فلْترْقد روحك بسلام ترسيخاً للتعايش المشترك وأخوَّة الشعوب

الحياة الحرة هي ثمرة إرادة الشهادة، فبدماء هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم وبأغلى ما يملكون دون تردد في سبيل الوصول إلى الحياة الكريمة المليئة بالعزة والحرية؛ نحن اليوم نعيش هذه الحياة، فشهداؤنا هم الأصحاب الحقيقيون للحرية وبناء الديمقراطية؛ ومن أجل النضال جنباً إلى جنب في سبيل تحقيق الأخوَّة والعيش المشترك، والتحرر من العبودية والظلم، كان لا بد لهؤلاء الأبطال النضال معاً من أجل كل ذلك، وليحيا الشعب بأمان؛ فهذا الشهيد البطل من المُكَوِّنِ السرياني الذي ضحَّى بحياته في سبيل تحقيق العدالة والمساواة وبناء المجتمع الديمقراطي، إنه الشهيد البطل “كابي يعقوب” الاسم الحركي (جودي) وُلِدَ هذا المناضل البطل في منطقة “تل علو سنة 1987” لعائلة من المكوِّن السرياني مؤلّفَة من الأب والأم وستة صبيان وفتاة واحدة. انتقلت الأسرة إلى مدينة “قامشلو” وسكنت في الحي الغربي سنة 1990. كان البطل آنذاك طفلاً في الثالثة من عمره، درس الابتدائية في مدرسة “حاتم الطائي” إلا أنه لم يستكمل الاعدادية ولا الثانوية، والتحق بأخيه الكبير “عماد” الذي كان كثير التعلق به ليعمل معه في ورشة الخياطة، وبسبب ذكائه وحبه للعمل وروحه المَرِحة ونشاطه وأمانته أصبح في فترة قصيرة مُتقِناً لِحرْفَةِ الخياطة، وخياطاً من الدرجة الأولى. التحق بالخدمة الالزامية وأتمَّها بروح محبة لوطنه ومخلصاً له، وبعد انهاء الخدمة؛ عاد للعمل في ورشة الخياطة، وفي سنة “2009”  قرَّر السفر إلى لبنان ليعمل هناك في ورشة الخياطة مع صديق له، وبقي هناك ما يقارب السنتين وإبّان الثورة السورية عاد المناضل إلى أرض الوطن، وإلى مدينته قامشلو؛ ليزاول مهنته حتى عام 2013″ إلا أن وطنيته جعلته ينضم إلى قوات حماية الأمن “سوتورو” وأصبح سائقاً في مركز الأمن “سوتورو” وفي عام 2015 تزوج المناضل من “زارنيك اسحق” إلا إنهما لم يرزقا بأولاد وتابع نضاله مع رفاقه في مركز قوات حماية الأمن، ولنخوته وحبه لوطنه وإيمانه بالعيش المشترك وأخوَّة الشعوب، شارك في حملات التحرير ضد المجموعات الإرهابية وتنظيم داعش، فشارك رفاقه في حملة تحرير “تل كوجر” وتل حميس وتل تمر وبعد تحريرها عاد إلى مركز قوات الأمن “سوتورو” لم يتوانَ عن عمل تلبية نداء الوطن بإخلاص، طُلِبَ منه كونه كان سائقاً أن يسافر إلى الرقة عاصمة داعش المزعومة. كان ذلك أثناء تحريرها ذاهباً بمهمة عسكرية تقتضي وصول مجموعة من الرفاق إلى الرقة إلا أنه لم يصل إلى الرقة وفي الطريق تعرّض المناضل البطل لحادث فأصيب بجروح بليغة ُأسعِف إلى الحسكة ولكنه استشهد بتاريخ 16/ 1/2017 ليكون دمه ثمناً للتعايش، وليعيش من بعده أمَّتَهُ بحرية وسلام، وتكريماً لروح الشهيد سُمِّي أحد كومينات المدينة وكذلك أطلقت أحدى الاكاديميات التدريبية باسم الشهيد “كابي”

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: جودي

الاسم الحقيقي: كابي يعقوب داوود

اسم الأم: ماري إيليو

اسم الأب: يعقوب

محل وتاريخ الولادة: تل علو 1986

محل وتاريخ الانضمام: قامشلو الحي الغربي 2013

محل وتاريخ الاستشهاد: 16/1/2017 الحسكة