تقاريرمانشيت

فلسطيني يروي بدمائه تراب دير الزور

الشهداء هم الدروع الصلبة التي نصّبت نفسها لصون الأرض والدفاع عنها ضد الظلم، وهم سياج الوطن وحصنه المنيع، فلولاهم لسقطت الأوطان واستبيحت الحرمات

الشهداء يضحون بأرواحهم من أجل ثوابت واضحة المعالم تمثلت في الدفاع عن الشعب والعرض والوطن ويقدمون دماءهم في سبيل ذلك، وعلى الجميع تقديس هذه الدماء الطاهرة وتمجيدها.

فشهداؤنا هم منارات تهتدي بها الأجيال القادمة، وتضحياتهم النفيسة التي قدموها لأهالي مناطقهم التي عانت الظلم والاضطهاد على يَدِ التنظيمات الإرهابية المتمثلة بداعش وأخواتها لا تُقدَّرُ بثمن، والوطن الذي يحتضن أبناءه بحنان الأم؛ تختلط دماء أبنائه؛ فها هو شهيدنا الفلسطيني محمود خير مثال على ذلك.

وُلد المناضل محمود في مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة لعائلة فلسطينية الأصل سكنت منذ سنين طويلة مدينة الطبقة، أسرته مكوَّنة من والدته وأخوين اثنين ــ مجدي وأحمد ــ وأصغرهم كان المناضل محمود الذي ترك دراسته ليعمل مع أخويه لتأمين لقمة العيش.

عند بدء الأزمة السورية وسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على الرقة ومحيطها بما فيها مدينة الطبقة، كانت عائلته إحدى العوائل التي ذاقت أبشع أنواع التعذيب من قبل التنظيم وذلك بحجة التدخين وعدم تطبيقهم القواعد اللاشرعية الصارمة الصادرة عن التنظيم.

وعند انطلاق حملة غضب الفرات لتحرير مدينة الطبقة؛ انتسب الأخوة الثلاثة لقوات سوريا الديمقراطية للدفاع عن شعبهم وأرضهم وللتخلص من تنظيم داعش الإرهابي وظلمه؛ فقدَّموا تضحيات كثيرة في مدينة الرقة ودير الزور، وشاركوا في أغلب معارك التحرير فيهما، انضم المناضل محمود لقوات سوريا الديمقراطية في أوائل الشهر الرابع من عام 2017، تلقى عدة تدريبات تنظيمية وعسكرية، وتخرج منها مناضلاً شجاعاً.

تميز المناضل بروحة الثورية ورفضه الضيم وحبه لجميع رفاقه والثبات وعدم التردد في قراره إيماناً منه بأن ما اُخِذَ بالقوة لن يسترد إلّا بالقوة.

في إحدى معارك التحرير أصيب المناضل محمود في يدهِ اليسرى، ولكن إصابته لم تثنيه عن موقفه ولم تُغيِّر ما بداخله من روح ثورية مناصرة للحق فأكمل ما بدأ به لأجل تحرير شعبه من ظلم وطغيان مرتزقة داعش الذي عانى منه فترة سيطرتهم على مدينته ليقدم روحه الطاهرة في مدينة دير الزور بمنطقة هجين جراء قذيفة هاون أطلقها إرهابيو داعش على نقطة كان يتمركز فيها المناضل مع رفاقه مما أدى إلى استشهاده ليقدم روحه الطاهرة في سبيل وطنه وتحرير شعبه وأهله، وبذلك حرموه من والدته وإخوته وليخلد صفحات التاريخ اسمه، ومازال إخوته حتى الآن يقاتلون في صفوف قسد ضد داعش ويتنقلون من معركة إلى أخرى لإكمال درب أخيهم الشهيد البطل محمود شريف ويحذون حذوه.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: محمود طبقة

الاسم الحقيقي: محمود الشريف

اسم الأم: خلود

اسم الأم: طبقة

مكان وتاريخ الولادة: الطبقة

مكان وتاريخ الانضمام: 2017

مكان وتاريخ الاستشهاد: 3/3/2018 دير الزور   

زر الذهاب إلى الأعلى