مقالات

عفرين انتصرت منذ اليوم الأول للمقاومة

شاهوز حسن

عفرين وعلى نهج الإدارة الذاتية الديمقراطية استطاعت أن تكون نموذجاً للحياة المشتركة لجميع المكونات, وعلى الرغم من كل الصعوبات والهجمات التي تعرضت لها؛ فتحت صدرها منذ بداية الأزمة السورية لتصبح مأوى ومكاناً آمناً للنازحين الهاربين من الحروب، فعندما تبدأ تركيا اليوم بقصف مناطق عفرين فهي لا تهدف لوقف تمدد المشروع الديمقراطي فحسب؛ بل تهدف إلى تغيير ديمغرافية المنطقة وإنهاء الوجود الكردي، وتوطين الإرهابيين المرتبطين بها في أرض عفرين؛ علماً أن الكثير من هؤلاء ليسوا بسوريين؛ فهي تقوم مقام داعش وتتَّبِع سياستها التخريبية للسيطرة على شمال سوريا وربطها بها.

من جانبها روسيا أفسحت المجال واسعاً أمام طموحات الأتراك وبذلك تكون الشريكة الأساسية لها في المذابح التي يتعرض لها أهلنا في عفرين ومحيطها, وهذا يكشف لنا بأن روسيا لم تبلغ  طموحاتها في سوريا ولهذا تسعى لتحقيقها بطرق مختلفة، فما تريده روسيا ينفذه الأتراك.

نحن كشعوب شمال سوريا لدينا مشروع ووجهَة نَظَر بشأن سوريا بشكل عام؛ وشمال سوريا بشكل خاص؛ إلا أن نظرة واشنطن ربما تكون مختلفة، لذا وجدنا بأن تعاملها لم يكن وفق إرادتنا وإرادة شعوبنا، وهذا لا يعني إذا لم تتواجد قوات التحالف في عفرين سوف نستغني عن مشروعنا الديمقراطي الذي هو مبني على أساس حرية وإرادة الشعوب، ومقاومتنا في عفرين خير مثال على ذلك؛ فمنذ البداية وقبل قدوم قوات التحالف وتقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية؛ كان هذا هو مشروعنا؛ فوجودهم لم يغيّر من مشروعنا المُلبّي لطموحنا وطموح مكونات سوريا عامة.

وبالرغم من الهجمات التي تتعرض لها مناطقنا لن نتنازل عن مشروعنا الديمقراطي، لأنه ليس أمام الشعب السوري سوى هذا الحل, فالحل الذي يطرحه الأتراك هو القتل والفناء، والحل الذي يطرحه النظام السوري هو الرضوخ للسياسات السابقة على أساس حزب واحد حاكم لسوريا ككل, وبالتالي لن يقبل أحد بهذه الحلول.

ولأن مشروعنا لا يتقاطع مع مصالح النظام السوري وروسيا؛ نجدهم صامتون حيال الممارسات التركية اللاأخلاقية.

من جانب آخر داعش والإخوان المسلمين والإرهابيين المرتبطين بتركيا هم أصلاً لا يبحثون عن الحلول، هم يتهجمون على كل مَنْ لديه الحل، وهذا يُزيدنا قناعة وإصراراَ على المقاومة والنصر.

الأتراك ومن خلال إعلامهم المضلل يؤكدون بأن (الموصل وكركوك وحلب) كانت لهم؛ وأُخِذَت منهم إبّان الحرب العالمية وعليهم أن يلحقوها بتركيا ثانية، ولهذا تجدهم يضعون (عفرين وإدلب وحلب) ضمن خطهم الحدودي حتى كركوك.

وما نلاحظه في كركوك اليوم؛ الآلاف من الإرهابيين وتحت مسميات تركمانية تدعي أن كركوك تركمانية مستغلين عقليات شوفينية فاشية (عقلية القاعدة وداعش) وإعادة الخلافة العثمانية.

بالمحصلة؛ الخطر ليس على شمال سوريا فحسب بل يمتد ليصل إلى باشوري كردستان, فتركيا لا تعادي حزباً بذاته بل تعادي الوجود الكردي وتريد اقتلاع الكُرد من جذورهم، لذا يجب على جميع الكرد الوقوف إلى جانب مشروعنا الديمقراطي ومقاومة عفرين؛ فاستمرارها هو استمرار لإرادة الشعوب، وخيار المقاومة أصبح واجباً وطنياً وإنسانياً على كل شعوب المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى