مقالات

عوائل الكريلا ومدى الارتباط بالثورة

جواهر عثمان

تحت هذا العنوان نريد أن نضع القارئ في صورة الوضع الراهن والمرحلة  الجوهرية التي تحاكي واقع السياسات الممارسة على المنطقة، هذا وكوننا نحن الكرد نتولى دفَّة القيادة في جميع الساحات هنا في المنطقة وعلى مستوى كردستان، إن استطعنا القول، وأن المشهد السياسي و العسكري يلازمان الحياة اليومية،  ونحن في مخاض عسير تبعاً لما يجهز له من خلق تحالفات وتوازنات، كما يقال، لصنع نظام عالمي جديد، ولا ندري إلى ماذا ستهدف هذه المنظومة العالمية، هل ستقضي على كل شيء تسمى طبيعة وبشرية لتُحوِّلَ الانسان إلى إنسان آلي تتحكم به عن بُعد، أو أنها (أي المنظومة)، تريد صنع بشرية تناسب مصالحها وتمحو كل القيم والأخلاق التي اكتسبها الإنسان من طبيعته المتوارثة.!!

وإن عدنا إلى ما يجري في كردستان التي هي مهد الحضارات والتنوع الثقافي المتوارث عبر التاريخ، سنجد أن الهجمة الشرسة التي تريد الرأسمالية ذات الذهنية الذكورية أن تقضي على هذه القيم وهذا التاريخ البشري المتأصل في هذه الشعوب المتعايشة.

وإن ركزنا على آلية صنع هذه الحرب ودخلنا في دهاليز السياسات العالمية لن نخرج منها إلا بدراسات معمقة، ولكن نستطيع أن نشرح الواقع المعاش والذي تُغلق العيون وتٌخرس الاذان كي لا يُرى مما يحدث شيء، هذا والعذر الذي هو أكبر من الذنب أن تساعد أنت مَن يريد إبادة هذه الحضارة ومعنى الانسانية وفي قلب ميزوبوتاميا!!!

إلى أي درجة يستطيع العقل تحمل ما يجري من انتهاك صارخ بحق القوى الحامية والمدافعة عن أسس هذه الحضارة وهذه الطبيعة.؟؟!!

إن الهجمات الشرسة من قبل الدولة التركية واستباحتها  للأجواء العراقية وخرق سيادة الدولة العراقية سيجعلنا ندرك تماماً حجم المؤامرة وخطورة مكمنها، والأكثر فظاعة هو أن أبناء جلدتك هم في مقدمة تلك المؤامرة لا بل ويتبنون الميزانية المالية لهذه الحرب اللاأخلاقية تبعاً للذهنية التي تخطط لها.

أيضاً أبناء الجلدة يلبسون هندامهم العسكري للعدو ليحاربوا أبناء الشعب الكردي والأسلحة والأجواء التي تستخدمها طائراتهم كلها أمام ناظر الأمة الكردية للأسف!!، ولكن  رغم ثقل هذه المؤامرة وثقل حجم الدمار والإبادة التي يمارسوها  فالجيش التركي المصنفِ من الأوائل في الناتو وبآلته الحربية الثقيلة قد هزم تحت نِعال أبنائنا من قوات الدفاع الشعبي ال hpg وقوات تحرير المرأة ال yja، وأن ما تسمونَ به قواتنا في جبال مناطق “زاب وافاشين ومتينا” هي سمات الكردي /ة الأصيلة وهي الصفات التي تسمو بالشجاعة وقوة الارادة  لتقودهم إلى النصر، وقد كبدو القوات التركية والمتآمرين خسائر كبيرة.

هذا وأن العوائل الوطنية وعوائل الشهداء والكريلا  قد أخذت على عاتقها دعم ومساندة أبنائهم من الكريلا في الجبال المحررة، وأنهم سيفضحون جميع أساليب وممارسات الخيانة من قبل الحزب اللاديمقراطي اللاكردستاني، وسيكونون في جميع جغرافية كردستان موحدين شعباً وقوة عسكرية، وسيقاومون بكامل إرادتهم هذه السياسات الممنهجة والتي تهدف إلى استعباد الانسان.  والرسالة التي نريد أن نرسلها لأبنائنا في خنادق العزة والكرامة؛ هي أن أمهاتكم يراقبن كل ما تقومون به من مقاومة باسلة ضد هذا الإرهاب العالمي الذي يقوده أردوغان وأعوانه من الخونة، وأن الشعب الكردي بات يتفهم جيداً أن أية مؤامرة ومهما كانت كبيرة ستُحطَّم على صخرة جبال كردستان، وإننا سنكون كشعب وبجميع فئاته نتصدى لهذه الاقترابات اللاأخلاقية من قِبل المتآمرين، فلتحيا مقاومة الكريلا، ولتحيا مقاومة أبنائنا وشعبنا وقائدنا الذي رسم خارطة الطريق للديمقراطية وبإرادة قوية صلبة اخترقت جدران المعتقلات وسجون الفاشية وهزمت جميع أنواع الدكتاتورية  والذهنيات الرجعية التي تستهدف حريات الشعوب وعيشها الكريم.   فثورتنا هي ثورة شعوب اضطهدت منذ قرون وسُلبت من هذه الشعوب كرامتها وحقوقها المشروعة، وكانت محاولات إبادة القوميات والديانات والأطياف هي من أولويات الرهبنة والرأسمالية العالمية.

والذي أغاظ هذه الذهنية الذكورية الدولية هو مشروع الأمة الديمقراطية؛ المشروع الذي اكتسب من خلاله شعوب المنطقة حقهم وشرعيتهم في ممارسة حياتهم بكرامة، ولأن هذه الشعوب وبالأخص، الشعب الكردي الذي أخذ قيادة الشعوب نحو الحرية  والحياة الكريمة.

زر الذهاب إلى الأعلى