ثقافة

فتى الجبال

رودي رشيد

    طالما أَحبَّ تلكَ الجبال العالية المكتسية بالخضرة التي تتراءى من بعيد لكل من يحاول النظر إليها بعين ثاقبة. اعتاد سردارُ على الاستيقاظ باكراً لكي يُخرج القطيع إلى المرعى القريب، متجنباً سفوحَ الجبال العالية أو الخوض في غمار الغابة الكثيفة التي توصل إلى قمة الجبل المُزدان بالخضرة والمياه العذبة.

الأم:  ( تقول متثائبة) لم أنم جيداً البارحة.

سردار: لقد تعودت على هذا الوضع , فنوعية الصوت لم يعد يشكل لي فرقاً بقدر مصدره.

الأم: يفضّل أن لا تذهبَ اليوم إلى المرعى , (مبتسمة) لقد خطّت الشوارب وجهكَ أيها الفتى.

سردار: (بنصف ابتسامة دون النظر إليها) لقد أحرقوا أوراقي البارحة وهكذا لن يتم نقلي إلى المدرسة الإعدادية.

الأم: (ناظرة إلى الباب المفتوح) وما الفرق يا سرو هل ستصبح طبيباً.

سردار: سأخرج (ينهضَ).

الأم: لا تتوغل في الغابة ….ابقَ في الأطراف يا بني …… انتبه إلى الشاة السمراء فإنها من النوع النزق.(تسمع صوت طلقات وصوت هدير مروحية ثم فجأة يُسمع صوت مدو من بعيد).

{ يتسمّر سردارُ في مكانه وتجزع الأم وتتسع عيناها}.

سردار: ألم أخبرك بأنني قد تعودت على الأمر ( يهمّ بالمسير . يقف فجأة عند الباب مشيراً إلى الحقول) لقد أحرقوا الحقل كما أحرقوا أوراقي. سأذهب إليهم…….

الأم: (لا تزال جالسة دون حراك) سأهتم بالقطيع. بلغ تحياتي لأخيك وبلغه بأنني قد اشتقت إليه.

سردار: (يعود ليقبل يدها) لا تخافي فقد خلقت لهذا ويبدو إن سرو لن يصبح طبيباً يا أمي.

{ يتجه إلى الغابة موجهاً نظره نحو الجبل المخضر في الأعلى}.

زر الذهاب إلى الأعلى