آخر المستجداتالادارة الذاتيةروجافامانشيت

عبد حامد المهباش: الإدارة الذاتية باتت رقماً صعباً في الحسابات السوريّة

انطلقت اليوم فعالية الاحتفال بالذكرى السنوية الرابعة لتأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وذلك في صالة منتزه مشوار بالطرف الجنوبي لمدينة الرقة.

بمشاركة الرئيسان المشتركان للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا “بيريفان خالد” و”عبد حامد المهباش” وأعضاء الإدارات الذاتية والمدنية في شمال وشرق سوريا، الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، أمينة عمر، وأعضاء من الأحزاب السياسية، وقوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية، وعدد من شيوخ ووجهاء العشائر، ووالدة الشهيد فرهاد شبلي، شيرين عمر.

بدأت الاحتفالية بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الحرية والكرامة.

وفي سياق الفعالية، ألْقى “عبد حامد المهباش” كلمة باسم الإدارة الذاتية بمناسبة الذكرى السنويّة الرّابعة لتأسيس الإدارة الذاتية،

وقال: أربع سنوات مضت على تأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، من التّأسيس إلى البناء والنمو والتطور والعطاء، قادها مناضلون حقيقيون، بحسٍ عالٍ من المسؤولية، وشعور بالفخر والاعتزاز والانتماء الوطني، تجاه قضية بلدنا وشعبنا في شمال وشرق سوريا، بكل مكوناته واثنياته وأديانه، ولا ننسى أنَّ تشكيل الإدارة الذاتية كان من أهم مخرجات المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية الذي انعقد بتاريخ 16/7/2018 في مدينة الطبقة”. هذه الإدارة التي سطّرت ورسّخت وغرست اسمها بأحرفٍ من ذهب في أذهان السوريين الشرفاء، وأصبحت رقمًا صعبًا في معادلة الحسابات السورية؛ رغم الصعوبات والتحدّيات التي واجهتها تعبّر عن طموحات وتطلعات الشّعب في شمال وشرق سوريا وأصبحت اليوم نظاماً سياسيًّا وإداريًّا وعسكريًّا يُحاكي أنظمةً عمرها عشرات السنين. مشيراً إلى أن هذه الإدارة تشكلت عندما تخلت السلطة السورية عن واجباتها في حماية الشعب السوري في هذه المناطق، وأصرّ على عدم النزول عند رغبات وطموحات الشعب السوري الثّائر المطالب بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وتطرَّق المهباش في كلمته إلى الإنجازات التي حققتها الإدارة الذاتية حيث “استطاعت منذ بداية تأسيسها وحتى يومنا هذا تقديم الكثير من الخدمات للشعب في شمال وشرق سوريا في كافّة المجالات الخدمية والصحية والزراعية والتعليمية، والدعم الإنساني والإغاثي للنازحين في المخيمات أو خارجها، رغم قلّة وضعف الإمكانات المادية للإدارة.

