الأخبارمانشيت

في حوار شفاف مع “هيفي رشيد ” الرئيسة المشتركة للمجلس التشريعي في مقاطعة عفرين:

صحيفة الاتحاد الديمقراطي -خاص: أكدت الرئيسة المشتركة للمجلس التشريعي في إقليم عفرين هيفي رشيد في حوار مع ” صحيفة الاتحاد الديمقراطي” إن المقاومة في عفرين، أحد أركان النصر، وأضافت أن وجود المقاومة أمرٌ مهم لإنهاء الاحتلال، وإزالة الخطر على سوريا ككل، وقالت إن الأمور في مدينة عفرين ستعود إلى طبيعتها؛ كما أشادت بالجهود التي تُبذل لتحسين ظروف نازحي عفرين في مناطق الشهباء.

نص المقابلة التي اجرتها مراسلة صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع ” هيفي رشيد ”:

كنتم من بين الحاضرين في الكونفرانس الخاص بعفرين، ما أهم النقاشات التي دارت فيه، وما أبرز ما تمخض عنه؟

إن انعقاد هذا الكونفرانس كان ضرورياً وهاماً فنحن على دراية تامة لِمَا جرى ويجري في عفرين، ما جرى مؤامرة دولية بين حلفين متضادين (حلف الناتو وحلف وارسو) والقرار كان من قبل روسيا والتنفيذ تم من قِبَل الدولة التركية.

في الأيام الأولى من الهجوم على عفرين شاركت 72 طائرة حربية، بالفعل كان عملاً وحشياً وحربٌ لا يمكن أن يقبلها ضمير ولا وجدان ولا يمكن أن يسمح بها أي قانون في العالم ومع ذلك بقي العالم صامتاً.

ونتيجة الصمت الدولي وبعد أن فقدنا الأمل بأي تحرك دولي قمنا بإخراج الشعب تفادياً لحصول مجازر كبرى للمدنيين.

وبالعودة إلى انعقاد هذا الكونفرانس الذي دام أربعة أيام(18-19-20-21) وبحضور كل من الإدارة الذاتية الديمقراطية والمجتمع المدني وإدارة المرأة (كونكرا ستار) وفئة الشبيبة ومجلس المقاطعة ورئاسة الكومينات والأحزاب والعديد من الشخصيات، وكانت النقاشات تدور حول الوضع السياسي والتنظيمي والدبلوماسي وحول الأخطاء والنواقص وحول الكثير من المواضيع الأخرى.

في اليوم الأول انصب الحديث عن الوضع السياسي والدبلوماسي وتم تشكيل لجنة لرسم خريطة طريق تحرير عفرين مكونة من خمسة أشخاص.

وفي اليوم الثاني دار النقاش حول الوضع التنظيمي بشكل تحليلي أعمق وإعادة النظر بالوضع التنظيمي من خلال الآراء والنقاشات والنقد والنقد الذاتي وجميع الذين نُقدو ونَقَدو أنفسهم تقبلوا ذلك وعاهدوا بالسير على نهج الشهداء وخط الشعب ونهج القائد عبد الله أوجلان وخط مقاومة العصر كما عاهدوا بالبقاء على نضالهم وعدم التراجع والوقوف على الأخطاء والنواقص.

وخلال الكونفرانس تم رسم خريطة تحرير عفرين وصدرت عدد من القرارات أبرزها أن على جميع الإداريين في المجالس عقد سلسلة من الاجتماعات للشعب وشرح جميع ما دار خلال الكونفرانس، وأيضاً العمل على إعادة هيكلة الإدارة الذاتية، وإعلان النفير العام، وتشكيل لجنة لزيارة كل نازح من عفرين خارج مقاطعة الشهباء والنقاش معهم للعودة إلى المقاطعة، وهناك أيضاً عدة قرارات لن نستطيع ذكرها، وفي نهاية الكونفرانس تم إعداد البيان الختامي.

برأيكم هل هذا المؤتمر وقرارته تكفي لتحرير عفرين أم أن الوضع يتطلب تضافراً وتوحيداً كردياً وسورياً لتحريرها؟ وما المخططات المشتركة بين الكرد لتحرير عفرين؟

جميع القرارات التي خرجت من الكونفرانس لا تكفي لتحرير عفرين ويجب تطبيقها على أرض الواقع لنتمكن من تحرير عفرين.

وطبعاً هذا ليس مسؤولية شعب عفرين فقط بل مسؤولية كل شخص وكل إنسان ينادي بالإنسانية والحرية والأخلاق على مستوى جميع مناطق سوريا لأن عفرين جزء من سوريا.

ويتوجب على كل سوري أن يساند عفرين لأنها فتحت أبوابها وقلبها لجميع المكونات الذين هربوا من بطش المجموعات الإرهابية والمرتزقة وداعش وغيرها واحتضنتهم كما تحضن الأم أولادها وكانت المأوى الآمن للجميع.

وأيضاً تم النقاش على وجوب أن يكون جميع الكرد في صف واحد والعمل من خلال هذا الصف، لأن ما حصل في عفرين لم يكن موجهاً لحزب بعينه أو لأي كردي ينتمي لأي جهة ليعلم الجميع ذلك. ومن هذا المنطلق علينا كـ ” كرد سوريين “

العمل بروح واحدة ودحر جميع أشكال الإرهاب وطرد الاحتلال عن وطننا سوريا.

ما دور الإدارة الذاتية الديمقراطية وحزب الاتحاد الديمقراطي في تحرير عفرين؟

للإدارة الذاتية الدور الأساسي في هذا التحرير لأنها دخلت العام الخامس وهي على رأس عملها من إدارة (مجلس تشريعي –تنفيذي-مفوضية-القضاء) وتقوم بكل واجب يقع على عاتقها وتوجيه الشعب وتوعيته وتنظيمه لتحرير عفرين وهي الوظيفة الأساسية الملقاة على عاتقها.

وكذلك يتطلب من حزب الاتحاد الديمقراطي الحزب الذي يناضل من سنين والذي قدَّم الكثير من الشهداء وله الدور الأساسي في توعية الشعب وتعريف الشعب بالسياسة التي تمارس بحقهم لذلك عليه العمل بشكل أفضل وتوسيع نشاطه ضمن صفوف الشعب، ويتطلب من جميع الأعضاء في الحزب معالجة الأخطاء التي حدثت والوقوف عليها بشكل جدي. فإن لم نستطع تصحيح أنفسنا فسوف لن نتمكن من أي شيء آخر.

ما هي مخططاتكم تجاه نازحي عفرين إلى مقاطعة الشهباء؟

نستطيع القول بأننا نعمل ما بوسعنا لتقديم جميع المتطلبات للشعب وتأمينها، ولا ننكر أن الامكانيات ضعيفة جداً خاصة نحن هنا في المقاطعة نعيش الحصار كما عشناها من قبل في عفرين حيث لا يوجد أي منفذ وهذه المشكلة نعاني منها كما أن هناك نقص في توزيع المواد فنحن نوزع حسب الامكانيات بشكل دوري كل خمسة عشر يوماً، ولكن يبقى المواطنين بحاجة لمواد أخرى كالخضار والألبان والأجبان وغيرها وهذا ما لا يتوفر لدينا ونخطط لتلافي النقص وتوفير ما يلزم بأية وسيلة كانت.

صحيح أن هناك العديد من المنظمات التي وعدتنا وبعضها وفت بوعودها وأخرى لم تفِ بعد. ويبقى شعب عفرين المعتاد على أن يأكل من كده وتعبه ولكن للأسف الآن ثلاثة أرباع العاملين عاطلين عن العمل وهذا ما يؤدي إلى خلق المشاكل ضمن الأسر والعائلات ومن جانبنا نحاول قدر المستطاع حل هذه المشاكل.

بالنسبة لمنطقة تل رفعت؛ هناك كلام يقال بأنه سيتم إدارتها من قبل روسيا: بتحليلكم وأنتم في أرض الحدث كيف تنظرون لهذا القول؟

كثرة الحملات الدعائية هي من ضمن الحرب الخاصة التي تستهدف مشروعنا الديمقراطي.

وإلى جانب الحرب الخاصة والدعايات فإنهم يحاولون ترهيب الشعب وخلق الفتن والفوضى باستمرار.

ونحن بدورنا نؤكد بأنه لا يوجد شيء من هذا القبيل ونحن مازلنا هناك وشعبنا مازال هناك ولا مصداقية لكل هذه الأقاويل.

جيش الاحتلال التركي يحشد المرتزقة الذين ساهموا في احتلال عفرين ويوجههم نحو قنديل؛ برأيكم ما الغاية من ذلك؟

هدف أردوغان من احتلال عفرين لم يكن منذ الــ 20 من كانون الثاني عام2018 بل منذ الحراك الثوري في سوريا منذ 2011 فقد كان هناك اتفاقات بين روسيا وتركيا بخصوص ذلك ويجب عدم نسيان اتفاقية أضنة التي أبرمت بين سوريا وتركيا ومازالت مستمرة فهذا الشيء واضح منذ بدء تجاوزه لحدود عفرين وإعلانه الحرب على عفرين وكل ذلك كان من ضمن الاتفاق الذي يقضي بأن تكون عفرين من حصة أردوغان.

وهدف أردوغان ليس عفرين فقط فهو يريد التوجه إلى قنديل أيضاً والقضاء على كل حلم كردي . وهذا لا يعني أننا تخلينا عن عفرين وستبقى هي قلب كردستان وسنعمل جاهدين لتحريرها.

عقب احتلال عفرين أعلنت تركيا شن حملة عسكرية على قنديل، فهل ستنجح تركيا في مسعاها حسب متابعتكم وتوقعاتكم؟

مخطط أردوغان فشل في عفرين لأنه كان يتوقع أن نبقى فيها مما يسهل عليه الأمر بإبادتنا ومحونا ولكنه فشل، فها هو يعلن عن شن حرب على قنديل منذ ما يقارب الـ ـ40سنة مضت وهو يحاول الهجوم على قنديل وب عد40 سنة أخرى لن يستطيع زحزحة غصن شجرة في قنديل وهذا ما نحن واثقون منه جداً.

نحن نؤمن ونثق بإرادة قنديل وكذلك بإرادة الشباب والشابات في عفرين وستذهب أحلام أروغان أدراج الرياح.

زر الذهاب إلى الأعلى