مقالات

في فوضى الشرق الأوسط.. أين دورُ الكرد!

عبدالرحمن حسين

لاتزالُ قضية الأزمات في الشرق الأوسط معقدةً، وتزدادُ حدّة  التوتر في كافة القضايا العصرية، وخاصة في القرن الحادي والعشرين، وهذا الزمن حيث الصراعات على السلطة. وبالتالي من خلالها التحكم بمصير الآلاف من البشر والمجتمعات دون نظرٍ إلى إرادة شعوب المنطقة من الكرد والعرب والسريان والآشوريين والإيزيدين والأرمن. فالحروبُ المنتشرة والمستفحلة في بنية الشرق الأوسط، وضمن هذه الظروف القاسية والصعبة قامت ثورة سوريا ومن أحشاء هذه الثورات ولدت ثورة روج آفا.

وفي ظلّ هذه الظروف الدقيقة والحسّاسة من هذه الفوضى العارمة من التدخّلات العالمية والإقليمية في الأزمة السورية، حيث بدأت الشرارة الأولى لثورة روج آفا في ١٩ تموز ٢٠١٢، هذه الثورة المجتمعية بكل أبعادها والتي أخذت من فلسفة الحياة الحرة من القائد أوجلان ومشروعه الجديد لحلّ القضايا العالقة في الشرق الأوسط وفق مبادئ وفلسفة الأمة الديمقراطية ونظام الإدارات الذاتية الديمقراطية أساساً لثورة روج آفا وشمال سوريا، البعيدة عن الذهنية السلطوية وفق مبدأ أخوة الشعوب والتعايش المشترك، من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية التي نعتمد عليها لبناء المجتمع الأخلاقي والسياسي.

 لهذا نرى دوراً هاماً جداً للكرد في إحياء الحياة الجديدة في الشرق الأوسط الجديد، فنما الأمل في بزوغ فجر الحرية مع صعود الكرد إلى الساحة الدولية بعد ١٠٠ عام من الظلم والجور الذي تعرضوا لهه بعد اتفاقية سايكس بيكو على واقع القضية الكردية في أجزائها الأربعة كلّ حسب منظور تلك الدول التي سيطرت على كردستان.

 إذن هذه المرحلة من العصر يجبُ أن تكون للقضية الكردية في الفوضى العارمة في الشرق الأوسط، وما يلعبه الكرد في اصطفافات العالم الجديد في الخارطة السياسية للشرق الأوسط.

 من جديد  يستحيل التفكير بحلّ قضايا الشرق الأوسط دون النظر إلى إرادة الكرد كما كان في الماضي، حيث من غير الممكن إنكار دور الكرد المحوري في مصير شعوب المنطقة، لأن مايقوم به الكرد على صعيد منطقة الشرق الأوسط عموماً وسوريا خصوصاً. فالإصرارُ على دولة القومية الفدرالية في العراق سينفي نموذج الدولة القومية المركزية في المنطقة لأنه يفتح المجال أمام الشعب الكردي للتوجه صوبَ أفضل نموذج فدرالية في العالم ملائمة لتاريخ شرق الأوسط، حتى إذا كانت هذه الفدرالية خارجة عن إرادتهم، لأن التصادمَ بين القومية البدائية والعصرانية الديمقراطية يفتتح مجالاً واسعاً في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وخاصةً القضية الكردية.

حيث تكون هذه الأحداث كلها حديث الساعة الساخنة لكافة المنطقة والعالم، لأن النظام الفدرالي الديمقراطي الذي هو من نتاج وفلسفة وفكر القائد أوجلان في بناء حضارة ديمقراطية في بنية الشرق الأوسط الجديد. وفي ظل  ظروف الفوضى العارمة في بنية الحداثة رأسمالية التى باشرت أمريكا بخوض أعظم تجاربها التي بدأت من عام ١٩٩٠ حول مشروع الشرق الأوسط الكبير، ومع مرور كل يوم والموضوع الأهم في هذا المشروع هو مكان الكرد فيه. لذا تتخذ علاقاتُ الكرد مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والدول الإقليمية مرحلة أكثر استراتيجية  في حسابات المنطقة ورسم خارطتها الجديدة. لذا تصبح المشاكل في كردستان وسبل حلها حديث الساعة الساخنة  في كل جزء من أجزائها، لأن قيام الكرد في النشاطات الجماهيرية الديمقراطية القديرة في سبيل الحصول على حقوقهم ولعب دور مصيري في حياة الشعوب الأخرى عبر نهج الحضارة الديمقراطية وبناء نظام الكونفدرالية الديمقراطية في الشرق الأوسط والعالم. لذا يعد دور الكرد مهماً جداً للسياسة العالمية الجديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى