطن، وعبر تغريدة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي قالت السفارة الأمريكية بدمشق “إلتقى النائب الأول لمساعد وزير الخارجية جوي هود ونائب مساعد وزير الخارجية إيثان غولدريتش برئيسة اللجنة التنفيذية لـمجلس سوريا الديمقراطي إلهام أحمد.

وأشارت السفارة إلى أن اللقاء جاء لإعادة التأكيد على دعم الولايات المتحدة للاستقرار في شمال شرق سوريا ولمواصلة تقديم المساعدات في المناطق المحررة من داعش وللحل السياسي الذي يشمل جميع السوريين. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت منذ أيام عن تقديم منحة مالية لدعم جهود الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى