الأخبارمانشيت

فنان تشكيلي يجسد روح مقاومة العصر

تعلم موهبة الرسم منذ الصغر، وصقل موهبته مع مرور الزمن رغم الظروف المعيشية الصعبة، وترك آثاراً وأعمالاً فنية في أرجاء مقاطعة عفرين.

اردلان إبراهيم من أهالي ناحية بلبلة التابعة لمقاطعة عفرين الفنان التشكيلي الموهوب والذي عاش مسيرة فنية صعبة حيث تحمل ظروف الغربة ولكنه عاد إلى الوطن مع ثورة روج آفا، وشارك في مقاومة العصر في عفرين، ويستعد الآن لإنجاز معرض عن مقاومة العصر.

عانى كثيراً أثناء بداية مسيرته

مسيرة الفنان أردلان الحياتية والفنية كانت محفوفة بالمعاناة، فالظروف المادية الصعبة للعائلة أجبرته على العمل منذ الصغر في مختلف الأعمال إلى جانب دراسته. إلا هذه المعاناة ساهمت بشكل كبير في صقل موهبته في الرسم، لذلك قرر أن يمتهن الرسم فربما تكون مخرجاً أيضاً من الظروف المادية الصعبة.

باع أول لوحة ب 15 ليرة سورية

بدأ إردلان مسيرته مع الفن التشكيلي برسم الصور الشخصية (البورتري)، حيث يقول إنه عندما كان في المرحلة الثانوية طلب منه أحد أصدقائه أن يرسم له صورة والده المتوفي، وتمكن في ذلك الوقت من بيع اللوحة بـ 15 ليرة، ليكون أول مبلغ مالي يجنيه من الرسم.

وانطلق بعدها في مجال الرسم خاصة بعد أن انتقل إلى مدينة دمشق حيث كان يرتاد كافتيريا كلية الآداب ويرسم صوراً شخصية للطلاب.

افتتح أول معرض له في دمشق عام 1990

في دمشق تمكن أردلان من صقل موهبته في الفن التشكيلي، ورسم العديد من اللوحات الفنية، وأقام أول معرض فردي له في دمشق عام 1990، كما شارك في معرض جماعي في المركز الثقافي الروسي.

وفيما بعد افتتح مرسماً خاصاً به، إلا أنه تعرض لمضايقات من قبل سلطات نظام البعث، وتم إغلاق مرسمه، أما هو فقد اضطر للسفر هرباً من ملاحقات النظام فسافر إلى لبنان ومنها إلى الأردن، ليعود ويستقر في لبنان ويعيش هناك لمدة 23 عاماً.

ثورة روج آفا كانت بمثابة حلم له

مع انطلاق ثورة روج آفا، وجد إردلان فرصته ليعود إلى الوطن ويساهم في الثورة إلى جانب أبناء شعبه، يقول إنه كان يسعى إلى تقديم شيء ما لشعبه “كنت خارج الوطن لمدة 30 عاماً، لم أتمكن خلالها تقديم أي شيء لشعبي الكردي، لذلك فإن الثورة كانت فرصة كبيرة بالنسبة لي.”

رسم صورة القائد كانت من أروع الأعمال التي أنجزتها

وبعد وصوله إلى بيته في ناحية بلبلة التابعة لمقاطعة عفرين عرض عليه اتحاد المثقفين في عفرين وهيئة الثقافة والفن لمساعدتهم في إنجاز لوحة فنية ضخمة وهي صورة لقائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان. وعمل أردلان على إنجاز البنية الأساسية للمشروع بمساعدة فنانين آخرين لمدة 9 أشهر. أما رسم اللوحة نفسها فقد استغرقت عشرة ساعات فقط بحسب أردلان وما يعتبر رقماً قياسياً لرسم أكبر لوحة في العالم بقياس 1200 متر مربع.

كما ساهم مع عدد من الفنانين الآخرين مثل الفنان حنيف حمو وأصلان معمو على إنجاز تمثال كاوا الحداد، إضافة إلى عمله في إدارة اتحاد المثقفين في مقاطعة عفرين.

شارك في مقاومة العصر

شارك أردلان مع اتحاد المثقفين في مقاومة العصر وشكلوا لجنة تسمى بخلية الأزمة للمساهمة في مقاومة العصر، وعملوا على تجهيز النقاط الطبية في بعض النواحي. وأثناء قصف الاحتلال التركي كانوا يرسمون على جدران المنازل لوحات تحث على المقاومة والصمود.

المقاومة متواصلة

بعد احتلال عفرين توجه اردلان إلى مقاطعة الشهباء مثل باقي الأهالي، ورغم أنه لم يتمكن من إنجاز حلمه الذي استمر 23 عاماً، إلا أنه قرر إكمال حلمه الذي بدأه، ورغم الإمكانيات المحدودة في مناطق الشهباء إلا أن أردلان يساهم الآن في تعليم الرسم لـ 75 طالباً في مخيم سردم.

كما يستعد بمشاركة عدد من الرسامين لإنجاز معرض جماعي حول مقاومة العصر.

المصدر: AHNA

زر الذهاب إلى الأعلى