تقاريرمانشيت

عناصر من داعش بين صفوف الميليشيات المتحالفة مع تركيا

تمكن موقع IlFattoQuotidiano.it)) من الوصول إلى قائمة تضم 43 عضواً سابقاً في تنظيم الدولة الإسلامية، والذين أصبحوا الآن جزءاً من الجماعات المتحالفة مع تركيا تستخدمهم أنقرة لأغراضها الخاصة.

في غرفة صغيرة ذات جدران بيضاء, وفي جلسة نصف دائرية يوجد أكثر من عشرة مقاتلين:

التمويه، اللحى الطويلة، ووجوه مغطاة، يدخل رجل يحمل علم داعش يعطيه إلى اثنين من أصحابه يظهرون في الكاميرا, أحدهما يرتدي قبعة سوداء على رأسه، هو (عمر أبو عبد الله)، المعروف أيضاً باسم (عمر الشامي)، من مواليد فلسطين, وحارب في صفوف داعش حتى السيطرة على أقاليم من العراق وسوريا.

في عام 2017 كان في حلب, وفي العام التالي عندما تدخلت تركيا عسكرياً بعملية (غصن الزيتون) في عفرين، استقر مع مجموعته في (جنديرس)، على بعد 20 كم من عفرين, ومجموعته الآن جزء من 37 مجموعة تشكل ما يسمى الجيش السوري الحر المتحالف والمسلح من قبل حكومة أنقرة.

وتم التحقق من انتقاله من داعش إلى الميليشيات التي تدعمها تركيا من قبل المحلل (رامان غافامي), وانتهى به الأمر في قائمة تضم 43 اسماً أعدتها لجنة العلاقات الخارجية في روج آفا، والتي تمكن موقع ilFattoQuotidiano.it من الوصول إليها.

قائمة بأفراد سابقين من داعش، والمشاركين الآن في الحملات الحربية المطلوبة من قبل رجب طيب أردوغان، تم تحديثها من قبل مصادر المخابرات المحلية, ومن بينها اثنين من الشخصيات الثقيلة الوزن:

الأول هو (أبو البراء الأنصاري) أمير داعش في دير الزور, وتم إدراج الأنصاري في تشرين الأول 2018 ضمن قائمة تضم 320 متشدداً متهمين بخيانة التنظيم، ومع صدور الحكم بالإعدام بحقه هرب وانضم إلى الجماعة الجهادية (أحرار الشرقية) (البطلة في انتهاكات حقوق الإنسان وفقًا لمنظمة العفو الدولية) وأصبح قيادياً فيها.

الثاني هو (باسل نايف الشهاب) الذي أصبح بعد قتاله في صفوف تنظيم داعش ضد (وحدات حماية الشعب) في كوباني ومنبج، أحد قادة كتيبة فرقة (السلطان مراد) الجهادية، والتي ارتكبت وفقاً لـ (هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية) الانتهاكات من تعذيب وإعدام بدون محاكمة وفرض الشريعة على السكان.

ووفقاً للبحث الذي أجراه (كولين ب. كلارك) العضو في مركز (صوفان) ومحلل في مؤسسة (راند)، على أحد الألوية المقاتلة العاملة بين الباب وعفرين (فرقة الحمزة)، فهناك متشدد سابق من الدولة الإسلامية يدعى (سيف إيبو بكر), وتمكنت IlFatto.it من التحقق من ذلك عبر لقطة يعود تاريخها إلى ثلاث سنوات مضت، وتأكيد نشاط (بكر) ضمن صفوف داعش في مدينة الباب.

ويقول (فرانشيسكو سترازاري) أستاذ العلاقات الدولية في Scuola Superiore Sant’Anna في بيزا بإيطاليا:

فوجئت عندما رأيت الصور الأولى لمقاتلي داعش، بين نهاية عام 2013 وبداية عام 2014 ، على متن الدبابات ومجهزين بأسلحة ثقيلة بالقرب من الحدود التركية عندما استقبلهم الجيش التركي على الحدود التركية.

ويضيف: إن أعضاء داعش السابقين كانوا من بين الجماعات التي تدعمها حكومة أنقرة وهذا أمر واضح, ولم يحدث هذا فقط مع داعش وإنما أيضاً مع الجماعات التابعة لهيئة تحرير الشام الفرع السوري لتنظيم القاعدة, “لقد أخذتهم تركيا ووضعتهم في القوات المساعدة لجيشها خلال عملياته في سوريا, ومن ناحية أخرى بالنسبة لأردوغان فاحتلال عفرين واعزاز كان هدفاً أساسياً له، لأنه منع الكرد من توحيد أراضيهم في شمال وشرق البلاد.

(هدية يوسف) الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية في الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وهي موجودة حالياً في مخيم الشهباء للاجئين من عفرين, قالت: “لقد اضطر سكان عفرين على الفرار, لقد رأيت بأم عيني الطائرات العسكرية التركية تقصف المدنيين وتقتل الأطفال بالعشرات والمئات, والآن أولئك الذين يحتلون المنطقة يفرضون الشريعة الإسلامية ضد إرادة السكان, وبمجرد هزيمة داعش لجأ بعض عناصر التنظيم إلى تركيا”.

وقال (توماس مكلور) الباحث المستقل في مركز معلومات روج آفا: حكومة أنقرة هي جزء من التحالف الدولي المناهض لداعش, ولكن الحقيقة هي أنها ترعى الإرهاب بتمويل آلاف المقاتلين الجهاديين, ومن خلال ما تأكدنا منه تتعاون المخابرات التركية (MIT) يومياً معهم.

وكان رئيس التحالف المناهض لداعش لمدة أربع سنوات وحتى نهاية عام 2018 هو الدبلوماسي (بريت ماكغورك)، الذي استقال فوراً بعد إعلان دونالد ترامب أنه يريد سحب القوات الأمريكية من سوريا.

استرجع ماكغورك طلبات إدارة أوباما الموجهة إلى حكومة أنقرة، للسيطرة على الحدود مع سوريا، لأن مقاتلو داعش والأسلحة والعتاد العسكري كانت تمر بحرية وسهولة إلى العناصر الإرهابية, لكن أردوغان لم يفعل شيئاً.

ويقول ماكغورك: بعد بضعة أشهر وفي أوائل عام 2015، رفض أردوغان تلبية طلبنا بإغلاق الحدود بالقرب من المدن مثل (تل أبيض) وغيرها, والتي أصبحت مراكز لوجستية للدولة الإسلامية, والجيش التركي يعمل الآن مع الحلفاء الإسلاميين في منطقة عفرين المحتلة, ليس لأسباب تتعلق بالأمن القومي التركي, ولكن لتحقيق طموح توسيع الحدود الوطنية التركية, وفي اللقاءات العديدة التي أجريتها مع أردوغان، سمعته يصف المنطقة التي تمتد من حلب إلى الموصل بطول 650 كيلومتراً بأنها (المنطقة الأمنية التركية).

 ويشير ماكغورك إلى الخطر الحالي:

هجوم وغزو تركي، بالإضافة إلى هروب السكان، سيخلق فراغاً تجد فيه الجماعات الجهادية مثل داعش أرضاً خصبة للنمو من جديد.

وقوات سوريا الديمقراطية أكدت في حالة وقوع هجوم عليهم، فلن تكون قادرة على ضمان احتجاز الآلاف من عناصر داعش الموجودون في سجونها.

زر الذهاب إلى الأعلى