الأخبارمانشيت

عناصر من داعش يكشفون المستور: هذه تفاصيل العلاقة بين داعش وتركيا – (4)

يعترف عنصر من داعش والذي كان مهندساً للكهرباء والمياه في السدود على نهر الفرات، ويكشف عن اتفاقيات تركيا وداعش لحل مشاكل المياه والكهرباء، بالإضافة إلى صفقة قبر سليمان شاه السياسية بين الطرفين.

“مصعب عبدالفتاح محمد”؛ سوداني الأصل ومن مواليد السعودية، درس الابتدائية في السعودية، وأكمل حتى المرحلة الجامعية في السودان كلية هندسة الكهرباء، أنضم إلى صفوف داعش في 2014 متأثراً بالإعلام العربي المنادي بشعاراتٍ قوموية ودينية تحريضية وعاطفية.

تركيا أسهل طريق لداعش وأكثرها تساهلاً، ومناطق الحدود يكثر فيها داعش..!

خرج مصعب من السودان إلى سوريا عبر تركيا، لكن دون معرفة وجهته ضمن أي تنظيم أو فصيل عسكري ذاهب (على حد قوله) لكن صديقاً له وهو عنصر داعشي جذبه إلى هذا الفصيل، ويقول مصعب عن بداية توجهه إلى سوريا ورحلته من سودان : “البداية لم أختر داعش ولم أفكر بأي فصيل؛ بل أردت فقط التوجه إلى سوريا، لكن صديقي السوداني اسمه “خالد الصالي” هو عضو في داعش؛ كان يقطن في أعزاز، ولم نكن نعرف تلك الفصائل العسكرية المتعددة، فهو تكلم معي ونَسَّقَ لي حتى وصلت إليه، حينها خرجت من مطار الخرطوم في السودان إلى استنبول من ثم إلى غازي عنتاب عبر شبكة خطوط الطيران الداخلية في تركيا، فمكثت في فندقٍ هناك (لا أتذكر أسمه) لأتوجه حسب ما كان ينسق لي صديقي خالد إلى مدينة (كلّس) الحدودية والمحاذية لأعزاز السورية حين كان داعش يسيطر عليها، ودخلت بعدها الى أعزاز حيث استقبلني صديقي.

صراحة لم أكن أدرك بأننا دخلنا إلى سوريا، قال: “قد وصلنا”؛ التنقل كان سهلاً جداً دون وجود جنود أو شرطة أو عناصر تركية، وأن كانوا موجودين فأننا قد مررنا أمام أعينهم”.

اتفقت تركيا مع داعش على منسوب مياه الفرات بعد سيطرة الأخير على سدود الفرات، وصفقات على قبر سليمان شاه..!

إن مسألة قطع الدولة التركية لمياه نهر الفرات على السوريين القاطنين في المدن والقرى على طول النهر معروفة للرأي العام أجمعه، حيث يحارب به الشعب السوري وقوات سوريا الديمقراطية التي تحمي شعوب المنطقة، ألا أنها وفي عهد داعش قدمت الدعم والمساندة الكافية لمرتزقة داعش من أجل الاستفادة من مياه وكهرباء تلك السدود مقابل صفقات سياسية ولوجستية أو اقتصادية يذكرها الداعشي مصعب عبدالفتاح، والذي عمل كمهندس كهربائي وفي مجال المياه، ويقول عن تلك الاتفاقيات ما يلي: “كان مجالي هو الكهرباء والمياه وهذا اختصاصي، ففي الفترة التي سيطرت داعش على المياه والسدود؛ كان منسوب المياه قليل جداً وحصة سوريا من المياه كان قليلاً، ومعدل المياه في النهر كان منخفضاً جداً، وبحسب المعدل الوسطي في المعايير الدولية هو قرابة 500 متر مكعب في الثانية، وداعش لم تكن تدرك أبداً فأخبرتهم بذلك، وبأن الضرر كثير عليهم حيث حصل جفاف في بعض المناطق وقتها، بعدها حصل اتفاق وصفقات بين اللجنة المفوضة لداعش والقيادات التركية؛ وتم اعطاء كفاية المنطقة من المياه، وأصبح وضع داعش جيداً بعدها، وقامت تركيا بحل موضوع الكهرباء والمياه في مناطق سيطرة داعش”.

الأمر الآخر الذي يبرز اتفاقيات داعش وتركيا التكتيكية في المنطقة هو مسألة قبر سليمان شاه؛ حيث يعترف الداعشي مصعب السوداني بأن الجنود الأتراك كانوا على تواصل قريب ودائم مع داعش لحماية القبر، والتحرك تحت حمايتهم هناك؛ الأمر الذي خلق رد فعل بين صفوف داعش العقائديين، فيقول: “قمنا بتفجير الكثير من المقابر والمزارات التاريخية والشخصيات الدينية في الرقة ومنبج وغيرها، وكلها كانت تجري وفق تلك الآيات والأحاديث التي نأخذها في منهاجنا هناك على أنه شرك وكفر وغيرها من ذلك، لكن عندما تعلق الأمر بمسألة قبر سليمان شاه؛ فكان يتم حمايتها من قبل داعش، حيث يدخل عساكر الجيش التركي برفقة عناصر داعش، وتحت حمايتهم ولا يتم التقرب إلى ذاك القبر أبداً، وأصبح مشكلة في فترة بين العناصر حول الموضوع، حيث رأى بعضاً منّا بأنهم “يسيسون ما نعتقد به”، وبالفعل تبين في الأخير بأن هذه الحماية كانت مقابل تسهيلات لخروج ودخول بعض العناصر لداعش من وإلى تركيا. أي بغرض عقد صفقات سياسية.

ANHA

زر الذهاب إلى الأعلى