مقالات

عودة سوريا إلى الجامعة العربية وإمكانية حل الأزمة السورية

محمد ايبش

نتيجة المتغيرات في المواقف الدولية والإقليمية تجاه النظام السوري وعلى وجه التحديد بعد أن ضرب الزلزال المدمر كلاً من تركيا وسوريا في 6 شباط  والذي أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا كحالة إضافية أُضيفت إلى معاناة السوريين جميعاً دون استثناء، ولكن هناك سؤال يجب الإجابة عليه وبشكل شفاف، هل كان للزلزال التأثير على مواقف تلك الدول أم كانت هناك محاولات لإيجاد مخرجٍ للعلاقات العربية مع النظام السوري بعد أن فشلت المعارضة التي كانت تعوِّل عليها قطر والسعودية إضافة إلى استحواذ تركيا عليها واستخدامها كأجندة لتمرير مشروعها العثماني من خلال الدور الذي أُوكل إلى تركيا الأردوغانية كأداة في رسم خارطة الشرق الأوسط وعلي أساسه كانت تقدم لها كل الدعم، لذلك استشعرت الدول العربية الخطر التركي نتيجة تدخلاتها في كل الجزائر من تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن والصومال والسودان، إضافة إلى وجود قواعد عسكرية في دول الخليج العربي إلى جانب ذلك هناك عامل مساعد للدول العربية ألَا وهو المصالحة التي تمت بين المملكة العربية السعودية وإيران، ولكن علينا ألّا ننسى المشروع الإيراني أيضاً وما له من تداعيات على الوضع السياسي، وهذا ما يتم قراءته في زيارة الرئيس الإيراني إلي سوريا وبهذا التوقيت وعقد اتفاق استراتيجي مع سوريا، وما إذا كان هذا الاتفاق سيمنح قوة إضافية للنظام السوري أم محاولة احتواء لكي لا يخرج من محور المقاومة كما يسميه البعض.

من هنا لا بد من الإشارة إلى المبادرة التي طرحتها الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا لحل الأزمة السورية، والتي حازت على قبول أطراف عديدة واعتُبرَت من المبادرات التي أتت في مكانها وزمانها المناسبين ولكن السؤال: هل سيقبل النظام بالمبادرة؟؟؟

فبإشارات الاستفهام الثلاثة يمكن وضع احتمالات، الاحتمال الأول إذا كان النظام يريد قطع الطريق أمام التدخلات الإقليمية والدولية وحتى الشروط التي وضعت أمام النظام السوري في الاجتماع بين وزراء الخارجية للدول الخمس “المملكة العربية السعودية ومصر والعراق وسوريا والأردن” وخاصة القرار الأممي 2254 الذي يرفضه النظام جملة وتفصيلاً.

والاحتمال الثاني هو أن يصلوا إلى حل توافقي بين النظام والإدارة الذاتية بوساطة عربية.

الاحتمال الثالث هو رفض المبادرة بالتعاون مع الميليشيات الايرانية والميليشيات المشكلة من الروس والعشائر العربية الموالية للنظام، أي إعلان حرب غير مباشرة، والهدف الأول أنهم يحاربون الوجود الأمريكي، أو الاتفاق مع تركيا، وهذا يتوقف على نتائج الانتخابات التركية التي ستبدأ في ال14من الشهر الحالي، فإن جاءت نتائج الانتخابات لصالح أردوغان ستكون المنطقة مقبلة على حرب مفتوحة،  وإن خسر أردوغان الانتخابات فلا نستطيع التكهن، ولكن هناك احتمال كبير أن تتحول تركيا إلي سودان ثانية سيؤدي إلى خلط العديد من الأوراق، وسيهدد ذلك الأمن والسلام في العالم والمنطقة، والذنب في ذلك يتحمله القوى المهيمنة على السياسة الدولية ودعمهم لتركيا في حربها ضد حركة حرية كردستان وشمال شرق سوريا واستمرار العزلة على القائد والمفكر عبد الله أوجلان الذي يمثل مفتاح الحل لجميع قضايا الشرق الأوسط. فهل ستدرك الدول العربية وسوريا تحديداً أهمية هذا الدور؟؟؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى