تقاريرمانشيت

قطع مياه الشرب عن الحسكة سلاح تركيا الجديد لتهجير سكان المنطقة

منذ احتلال تركيا ومرتزقتها لسري كانيه وكري سبي، و العدوان التركي واجرامه مستمر بكافة أشكاله على شعوب المنطقة، وتستخدم تركيا كافة الأساليب لتهجير الناس من تلك المناطق، وأكثر ما تستخدمه تركيا هي حرب المياه، فبالإضافة إلى قطعها لمياه نهر الفرات عن السدود بشمال وشرق سوريا، فإنها تتعمد إيقاف عمل محطة علوك لمياه الشرب، والتي تغذي حوالي مليون نسمة من سكان الحسكة والمناطق التابعة لها، ورغم أن حرمان الناس من مياه الشرب يعتبر جريمة ضد الإنسانية وفقاً للقانون الدولي، إلا أن المجتمع الدولي وبالأخص روسيا وأمريكا اللتان تتواجدان بقوة في المنطقة كقوى ضامنة تقفان صامتتين إزاء انتهاكات تركيا، ومؤخراً تم إيقاف ضخ محطة علوك عن العمل من قبل الاحتلال التركي منذ حوالي شهر، وبذلك تزداد معاناة أهالي الحسكة بسبب ذلك.

وفي تحقيقنا هذا لموقع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، حاولنا إلقاء الضوء على هذه المشكلة والكشف عن معاناة الناس والتعرف على مطالبهم، وفي هذا السياق التقى موقعنا مع عدد من مواطني وسكان مدينة الحسكة، الذين تحدثوا عن معاناتهم نتيجة قطع الاحتلال التركي المتكرر لمياه الشرب عن الحسكة.

تحييد محطة علوك، والصهاريج ليست حلاً

قال المواطن ابراهيم القاطن في القسم الغربي من مدينة الحسكة: “المياه مقطوعة منذ حوالي 25 يوماً عن سكان الحسكة، وذلك يحرم حوالي مليون إنسان من مياه الشرب امتداداً من تل تمر ووصولاً إلى الحسكة، فالاحتلال التركي ومرتزقته يمنعون ضخ المياه من محطة علوك باتجاه مناطقنا، لذلك نطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بالقيام بواجباتها من أجل حل هذه المشكلة، وإجبار الاحتلال التركي ومرتزقته على تحييد محطة علوك عن الصراع”.

وعن كيفية تأمين المياه للسكان أوضح ابراهيم قائلاً: “إن توزيع المياه بالصهاريج ليس حلاً لهذه لمشكلة، لأن ذلك لا يغطي احتياجات كافة سكان المنطقة المحرومين من مياه الشرب، يجب على روسيا وأمريكا المتواجدتين في هذه المنطقة حل هذه المشكلة، فالمياه هي من أبسط حقوق الإنسان ولا يجوز لأي طرف أن يدرجها في الصراعات”.

قتل الحياة بسلاح المياه

وبدورها قالت سيدة من سكان الحسكة لم تذكر اسمها: “نحن كمواطنين لا يسعنا إلا أن ندين ونستنكر قطع مياه الشرب عن سكان مدينة الحسكة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، وكذلك ندين الصمت الدولي تجاه هذه الممارسات اللاإنسانية، فروسيا وأمريكا تتفرجان على هذه المأساة الإنسانية دون أن تقوما بأي شيء حيال تركيا ومرتزقتها، والمياه هي العنصر الأساسي لاستمرار الحياة وقطعها يعني تعطيش مليون إنسان من المنطقة ودفعهم إما إلى الموت أو ترك أرضهم، وهو ما تهدف إليه تركيا ومرتزقتها”.

وكذلك قالت السيدة عنود المقيمة في الحسكة: “منذ احتلال تركيا ومرتزقتها لمحطة علوك أصبح قطع المياه عن سكان الحسكة سلاحاً تستخدمه ضد المدنيين هنا، ومؤخراً المياه مقطوعة منذ حوالي25 يوماً، والحياة لا تستمر دون مياه وقطعها جريمة من جرائم الحرب التي يرتكبها أردوغان بـأشال لا تعد ولا تحصى، بل هي من أفظع الجرائم بحق الإنسانية، لأن قطع المياه هو قتل للحياة، وما يثير الاستغراب هو الصمت الدولي ومنظمات حقوق الإنسان أمام هذه الجريمة، فقبل سنة هاجم أردوغان مناطقنا وشرد مئات الآلاف من المدنيين والآن يقطع المياه عنا استكمالاً لهجماته بغية كسر إرادة جميع سكان المنطقة وجعلهم ينزحون عن مناطقهم، ولكن أردوغان القذر لن يكسر إرادتنا ونطالب المعنيين بإيجاد حلول نهائية لمشكلة المياه، وسحب سلاح المياه من يد أردوغان ومرتزقته”.

