مقالات

في معرض الكتاب الكردي الأول يثبت المثقف الكردي حضوره

مصطفى عبدو

من الوجع والألم ومن خلال الثقب الذي أحدثه رصاصة الأعداء والإرهاب في لباس الشهيد نسج الكتاب والشعراء والمثقفين الكرد أحلامهم وتفاعلهم الحميمي مع قضايا الإنسان بعد الإنعتاق ليقولوا كلمتهم في معرض الكتاب الكردي الأول وعلى مدى ثلاثة أيام في مركز محمد وليفتحوا نوافذ يطل منها المتلقي على العديد من الإصدارات التي تمثل في مجملها الأحداث السياسية والتاريخية والشعورية، ويبعثوا الطمأنينة في النفوس التي كانت تتوجس خيفة على مستقبل اللغة والثقافة الكردية.

فما أن فتح المعرض أبوابه حتى اندفع الرواد متزاحمين ومتصفحين برغبة ونهم شديدين في مشهد رائع. جميل أن تلتقي صديق لك من غير موعد بعد أن فرقتكم مشاغل الحياة وأعباء العمل. فلم يخطر ببال الكثيرين أن يحظى معرض للكتاب تغلب عليه الصفة الكردية بإقبال كهذا.

في هذا المعرض والذي يعد أكبر تظاهرة ثقافية تعنى بالكتاب والأدب الكردي بصفة عامة يثبت المثقف الكردي حضوره بقوة ليس كواجهة بل كفعالية ثقافية محاولاً ومن خلال سلسلة من القيم ترسيخ القيم الإنسانية وفتح مسالك العلم في أفعال ثقافية حية ومنخرطاً في مجتمعه ومنصتاً إلى تكسراته العميقة.

تأتي فعاليات معرض الكتاب الكردي الأول في إطار الاحتفال بيوم اللغة الكردية الذي يصادف 15 أيار من كل عام، والذي أقره المؤتمر القومي الكردستاني(KNK) يوماً للغة الكردية منذ عام 2006 والذي يصادف تاريخ صدور أول مجلة كردية بالأحرف اللاتينية (هاوار) من قبل الأمير جلادت عالي بدرخان في العاصمة السورية دمشق في 15 مايو 1932.

ويعتبر معرض الكتاب الكردي الأول حدثاً يعكس مدى اهتمام الإدارة الذاتية ومؤسساتها بالثقافة والأدب الكردي رغم التحديات، كما يعكس تميزاً للوعي المجتمعي ورغبة رواد المعرض الجادة في تلقي المعرفة، في ظل ما نشهده من أوضاع.

زر الذهاب إلى الأعلى