تقاريرمانشيت

فِكر أوجلان، واستقلالية المرأة

الحديث عن المرأة موضوع حساس وخطير ويحتاج إلى جرأة ومجازفة وشجاعة، والقدرة على تناوله من جوانبه المتعددة، لذا حاولت صحيفة الاتحاد الديمقراطي أن تلقي الضوء على هذا الموضوع بجرأة واختصار.

لو عدنا إلى بدايات القرن الواحد والعشرين سنرى أنه لا توجد دولة في العالم قد منحت المرأة حقوقها بالكامل، بل العكس تعرضت لكثير من الانتهاكات، وكانت تُعتبر وصمة عار على جبين الحضارة الإنسانية، سواء أكانت المرأة متخفية بالملابس أو عارية تماماً.

إن ظهور المرأة بملابسها الحديثة لا يعني بأنها ترسل إشارات إغرائية لإثارة غرائز الذكور ودعوتهم لممارسة الجنس معها، إنما ذلك السلوك يمنحها شعور بالذات، القيمة، الحرية، الإرادة، القوة، والأهمية، وهذه من ضرورات التفاعل الإنساني الصحيح.

المقارنة بين المرأة في زمن العبودية ومشروع الأمة الديمقراطية

مظاهر العنف ضد المرأة في زمن العبودية:

تعرضت المرأة للكثير من مظاهر العنف، بدءاً من الاغتصاب الجماعي، والجِماع بالإكراه، مروراً بالحَمل والاجهاضِ غير الآمن، وانتهاءً بحوادث التمثيل بجسدها وقتلها أمام أولادها وزوجها ووالدها، فهي ضحية لا ذنب لها، وهذه الممارسات بحقها أثرت على حياتها المستقبلية، وانعكست سلباً على صحتها الجسدية، النفسية، والعاطفية، ولهذا السبب كثيراتٌ منهنَّ بقينَ بلا مُعيل، والقليل منهُنَّ من حَظَينَ بفرصة الزواج.‏

دور المرأة في زمن مشروع الأمة الديمقراطية:

لعبت المرأة دوراً ريادياً في قيادة المجتمع بفضل مشروع الأمة الديمقراطية، حيث تمكنت من الحصول على حقوقها في كافة المجالات وفي مقدمتها العسكرية؛ وأصبح باستطاعتها القيام بتشكيل وحدة عسكرية خاصة بالمرأة تحت مسميات عديدة حيث تألفت من مجموعة نسائية، وبعد أقل من عام على تأسيس وحدات حماية الشعب YPG قررت المقاتلات النساء فيها بتشكيل وحدات حماية المرأة YPJ كي تقاتل مع الرجال جنباً إلى جنب في محاربة التنظيمات الإرهابية.

المرأة في زمن الحرب ضدّ داعش كانت في الصفوف الأولى، وقامت بتحرير الكثير من النساء اللواتي كُنَّ تحت قبضة داعش؛ النساء كُن الضّحيّة ووقود الحروب، والتي تمّ اغتصابهنَّ وبيعهنْ، الطّفلة التي تمّ تزويجها قسراً لمقاتلي الدولة الإسلامية، الزّوجة التي تمّ قتل زوجها أمام عينيها، الأمّ التي حُرمت من أطفالها الذين جنّدهم التّنظيم.

وحدات حماية المرأة… هزيمة داعش

نوروز أحمد عضو القيادة العامة في قوات سوريا الديمقراطية

وحدات حماية المرأة تُعتبر القوّة الوحيدة التي تحمي المرأة وتصون حقوقها خلال الأزمة السورية، شاركت هذه الوحدات في كافة حملات التحرير التي انطلقت في شمال وشرق سوريا ضد مرتزقة داعش، وكان لها الدور الريادي في انهيار ما تسمى “بدولة الخلافة”.

منذ انطلاق الحملات العسكرية باشرت وحدات حماية المرأة (YPJ)، بالمشاركة في هذه الحملة واستلمت قيادة الجبهات الأمامية.

تابعت أحمد: الشيء المُلفت في هذه الحملات وخاصة حملة عاصفة الجزيرة هو مشاركة مقاتلات من مناطق دير الزور، والدليل على ذلك أن الناطقة الرسمية لهذه الحملة “ليلوى العبد الله” تنحدر أصولها من تلك المناطق، بالإضافة إلى مشاركة مقاتلات من كافة المكونات، كون الهدف الرئيسي هو تحرير النساء وحمايتهن بعد الظلم الذي تعرضن له من قبل المرتزقة.

وأشارت أحمد أنه وعلى الرغم من كافة العراقيل التي تعرضت لها المقاتلات إلا أنهن نجحن في مهمتهن بتحرير العديد من النساء اليزيديات المختطفات والتي جعلتهم داعش سلعة في أسواق الرقة والعديد من المناطق السورية المحتلة من قبلهم، وتم تسليمهن لذويهن بعد تخليصهن من قِبل قوات سوريا الديمقراطية من الظلم الممارس بحقهن.

ومن الجدير بالذكر أن وحدات حماية المرأة تحارب جميع مظاهر العنف الجسدي والنفسي والقتل والاغتصاب وبيع النساء الذي تمارسه داعش بحقهن، وتقوم هذه الوحدات على مبدأ أساسي وهو أن المرأة لا يمكنها انتظار الآخرين لتحريرها، ولكن عليها القتال بنفسها من أجل الحرية وفي الواقع فإن البعض من تلك النساء قاتلن من أجل غيرهن، لأنهن يعرفن الأهوال التي تواجهها المختطفات لدى داعش.

فكل امرأة في وحدات حماية المرأة تعمل على أساس الطوعية بروح وطنية وأخلاقية، وتلك الوحدات تضم النساء من كافة المكونات “كردية، عربية، سريانية، آشورية…” ويمكنها اتخاذ قراراتها بنفسها وتقف في وجه جميع العوائق والصعوبات والعادات والتقاليد الرجعية البالية.

في كلمة بسيطة؛

في قولٍ للقائد عبد الله أوجلان: “ثورتنا ثورة المرأة، المرأة الأكثر جمالاً هي المرأة التي تعيش بحرية أكبر، أنا لن أكون مواطناً لوطن تُقتل فيه المرأة”.

لذا كُوْنِي المرأة المقاتلة القوية التي بفضل فلسفة القائد عبد الله أوجلان عَثرت على حقوقها وجوهرها، كُونِي الجدران النارية أمام البشاعات التي ترتكبها الجماعات الإرهابية بحق المرأة.

إعداد: أفين بوبلاني

زر الذهاب إلى الأعلى