وأردف: الإدارة الذاتية عانت وما زالت تعاني، وتواجه الكثير من الصعوبات والتحديات الداخلية والخارجية، كضعف الإمكانات المادية اللازمة لتقديم الخدمات للشعب بالمستوى المطلوب، كذلك التحديات الأمنية ومحاولة ضرب الأمن والاستقرار بسبب الخلايا النائمة سواء منها التابعة لداعش ومشغليها أو التابعة لأجندات أخرى، كذلك الأعداد الكبيرة للنازحين في المخيمات وخارجها، واحتياجاتهم الإنسانية، الذين هجّرهم الاحتلال أو الذين نزحوا من الداخل السوري، كذلك الأعباء التي تتحملها الإدارة نتيجة وجود الآلاف من سجناء داعش وعوائلهم في مناطقنا مع غياب دور المجتمع الدولي في هذا المجال، والتداعيات السلبية لانتشار وباء كورونا، سياسة الحصار وإغلاق المعابر الإنسانية كمعبر اليعربية (تل كوجر) الذي فاقم إغلاقه الأزمة الإنسانية وحرم النازحين والمهجّرين والمحتاجين من الدعم الإنساني ووصول المساعدات لمستحقيها، وكذلك ممارسات المرتزقة والأتراك في قطع مياه الفرات ومحطة علوك عن الشعب في شمال وشرق سوريا بشكل يتنافى مع الاتفاقات والأعراف الدولية والإنسانية، كذلك التهديدات والاعتداءات التركية الدائمة والمستمرة على مناطق الإدارة الذاتية ولاسيما التصعيد الأخير والاستهداف الممنهج بالمُسيّرات لأعضاء الإدارة الذاتية ومسؤوليها والمدنيين والأطفال، وقلّة الدعم الإنساني المقدم من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، فبالرغم من كل هذه التحديات والصعوبات التي تواجهنا لدينا العزيمة والإصرار والثبات لمتابعة تقديم الخدمات لأهلنا وشعبنا في شمال وشرق سوريا.

وعن تطلّعات الإدارة الذاتية  ذكر المهباش أنّ “العام 2022 كان عامًا مهمًا ومميزًا في حياة الإدارة الذاتية، ونقلة نوعية نحو المستقبل فقد قطعنا شوطًا مهمًّا في عملية التأسيس والحوكمة والبناء والتطوير الإداري والمؤسساتي، وهذا ليس بالأمر السهل بالمقارنة مع فترة التأسيس وعمر الإدارة الذاتية، وفي هذا المجال تم إنجاز العديد من القوانين التي تحوكم العمل الإداري والاقتصادي والمالي فبلغ عدد القوانين التي تم إعدادها والمصادقة عليها من المجلس التشريعي العام، / 31 / قانوناً، كما تم إصدار العديد من القرارات والتعاميم والضوابط الإدارية التي تكمّل القوانين، وهناك سلةٌ من القوانين قيد الإنجاز وتعمل الإدارة اليوم لاستكمال إنجاز العقد الاجتماعي لشمال وشرق سوريا، ليكفل حقوق كافّة المكونات، وليضمن المشاركة الحقيقية والفعّالة في مؤسّسات الإدارة بكل

شفافية ووضوح، ثمَّ الوصول إلى الانتخابات ليختار الشعب بكل شفافية من يمثّله في الإدارة، نخطّط ونعمل وفق رؤية مدروسة من قبل هيئة المالية بالتعاون مع كافّة الجهات المعنية لزيادة الإيرادات وترشيد الإنفاق العام؛ لدعم الموازنة الاستثمارية لتنفيذ أكبر قدر ممكن من المشاريع في كافّة القطاعات الصحية والخدمية والتعليمية والاقتصادية والزراعية، وسنُنجز المشاريع وفق خطّة مدروسة، حسب الأولويات المرسومة من قبل إدارة التخطيط ومكاتبها في الإدارات الذاتية والمدنية، وذلك من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والنمو المُستدام في مناطق الإدارة الذاتية، ونركّز على التأهيل والتدريب لتطوير كفاءات العاملين في الإدارة، ونعتمد مبدأ الرقابة والمتابعة من خلال الأجهزة الرقابية للحد من الفساد وضمان نجاح الخطط في إنجاز المشاريع بكافّة أنواعها الإدارية والخدمية والاقتصادية”.

