الأخبارمانشيت

فورين بوليسي: تركيا تستغل كل فرصة لاستهداف الكرد

كتبت (إليزابيث فلوك) الصحفية ومخرجة الأفلام الوثائقية لموقع (فورين بوليسي) الأمريكي مقالةً عن استغلال تركيا للأوضاع في أفغانستان

لاستكمال حربها على الشعب الكردي وإبادته, وذلك من خلال تنفيذ الهجمات على شمال وشرق سوريا وإقليم كردستان العراق.   

في بداية مقالتها أرفقت “إليزابيث فلوك” صورة لقبر الشهيدة (زينب سري كانيه) التي استشهدت في غارة تركية بطائرة بدون طيار في 1 أيلول في تل تمر, وفي الصورة تظهر “طرحة العروس” على القبر، كانت والدة زينب قد وضعت “الطرحة” على القبر, وقالت عن ذلك: ابنتي استشهدت مع أحلامها التي لم تتحقق, أرادت أن ترتدي هذه الطرحة في حفل زفافها, وليس لدفنها تحت الأرض.

وأوضحت “فلوك” في مقالتها بأن (زينب سري كانيه) ذات الـ 26 عاماً انضمت إلى وحدات حماية المرأة الكردية منذ تسعة أشهر فقط, وقالت في المقالة: منذ هزيمة تنظيم داعش إلى حد كبير في سوريا عام 2019، توقفت المعارك اليومية، لذلك أمضت زينب معظم وقتها في تل تمر, وعندما أجريتُ مقابلة سابقة مع زينب في مقال عن YPJ نُشر في صحيفة الغارديان، أوضحت بأنها نشأت مع أربعة أشقاء, ولم تخطط أبداً للانضمام إلى القوات العسكرية, لكن العيش في بَلَدٍ يتزايد فيه الصراع وتهديدات وهجمات الاحتلال التركي المتزايدة جعل ذلك ضرورة, حيث قالت آنذاك: من الصعب للغاية أن ترى بلدك محتلاً.

في 1 أيلول استشهدت زينب سري كانيه إثر غارة تركية بطائرة بدون طيار على تل تمر, وكانت تلك الضربة جزءاً من موجة الهجمات التركية الأخيرة على القوات الكردية، وقتلت تلك الهجمات ما لا يقل عن عشرة مدنيين في العراق وسوريا، بالإضافة إلى مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية بمن فيهم القيادية  “سوسن أحمد”.

وأشارت الكاتبة الصحفية في مقالتها إلى أن المحللون أكدوا بأن الهجمات التركية الأخيرة تمثل تصعيداً كبيراً من جانب تركيا، حيث تستغل تركيا الأزمة الحالية في أفغانستان, وفي هذا السياق قالت (إيمي أوستن هولمز) الزميلة في مركز ويلسون عن هذا التصعيد: لدى تركيا طموح لتوسيع سيطرتها الإقليمية على سوريا لعدة سنوات, وهذا التصعيد الأخير خطير جداً, إنهم يفعلون ذلك بينما العالم منشغل بما يحدث في أفغانستان.

إلى ذلك قال (سونر كاغابتاي) الزميل الأقدم في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: طالما أن أفغانستان في اللعبة، أعتقد أن تركيا تتمتع بقدر كبير من النفوذ في هذه اللحظة، لأن تركيا كانت تساعد في الأمن بمطار كابول حيث عملت الولايات المتحدة على إجلاء الأفغان.

وأضافت فلوك في مقالتها: استهدفت الضربات الجوية التركية على مدار الشهر ونصف الشهر الماضيين منطقة في شمال وشرق سوريا يسكنها مسيحيون آشوريون سبق أن استهدفها داعش، وأيضاً قتلت ضربات تركيا ثمانية من الأيزيديين في شمال العراق.

والدة (زينب سري كانيه) (زليخة جمعة راشد) تبكي وهي تنظر إلى صور ابنتها في المنزل بعد عدة أيام من استشهادها, وأوضحت بأنها أيدت قرار ابنتها بالانضمام إلى وحدات حماية المرأة على الرغم من إدراكها للخطر، وكانت تراها بانتظام لأن قاعدتها كانت قريبة, مؤكدةً بأنه قبل أسبوع من استشهادها جاءت زينب إلى البيت لقطف أوراق العنب من حديقتهم لإعداد وجبة غداء, وتابعت الوالدة باكيةً: لا أعرف ماذا يريد أردوغان مننا, لقد فقدنا منزلنا, فقدنا مدينتنا, نحن نعيش في ظروف صعبة للغاية، ونريد العودة إلى مدينتنا، نريد الأمان ، فقدنا الكثير من الشباب والرجال والفتيات, استشهد خمسة أفراد من عائلتنا خلال الهجوم التركي في تشرين الأول 2019, واليوم ابنتي الجميلة زينب, ما هذا الظلم؟

زر الذهاب إلى الأعلى