نشرت صحيفة فرنكفورت روندشاو الألمانية تقريرًا حول التهديدات التركية ضد مناطق شمال وشمال شرق سوريا أكدت فيه ان الحجج التي يطلقها الأتراك لتبرير عدوانهم على المناطق التي يديرها الكرد السوريون مع شركائهم من العرب والمسيحيين فرضيات لا أساس لها من الصحة ، فالحجة القائلة ان الكرد في سوريا يشكلون تهديدًا عسكريًا على تركيا غير صحيحة ، وتركيا ليست مهددة ولا معرضة لإي هجوم ، وعلى العكس فتركيا بنت جدارًا ضخمًا على الحدود كنوع من “المتراس المعادي للكرد” .
لكن الحقيقة التي تخشاها انقرة من العواقب السياسية هي تشكيل شبه دولة كردية ثانية ،كما هو الحال في شمال العراق (اقليم جنوب كردستان)، خاصة ان الوجود الكردي في تركيا هو الأكثر ، وهذا ما تخافه تركيا .
تضيف الصحيفة ان أردوغان يتعرض لضغط محلي كبير ، ولصرف الانتباه عن الأزمة الاقتصادية المتصاعدة يبحث عن منطقة تحت سيطرته لارسال ملايين اللاجئين السوريين (3.6 مليون) الغير محبوبين في تركيا إليها وتغيير التركيبة العرقية لصالح العرب في المناطق الكردية على الحدود ، والتغير الديمغرافي سيكون له عواقب وخيمة . ومن الممكن ان تكون تهديدات أردوغان ونشر القوات على الحدود هي وسيلة تكتيكية بشأن العقوبات الأميركية على خليفة شراء تركيا انظمة الدفاع الصاروخي الروسي S-400 .
وتقول فرانكفورت روندشاو لا يزال من الصعب تخيل ان واشنطن ستسمح للجيش التركي بعبور الحدود مع روج افا ، وخلق ظروف مماثلة لتلك الموجودة في المحميتين (المحتلتين من قبل تركيا مناطق جرابلس وعفرين) ، الا إذا كان الأمريكيون يلعبون مع الأتراك من اجل الوقت . وإذا تم السماح للأتراك بعزو روج افا فستكون هذه الخيانة الثانية للحلفاء الكرد وحدات حماية الشعب YPG بعد عفرين .
واكدت الصحيفة ان الكرد لا يقبلون بالممر الذي تطالب تركيا به ، الا إذا كان تحت إشراف دولي وبدون وجود القوات التركية . لان كل المدن الكردية المهمة تقع على الحدود وهي مناطق زراعية وغنية بالنفط، وتضيف الصحيفة ان الكرد الذين هزموا داعش إلى حد كبير بإمكانهم تجهيز 100 الف مقاتل من ذوي الخبرة ، وأعلنوا عن خطط لفتح جبهة على طول 600 كيلومتر في حال وقوع هجوم تركي ، ولديهم أسلحة أمريكية حديثة ، وأعلن الكرد انهم سيرسلون كل القوات إلى الحدود مع تركيا حتى الذين يحمون معسكرات اعتقال الآلاف من عناصر تنظيم داعش وهذه ايضاً وسيلة ضغط لديهم .