واسترسل المهباش متحدّثًا عن التغيرات السياسية عبر السنوات الأربع الماضية “إنَّ الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كانت ومازالت ترى الحوار والتفاوض بين السوريين، أساسًا ومنطلقًا لحلّ الأزمة السورية التي طالت وخسرت سوريا كثيرًا بسبب ذلك فالتّعنت والاستكبار والعسكَرَة التي يُصرّ عليها بعض الأطراف أثبتت فشلها وعقمها؛ لذلك ندعو ومن هذا المنبر كافّة السوريين الشرفاء وكافّة القوى والتيارات السياسية والوطنية غير المرتبطة بأجندات خارجية إلى تحكيم لغة العقل للبحث عن مخرجٍ وطنيٍ آمن لحل الأزمة السورية للحفاظ على سيادة بلدنا وسوريتنا ومنعًا للتقسيم الحاصل اليوم على الجغرافية السورية، وإعادة المهجّرين واللاجئين والنازحين إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم فسوريا لكل السوريين ولنحقق طموحهم لأنْ تكون سوريا دولة ديمقراطية تعددية لا مركزية، ونفكر جميعًا بعقلٍ وطنيٍ جامع لإعادة الأراضي المحتلة إلى السيادة السورية بدءاً من عفرين إلى إدلب وجرابلس وإعزاز والباب وتل أبيض وسري كانيه (رأس العين) وإعادة أهلها إليها، ومشروع الإدارة الذاتية لم يكن يوماً مشروعًا انفصاليًّا أبدًا، بل مشروعاً سياسيًّا سوريًّا وطنيًّا

ديمقراطيًّا لكلّ السوريين، فالشعب السوري بكل مكوناته هو شعب واحد والسيادة السوريّة خطٌ أحمر بالنسبة لنا من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.

عبد حامد المهباش وفي ختام كلمته قال: يجب أنْ نقدم الشكر والثّناء للذين كانوا سببًا في تأسيس هذه الإدارة، إلى قوات سوريا الديمقراطية الأبطال، ووحدات حماية المرأة، وإلى الجرحى والشهداء الذين قدّموا التضحيات الجسام، وحرّروا ثُلُث مساحة سوريا من الإرهاب، ودافعوا ولا زالوا يدافعون عن مناطق الإدارة الذاتية ضدّ الأخطار المحدقة بها والتهديدات التركية المستمرة، كما نشكر قوى الأمن الداخلي وكافّة القوى الأمنية الأخرى التي حافظت وتحافظ على الأمن والاستقرار الداخلي. إنَّهم العين الساهرة على راحة وأمن وسلامة المواطنين، ولا يفوتني أنْ أشكر جرحى الحرب، الذين قدّموا قِطعاً من أجسادهم وعوائل الشهداء الذين قدّموا أغلى ما يملكون لأجل أهلهم وبلدهم، كما نشكر شيوخ ووجهاء العشائر، الذين وقفوا إلى جانب الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديموقراطية وكانوا الدّاعم والسند الحقيقي، وكان لهم دور هام ومميّز في تحقيق السِّلم الأهلي والمجتمعي في مناطق الإدارة الذاتية.

وأضاف: إنَّ كل هذه الإنجازات التي تحققت حتى هذا اليوم، كان لنا شريكاً أساسياً فيها وهو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية؛ لذا نشكرهم على دورهم وجهودهم في مكافحة الإرهاب، ونطلب منهم الاستمرار في تقديم المزيد من الدعم اللازم للإدارة ولقوات سوريا الديموقراطية للقضاء على الإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار، فهذا الدعم المقدَّم يُعتبر من أهم أساليب مكافحة الإرهاب وتوطيد الأمن والاستقرار الذي هو الهدف الأساسي للتحالف الدولي، ونحتفل اليوم بالذكرى الرابعة لتأسيس الإدارة الذاتية وكان معنا شركاء من الأحبّة والزملاء والزميلات فقدناهم ولم يشاركونا اليوم فرحتنا، لكنّي أجزم بأنَّهم فَرِحُون اليوم وهم في أضرحتهم ومزاراتهم، الشهيد “فرهاد ديريك” والأخ “رياض الهفل” والمهندس “محمد أحمد” والسيدة “سلوى السيد” رحمة الله عليهم جميعاً، وأقول لهم: لن ننساكم أبداً وسنتابع ونُكمل المشوار الذي بدأناه معاً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى