تقاريرمانشيت

فيان صوران… الوفية لبلد الزيتون

الشهادة في سبيل الأرض هي خلودٍ أبدي تُزَفُّ الروح بها إلى السماء بأكاليل وتيجان مرصَّعة بالكرامة والإباء، الشهداء هم الذين يسطرون بأرواحهم معاني الإنسان الحر الذي يأبى إلا أن يعيش في فضاء رحب بلا أغلال تكبله، ولا فرق في ذلك بين شهيد أو شهيدة؛ فها هي فيان صوران.. المناضلة التي أوفت بوعدها لبلد الزيتون قولاً وفعلاً إذ كانت تردد دائماً “عفرين ليست لوحدها” فهي لم تترك عفرين ودافعت عنها حتى آخر قطرة دم، لتلتحق بقافلة شهداء مقاومة العصر في 27 شباط 2018.

ولدت المناضلة فيان صوران في عفرين لعائلة وطنية كردستانية تربت على فكر وفلسفة القائد عبدالله أوجلان التي غرست في نفوس أبنائها حب الوطن والتضحية والفداء، وهذا ما بدا واضحاً أثناء الهجوم الذي شنته الدولة التركية على عفرين في 20/1/2018 العام المنصرم، وخلال 58 يوماً دوّن فيها مقاتلو ومقاتلات الـ YPG وYPJ حروف مقاومة العصر في مرحلتها الأولى ضد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، فضحوا بدمائهم وفاءً لأبناء منطقتهم.

بشعرها الطويل الحريري والوجه الذي يضيئه ابتسامة متفائلة تبث الراحة والأمل والطمأنينة لمن ينظر إليها، فهي صاحبة المقولة “إن صمودنا الأسطوري أمام جيش الاحتلال التركي يعود إلى وقوف الأهالي إلى جانبنا فهم مصدر المعنويات لنا، لذلك نحنُ نخوض معاً حرب الشعب الثورية فهم نظموا حياتهم على هذا الأساس، ومهما يكن سندافع عن هذه الأرض وعفرين لشعبها وليست لهم، سأحمي عفرين مع رفاقي حتى آخر قطرة دم في جسدي “هكذا تميزت المناضلة برباطة الجأش والشجاعة والقوةٍ التي جعلت من جميع رفاقها يعتبرونها سندهم، حيث كانوا يلتجؤون إليها أثناء أحلك المِحَن.

كانت المناضلة فيان تتصدر الخطوط الأمامية في المقاومة التي تبديها وحدات حماية الشعب والمرأة ضد الاحتلال التركي ومرتزقته لا سيما في قريتي سنارة وآنقلة بناحية شيه التابعة لمنطقة جندريسه بمقاطعة عفرين، وظلت المناضلة فيان تحارب مع رفاقها وترفض الرجوع أو الاستسلام حتى صبيحة يوم 22 شباط.

كانت فيان صوران مع مجموعة من المقاتلين في اشتباكات مع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته التابعة له في الخطوط الدفاعية لقريتي آنقلة وسنارة، حيث بدأ الهجوم بطريقة مزدوجة براً وجواً مدعوماً بتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التركية وقصفها محيط القريتين، حينها تسلل المرتزقة براً من جهة قرية هكجه الواقعة شمال قريتي آنقلة وسنارة ومن الخط الحدودي غرب القريتين، وأدّت هجمات المرتزقة على القريتين إلى محاصرة المجموعة لمدة سبعة أيام متواصلة وسط اشتباكات طاحنة دون انقطاع، والتي أسفرت عن إصابة عدد من المقاتلين بجروح حرجة نُقل  منهم إلى مشفى آفرين.

وفي 27 من شباط 2018 ارتقت فيان صوران مع مجموعة من المقاتلين شهداء؛ بعد خوضها معارك ضد المرتزقة، لتوفي بذلك قولها “عفرين ليست لوحدها” بل أبناؤها معها قولاً وفعلاً ولن تتخلَّ عنها حتى آخر قطرة دم في جسدها.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي : فيان صوران

الاسم الحقيقي: جيهان شيخموس

اسم الأم: شيراز

اسم الأب: مصطفى

مكان وتاريخ الولادة: عفرين

مكان وتاريخ الاستشهاد: 27/2/2018 بلدة شيه التابعة لمقاطعة عفرين

زر الذهاب إلى الأعلى