تقاريرروجافامانشيت

“قسد” هي المستهدفة.. تهديدات جدية لشمال وشرق سوريا

تقرير: مصطفى عبدو

خلال السنوات الخمس الماضية شنت القوات التركية وفصائل المرتزقة المتخاذلة معها ثلاث عمليات توغل واحتلت من خلالها العديد من المدن والقرى شمال سوريا وتقدمت مئات الكيلومترات داخل الأراضي السورية.

يبدو أن تركيا اليوم تستعد لشن عمل عسكري جديد داخل الأراضي السورية، بحجج وذرائع مختلفة. فمن جهة يلوح أردوغان بعملية عسكرية ستقوم بها قواته قريباً وبأنها ستكون مختلفة هذه المرة، فخلال مؤتمر صحفي عقب ترأسه اجتماعاً للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة قبل أيام قال أردوغان: “أن استهداف قواتنا بلغت حداً لا يحتمل ونحن عازمون على القضاء على من يهدد قواتنا أما عبر القوى الفاعلة هناك أو بأساليبنا الخاصة”.  

ومن جهة أخرى، يهدد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بأن تركيا ستفعل ما يلزم لتطهير مناطق في شمال وشرق سوريا وإيقاف الهجمات التي تستهدف قواتها بحسب زعم أوغلو. متهماً كل من موسكو وواشنطن بالمسؤولية في الهجمات التي تستهدف القوات التركية من سوريا، وأن الدولتان لم تلتزما بتعهداتهما لتركيا.

وفي السياق ذاته، نقلت “رويترز” عن مسؤولين تركيين أن بلدهما تستعد لعمل عسكري ضد مناطق في شمال وشرق سوريا، غير أنهما ربطا هذا العمل بفشل المحادثات مع الولايات المتحدة وروسيا. وأكد المسؤولان أن الجيش ووكالة المخابرات الوطنية “إم آي تي” يجرون استعداداتهم لعمل عسكري، ولفت المسؤولان إلى ضرورة التنسيق مع دول بعينها قبل البدء به، خاصة روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

هذا وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد نشرت قبل أيام بياناً نفت فيه الاتهامات التركية التي ادّعت بقصف قوات سوريا الديمقراطية لقواتها في مناطق ريف حلب الشمالي وخاصة جرابلس، وجاء في البيان الذي نشرته قوات سوريا الديمقراطية على صفحتها الرسمية: “بهدف تبرير اعتداءاتها، تلجأ دولة الاحتلال التركي إلى اختلاق ونشر الأخبار الكاذبة، ومنها اتهام قواتنا بتنفيذ الهجمات على جيشها المحتل، وقد نوهنا سابقاً وفي أكثر من مناسبة أنه لا وجود لقواتنا في المناطق التي يدعي الاحتلال بانطلاق العمليات منها، وتلك الادعاءات الكاذبة أنما تأتي في سياق تبرير الهجمات التركية”.

ولخص البيان: “على الرغم من أن جيش الاحتلال التركي هو الذي يهاجم مناطقنا الآمنة بشكل مستمر، يحاول تحريف الحقائق وإظهار قواتنا بصفة المهاجم، وبناء على ذلك، ندعو الرأي العام العالمي وفي مقدمته الشعب التركي إلى معرفة هذه الحقيقة والحذر من أكاذيب الاحتلال”.

تأتي التهديدات التركية في وقت تتبلور فيه خلافات كبيرة بين تركيا وروسيا وخاصة بعد الغموض الذي أحاط بمخرجات قمة سوتشي، إلى جانب خلافات الدولتين في ملفات عديدة أخرى، ويربط المراقبون الهجمات التي تعرضت لها القوات التركية  بهذه الخلافات وأن روسيا تضغط على تركيا لإجبارها على الرضوخ للشروط التي تفرض عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى