الأخبارمانشيت

فاروق الماشي: الخيارات مفتوحة أمامنا ونسعى إلى عدم إراقة الدماء

تركيا تهدد منبج وشرق الفرات منذ مدة طويلة، وحاولت مراراً أن تتلقى الضوء الأخضر للقيام بعملية عسكرية تحتل فيها منبج وعموم شرق الفرات، على غرار الضوء الأخضر في احتلالها لغرب الفرات، لكن لن تُسنحَ لها الفرصة لأسباب عدة تتعلق باختلاف القوى بين ضفتي الفرات، لكن القرار الأمريكي بسحب قواتها من شرق الفرات رآه البعض بمثابة الضوء الأخضر لتركيا لتحتل المنطقة.

أمام بالنسبة لهذه التهديدات فقوبلت بالرفض التام من كافة المكونات السورية، وتمثلت ذلك في التظاهرات من قبل جميع المكونات في شمال وشرق سوريا لتؤكد رفضها التام للاحتلال التركي لسوريا ولتؤكد عزمها في الدفاع عن أرضها ضد كل قوة غازية.

وفي هذا السياق قال الشيخ  فاروق الماشي: ” إنهم سيقفون بوجه كل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار في منبج”، مؤكداً على إن التهديدات التركية ليست سوى تعبيراً عن فشل استراتيجية أردوغان الداعمة للإرهاب في سوريا”، وإنهم لم يعولوا كثيراً على القوات الامريكية التي كانت مهمتها محاربة الإرهاب، بل إن دماء أبنائهم هي التي حررت جميع المناطق من تنظيم داعش الإرهابي.

الشيخ فاروق الماشي الرئيس المشترك  للمجلس التشريعي للإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة منبج وريفها في حوار مع صحيفة الاتحاد الديمقراطي قال:

حقيقة نحن لم نتأثر كثيراً بقرار الانسحاب الذي اتخذه الرئيس الأمريكي المتعلق بسحب قواته من منطقتنا، القرار كان مفاجئاً بالنسبة للتوقيت والمرحلة التي نمر بها وأحدث نوعاً من الارتباك في الشارع وبين الأوساط الشعبية بشكلٍ عام، لكن على العموم إن القوات الخارجية ستنسحب في النهاية من سوريا، ونحن لم نعوِّل يوماً على القوى الخارجية، تعويلنا الوحيد في النصر والدفاع عن أرضنا كان على قواتنا الذين هم أبناء هذه المنطقة والذين انبثقوا من شعوب شمال سوريا، هم الذين ضحوا بأنفسهم ودحروا الإرهاب وهم الذين يقاتلون الإرهاب في جيبه الأخير في شرق سوريا.

القوات الامريكية كان لهم دور في توفير الغطاء الجوي لكن من قاتل على الارض هم أبنائنا.

وأضاف الماشي حول مخرجات الأزمة:

حقيقة للبحث في مخرجات الأزمة الراهنة والأزمة السورية بشكلٍ عام أعلنا مراراً، بأننا منفتحون على الحوار ولنا تجارب عدة مع كل الأطياف السورية، ونؤكد اليوم بأننا مستعدون للحوار مع أي طرف بشرط أن يكون هذا الحوار ضمن معطيات سوريَّة ولهدف ومصلحة وأمن الشعب السوري بكل مكوناته، ونؤكد دائماً على إننا في شمال سوريا جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، والدولة التركية تريد اليوم احتلال أجزاء أخرى من سوريا.

منبج اليوم تستقبل الآلاف من النازحين الذين هربوا من بطش الدولة التركية والتنظيمات الإرهابية المرتزقة، لذا نقول بأننا نعوِّل على أبنائنا في الدفاع المشروع عن أرضنا.

وأشار الشيخ الماشي إلى التهديدات التركية قائلاً:

من دون شك هذه التهديدات ليست بجديدة على شعبنا لكن اليوم تبدوا تركيا جادة في تهديداتها خاصة بعد قرار الانسحاب الأمريكي، وبطبيعة الحال لن تؤثر هذه التهديدات على إرادة شعبنا وعزيمته وإصراره في الدفاع عن ترابه.

لدينا خيارات مفتوحة عديدة الجوانب، لكن نسعى دوماً إلى السلام وعدم إراقة الدماء.

وأضاف الماشي في معرض حديثه عن التهديدات التركية:

في حال فُرض علينا القتال سنقاتل كل من يهاجم شعبنا وسنقاوم بكل وسائلنا المتاحة، ونحن مستعدون دائماً لأي طارئ ونمتلك تجارب كبيرة في القتال ومحاربة الإرهاب والقوات الغازية، لكن وكما ذكرنا سابقاً لو امتلكنا جيوش العالم أجمع فأننا لن نهاجم أو نعتدي على أحد، لكن لو أجتمع علينا جيوش العالم أجمع وقاتلونا فأننا سندافع عن أنفسنا بكل ما أوتينا من قوة وهذا مبدأنا الثابت الغير قابل للتغيير.

حقيقة نعمل من أجل الحفاظ على أرضنا وشعبنا ومن هذا المنطلق نسعى لأن نمد يدنا لجميع الأطراف التي تسعى للحفاظ على سوريا، وتقاربنا مع الروس أو النظام يأتي في إطار الدفاع عن هذه الأرض لأن من واجب الدولة السورية الدفاع عن أرضها وشعبها ضد كل قوة تهاجم شعبها وتحتل أرضها، نحن أبناء هذا البلد ومصير هذا البلد بيد أبنائها وهم الذين يقررون مستقبلهم وليس من حق أي قوة خارجية أن تُملي علينا قراراتها وشروطها ولن نقبل وصاية أي طرف إقليمي أو دولي، من هنا فأن التقارب بيننا وبين النظام السوري هو تقارب سوري سوري لأن النظام السوري هو جزء أساسي من هذا البلد ومن مهمته إرساء السلام والأمان على التراب السوري، ونعود ونؤكد على إننا جزء من الدولة السورية أرضاً وشعباً.

وفي الأثناء تحدث الماشي عن دور العشائر العربية والكردية في محاربة الارهاب قائلاً:

من دون شك لعبت العشائر بكل أطيافها دوراً كبيراً في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة عموماً، وأبناء هذه العشائر قدموا آلاف الضحايا في محاربة الإرهاب والقوى الداعمة لها التي احتلت أجزاء من سوريا، والعشائر لها تمثيل كبير في الادارات الذاتية، والقيادة السياسية والعسكرية لهذه المنطقة عموماً، ونؤكد في هذه المرحلة الحساسة على إن العشائر العربية والكردية جزء من سوريا ومن مستقبلها ولا يمكن أقصاؤها من النسيج السوري لأن للعشائر دورٌ بارز في الحفاظ على السلم الأهلي وفي كل المجالات الاجتماعية والسياسية، ونحن نجتمع بشكل دوري مع كل العشائر التي تعمل تحت سقف الوطن وتعمل من أجل صون كرامة شعب وأرض هذا الوطن.

عشائر حوض الفرات وخلال اجتماعهم الأخير أكدوا على حرصهم الشديد على وحدة تراب الوطن والدفاع عنه ضد كل التهديدات والوقوف إلى جانب القوات التي تدافع عن سوريا وشعبها.

بالطبع هناك بعض وجهاء العشائر استمالهم النظام التركي، وجندهم في حربه على سوريا وعلى الشعب السوري، حيث استطاع أردوغان أن يلعب على الوتر العشائري والطائفي في سوريا وسعى إلى ضرب أبناء هذا الوطن بعضهم ببعض عبر اشعال الفتن والحرب البينية، لكن أردوغان وحزبه فشلوا في تحقيق ما كانوا يرمون إليه، وهنا أود القول بأن كل من يقف ضد شعبه لا يمثل العشيرة وقيمها ومن يشارك أردوغان في حربه على السوريين لا يمثلون العشائر العربية والكردية ولا يمثلون أي طيف من أطياف سوريا، هم عبارة عن أدوات يستخدمهم العدالة والتنمية.

لأن وجهاء العشائر دوماً يعملون من أجل السلام ومن أجل الاستقرار ومن أجل مستقبل مشترك لكل المكونات، وليس للعمل في صف العدو لقتال أبناء جلدتهم،

وللأسف حزب العدالة والتنمية عمل على جرّ سوريا إلى حربٍ طائفية، لكن اعتقد وبكل شفافية أنه فشل في تحقيق أهدافه العدوانية، وسيفشل بالتأكيد في كل مخططاته لأننا دائماً سنقف سداً منيعاً في وجه أسباب الشِقاق بين أبناء الشعب السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى