الأخبارمانشيت

فاطمة سيدو: محاربة الفكر والعلم أخطر أساليب الحروب

في تصريح لموقعنا مع فاطمة سيدو الناطقة باسم معاهد الشهيدة فيان امارة وعضو منسقية لجنة تدريب المجتمع الديمقراطي في مقاطعة عفرين، قالت ” كما نعلم أننا في هذه المرحلة الراهنة في مقاطعة عفرين والتي تعد من أهم المراحل التاريخية بسبب شخصية عفرين والمقاومة التي يبديها ومقاومة شمال سوريا بأكمله، ونتائج هذه المقاومة على الساحة السورية وبالأخص في مقاومة عفرين والتي تؤثر تأثيراً مباشراً على خريطة الحل وخريطة مجتمع الأمة الديمقراطية الذي تم طرحه من قبل فيدرالية شمال سوريا، وتوجهه نحو الحل السلمي، وأضافت سيدو” أن هذا العدوان من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية  يهدف إلى تدمير عفرين التي تعد من المناطق الأكثر أماناً والتي احتوت كافة النازحين أيضاً، والتي تعيش في تناغم وحب وحياة نموذجية بين جميع المكونات حيث لا فرق بين كردي وعربي. وأكدت سيدو أن حكومة حزب العدالة والتنمية هي ضد هذه الفكرة من القدم  وحتى هذه اللحظة، والهدف من هجومها ليس هجوماً على الشعب الكردي  فقط بل على المشروع الديمقراطي، وهذا المشروع يتنافى مع مصالحهم وأجندتهم في الحرب والإيغال في الدم السوري، ونستطيع القول على هذا الأساس بأن الهجوم الذي بدأ في ٢٠/١/٢٠١٨ بالأسلحة الثقيلة والذي استهدف المدنيين العزل “الأطفال والنساء” وكذلك استهداف المدارس حيث وصل عدد المدارس المستهدفة إلى ١١ مدرسة و أيضاً ١٩ طالب من الطلاب الذين استشهدوا، و٢٧ جريح وأعداد أخرى لا زالت تحت الأنقاض، وكل هذا العدوان الوحشي اضطرتنا حفاظاً على حياة الطلاب التي باتت مستهدفة في مدارسها وعلى مقاعد دراستها لإغلاق كل المدارس مما يؤثر على الحياة التعليمية والتدريسية، وكما إنه تم  إغلاق١٧ فرع دراسي أثناء امتحانات الفصل الأول حيث قاموا بتقديم ٤ مواد من الامتحانات فقط، ولم تسلّم الجامعات أيضاً من القصف حيث اُغلقت جميع فروعها، وكل ذلك أدى إلى حرمان ٥٠ ألف طالب وطالبة من العملية الدراسية، والمعاهد أيضاً ٤٠٠ من الطلاب حُرموا من الدراسة، ونحن نؤمن بأن ساحة العلم هي من أهم ساحات الدفاع التي تطور شخصية الإنسان وبناء الإنسان كفكر ووجود وماهية، العلم الذي يصنع العقول ويغذيها بالتاريخ الصحيح والفلسفة الحقة والمعرفة الثقّافة التي تُمّكنْ الإنسان من إدراك هويته.

وفي معرض حديثها عن خطورة الحروب على العلم والفكر واستهدافهما بغية صهر الإنسان وتفريغه من سلاح العلم الذي يواجه به الطغيان والإرهاب واستبداد الأنظمة على شعوبها  تابعت سيدو ” الأهداف الرئيسية ووسائلها هي محاربة العلم والفكر، ومنهجيتنا في التعليم الديمقراطي الحر يعتبر سبب من أسباب الهجوم على عفرين،  فما يشكل للاحتلال التركي وكل الأنظمة المستبدة الرعب هو أن تتربى الأجيال على أسس ديمقراطية ومفاهيم السلوك السليم والفلسفة الأخلاقية الذي يخدم الوطن، رعب دولة الاحتلال التركية يكمن في تخريج كوادر فعالة حرة التفكير تؤمن بمفاهيم الأمة الديمقراطية الإنسانية.

وفي ختام حديثها تطرقت سيدو إلى الثورة الحقيقية في روج آفا ومعنويات الطلبة، كما وناشدت المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياتها بهذا الصدد وقالت ” تعتبر ثورة التعليم من أحد ثورات روج افا كالتعلم باللغة الأم والتربية على أسس لغة كل مكون، والطلاب في عفرين رغم قلقهم البالغ على مستقبله التعليمي ولكنه يمتلكون معنويات عالية جداً وهم أساس المقاومة في عفرين، و لذا نطلب ونناشد المجتمع الدولي والمنظمات التي تنادي بحقوق الطلاب والأطفال أن يتخذوا موقفاً جدياً تجاه هذه الهجمات الوحشية والعدوانية والتي تستهدف المدارس والمؤسسات والبيوت المدنية “.

” ولا للصمت الدولي تجاه عفرين وشعبها، والنصر لمقاومة العصر في عفرين “.

زر الذهاب إلى الأعلى