تقاريرمانشيت

في ذكرى رحيل إحدى الشخصيات الاستثنائية <بولات هركول>

تتميز الشخصية الوطنية المناضلة عن غيرها بالكثير من الصفات والمميزات، واُولى هذه الصفات أو الخصال الوفاء، والتي أساسها الصدق الذي ينبع بدوره من الحس بالمسؤولية والإرادة، وتتبلور هذه الصفة مدفوعة من القيم، ليكون ملهمةً، وفصيحة للغاية.

 الشخصية التي تتمتع بهذه الصفة حتماً ستكون ذات قدرة فائقة على جذب الناس له، وللقضية التي يؤمن بها، مستخدماً بذلك صدقه، طاقته و إيجابيته. يمكن وصف البطل بأنه شخص مبدع، عفوي، محب للحياة، صاحب كاريزما مؤثرة، وعاطفي.

الشخصية المناضلة يتأثر بدرجة كبيرة بقضايا شعبه وبكل القضايا الإنسانية ويسير وفق ما يمليه عليه ضميره ويؤمن به حقاً، ويرى معنى لكل شيء في الحياة، ويكرس حياته باحثاً عن موافقة ما يفعله في حياته مع ما يؤمن به ليشعر بالأمن والرضا الذاتي. وكون المشاعر تشكل جزءاً مهماً من حياة هذه الشخصية غالباً ما يملك البطل حس مرهف ونظام متزن للمبادئ والقيم .

على خلاف الشخصيات الأخرى، تُطور الشخصية الوطنية المناضلة نفسها لتتمكن من التركيز على مهامها  والمسؤولية التي حملها على عاتقه لذا يحرص صاحب هذه الشخصية على أن يكون شديد الإخلاص مع من حوله.

في تاريخ الشعب الكردي عموماً هناك المئات لابل الآلاف ممن ينطبق عليهم هذه الشخصية وجسدوها بكل معاييرها حتى آخر لحظة من حياتهم. شخصيتنا المناضلة التي نحن بصدد الذكرى الرابعة من استشهادها  قد جسدت هذه الصفات في شخصيته من قامشلو إلى لبنان إلى جبال كردستان إلى  الخليج وحتى آخر لحظات حياته في قامشلو.

الشهيد مهدي شاكر عبدي “بولات هركول”

والذي استشهد في27/7/2016  بمدينة قامشلو “حي الغربي” على إثر التفجير الارهابي الذي نفذه إرهابيِّي داعش واستشهد معه ما لا يقل عن 50 شهيداً، كان من بينهم الشهيد بولات هركول.

بولات هركول .. الشخصية الوطنية المناضلة والتي ستبقى خالدة طالما قطار الحرية تسير دون توقف.

أمضى بولات هركول، 28 عاماً من حياته في النضال من أجل قضية شعبه، تعرض للاعتقال وللتعذيب مرات عدة على يد السلطات البعثية في سوريا.

ومع انطلاقة ثورة 19 تموز  في روج آفا، عاد إلى قامشلو ليقوم بالفعاليات والنشاطات في مقاطعة الجزيرة، وفي 21 -9 -2015 توجه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة  كعضو في لجنة العلاقات الدبلوماسية لحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM، وفي 24-6-2016 عاد إلى روج آفا.

 في 27 تموز 2016 استشهد بولات هركول ووري الثرى في مقبرة الشهيد دليل ساروخان.

 يصفه من عرفه عن قرب بأنه كان يحمل من معنى اسمه الكثير، كان صلباً كما الفولاذ في مبادئه وارتباطه بقيمة وحبه لوطنه، ومن جانب آخر فقد كان سلساً في تعامله مع الناس جذاباً في حديثه، تميز بروح الفكاهة والأمل، كل من التقاه حفر في ذاكرته بصمات من روحه المرحة.

بهذه الخصال والسمات ساهم الشهيد بولات هركول ورفاقه أمثال (شيلان كوباني، أوصمان دادلي، وأحمد حسين ” والد عيسى حسو”، حسين جاويش، خالد كوتي… والآلاف من الشهداء، في إنشاء ميراث نضالي فكري وتنظيمي أساسه فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان صاحب نظرية التغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط  “الأمة الديمقراطية” يسير عليه الشعب المقاوم في سوريا والذي يسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والعيش المشترك بين مختلف المكونات، وهذا جوهر السياسة الديمقراطية وخاصية الخط الثالث الذي سار عليه بولات هركول ورفاقه ومن خلفهم في النضال.

دوست ميرخان

زر الذهاب إلى الأعلى