مسؤول يجيب: تركيا تحاول تهييج الشعب على الادارة الذاتية

ولتوضيح أسباب وآثار هذه المشكلة، والحلول الموضوعة من أجل حلها, تحدث الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي بإقليم الجزيرة (طلعت يونس) لموقعنا عن أبعاد وأهداف قطع الاحتلال التركي للمياه عن المدنيين, والحلول التي وضعتها الإدارة الذاتية لتجاوز هذه المشكلة و قال: “تستمر الفاشية التركية وعبر أدواتها من داعش وجبهة النصرة والفصائل المرتزقة الإرهابية باستهداف مناطقنا في شمال وشرق سوريا، وبشتى أشكال الحروب من هجمات عسكرية واحتلال في كل من عفرين وسري كانيه وكري سبي، ومناطق أخرى من الشمال السوري”.

وأضاف يونس “ترافقت عمليات الاحتلال بعملية إبادة ثقافية وتغيير ديمغرافي للمنطقة بهدف تتريكها، وشن حرب اقتصادية عن طريق حصار مناطقنا واستهداف جميع الموارد الحيوية، فعمدت إلى قطع المياه عن السدود، وكذلك بعد سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته على محطة علوك التي تغذي حوالي مليون نسمة بمدينة الحسكة وتل تمر وما حولها بمياه الشرب، قام بإيقاف عمل المحطة وقطع المياه عن السكان، مما شكل أزمة حقيقية وخاصة في ظل وباء كورونا الذي يجتاح العالم أجمع، مستهدفاً بذلك الأمن والاستقرار في مناطقنا التي شهدت حالة من الاستقرار والأمان بعد القضاء على داعش”.

وأكد يونس أن “هذه الممارسات تأتي لاستهداف الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا وخلق أزمات تعرقل مسيرة البناء والتطوير، وهي محاولة لتحريض وتهييج الشعب على الإدارة وخلق البلبلة، متبعاً كافة وسائل الحرب الخاصة مع قطعها للمياه، والهدف من وراء ذلك هو الدفع لنزوح المدنيين من مناطقهم لاستكمال الحرب على شعوب المنطقة، إلا أن الادارة الذاتية وشعوب المنطقة رفعتا شعار المقاومة والصمود أمام هذه الوسائل والإرهاب الممارس من قبل أردوغان ومرتزقته”.

حلول عدة لمشكلة  واحدة

وفي سياق الحلول والبدائل التي تنتهجها الادارة للتخفيف من معاناة الأهالي وتأمين المياه لهم، قال يونس موضحاً: “باشرت الإدارة الذاتية بإيجاد الحلول الإسعافية عبر تأمين الصهاريج لتزويد الأهالي بالمياه وإنشاء مناهل جديدة لتلبية احتياجات المواطنين من المياه، حيث شاركت مقاطعة قامشلو وإدارة الرقة بإرسال الصهاريج، وتم  تشكيل لجنة طوارئ لمواجهة أزمة المياه”.

وتابع يونس “كما قامت الإدارة الذاتية بحفر خمسين بئراً في محطة (الحمة) لتغطية جزء من الاحتياجات، بالإضافة إلى إعداد مشاريع استراتيجية بديلة لتامين مياه الشرب، ومنها مشروع رفع مياه الخابور إلى السد الشرقي بالحسكة وتغذيته لمحطة (الحمة) والذي سيغطي حاجة مدينة الحسكة، وكذلك مشروع جر مياه نهر الفرات إلى الحسكة، وهذه المشاريع قيد التنفيذ  وستكون جاهزة في الربع الاول من العام القادم، هذا بالإضافة إلى تأهيل وصيانة عدد من محطات التحلية في كل من (مخروم) و (تل الساير والشدادي والعبدان والهول)، وفتح محطة تحلية جديدة في الشدادي لتوفير المياه الصالحة للشرب لهذه النواحي.

زر الذهاب إلى الأعلى