حواراتمانشيت

عبد الكريم عمر: على جميع القوى المجتمعية والأحزاب السياسية دعم المبادرة الوطنية

بمبادرة من الهيئة الإدارية للمؤتمر الوطني الكردستاني KNK في روج آفا وبعد عدة اجتماعات بين القوى والأطراف السياسية والمجتمعية في روجآفا، عقدت الهيئة اجتماعاً في الـ2 من الشهر الجاري كانون الثاني 2019، في مقر مركز العلاقات الدبلوماسية في مدينة قامشلو، لمناقشة سبل إيجاد حلول لتوحيد الصف الكردي في ظل هذه المرحلة الحساسة التي تعصف بالمنطقة عموماً. ولمجابهة المخاطر التي تهدد الوجود الكردي في روج آفا والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

وأكدت الأطراف المجتمعة على ضرورة توحيد الصف الكردي من أجل رسم سياسة واستراتيجية كردية تحمي المكاسب التي تحققت في شمال وشرق سوريا، وتجابه بها كل الأخطار والتحديات وذلك من خلال لجنة منتخبة تقوم بهذه المبادرة وتُوكل إليها مهام اللقاء والتشاور والتواصل مع كل الأطراف والاحزاب الكردية في سوريا.

وتمخض عن الاجتماع لجنة مؤلفة من خمسة أعضاء من بينهم الدكتور عبد الكريم عمر.

حول هذه المبادرة وأهدافها والمعوقات التي قد تحد من مسار عملها والمهام المُوكلة إليها، أجرت صحيفة الاتحاد الديمقراطي حواراً مع الدكتور عبدالكريم عمر الرئيس المشترك لهيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية، وعضو الهيئة الإدارية للمؤتمر الوطني الكردستاني.

أليكم نص الحوار:

– بداية هلّا تحدثنا عن المبادرة التي قامت بها أعضاء المؤتمر الوطني الكردستاني KNK في روج آفا واللجنة التي انبثقت من الاجتماعات الأخيرة بين الأطراف السياسية والمجتمعية الكردية في روج آفا والمتعلقة بمسألة وحدة الصف الكردي، وما هو الهدف من هذه المبادرة ؟

بمبادرة من المؤتمر القومي الكردستاني KNK  ومن أجل بناء مرجعية سياسية لكرد روج آفا وسوريا قام أعضاء المؤتمر الوطني  في روج آفا بعقد اجتماع لتبادل وجهات النظر بخصوص هذا الموضوع وللبدء بالعمل، بالطبع الغاية من هذا اللقاء بناء مرجعية سياسية لكرد روج افا يتمثل فيها الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات والشخصيات الوطنية.

وعلى هذا الأساس بدأنا باللقاءات مع الأحزاب والقوى السياسية لأن المشكلة والخلاف أساسه هو بين الأحزاب والتيارات السياسية  اولاً، وعندما بدأنا كمؤتمر وطني كردستاني بالمؤتمرات واللقاءات التشاورية كان بعض الاطراف السياسية يقومون باتهامنا بأن KNK كانت تصيغ المشاريع ومن ثم تطلب من الآخرين الانضمام إليه، لذا هذه المرة وبعد انتخاب لجنة كانت الغاية الانطلاق من روج آفا، والعمل على عقد اجتماع مع الأحزاب لتبادل الآراء والافكار   من اجل انعقاد مؤتمر أو كونفرانس موسع يتمثل فيه جميع الأطياف السياسية الكردية، وبعد الاتفاق بين الأحزاب حول التأسيس لمؤتمر، سوف يتم انتخاب لجنة تحضيرية، وبعد ذلك سيتم الاتفاق على مبادئ الوحدة الوطنية والاتفاق على ضرورة تمثيل كل الأطراف، وعلى هذا الاساس تم تشكيل لجنة من قبل الأحزاب التي اجتمعت، وبدأنا باللقاءات والاجتماعات الأولية والعمل على إجراء اجتماعات بين هذه الأحزاب.

– ما الاجراءات التي قمتم بها خلال هذه الفترة وهل كان هنالك معوقات تعيق عملكم كلجنة ؟

بالطبع كان هناك بعض الملاحظات وخاصة من أحزاب المجلس الوطني الكردي وهي أن العوائق التي تمنعهم من الانضمام هو أغلاق مكاتبهم واخذناه بعين الجدية والاعتبار منها تهيئة المناخ المناسب من أجل إنجاح هذه المبادرة، ومن هذا المنطلق قام أعضاء KNK واللجنة المختصة بالمبادرة، حيث قمنا بزيارة لجنة شؤون الأحزاب السياسية في الإدارة الذاتية، وتم الطلب منهم السماح للأحزاب الغير مرخصة بفتح مكاتبها خلال هذه المرحلة من أجل ممارسة عملها السياسي، كما قمنا بزيارة رئاسة المجلس التنفيذي لمتابعة ملفات المعتقلين السياسيين عن طريق ديوان العدالة وهيئة العدل لأطلاق صراحهم؛ هذا إن كان هناك معتقلين سياسيين في السجون، وفي هذا السياق نشكر لجنة شؤون الأحزاب  ورئاسة الهيئة التنفيذية على تعاونهم وتجاوبهم مع هذه المبادرة، وبالفعل وفي اليوم الثاني قامت لجنة شؤون الأحزاب ومن خلال مؤتمر صحفي بإصدار قرارٍ بالسماح لجميع الأحزاب السياسية الغير مرخصة بفتح مكاتبها، لكن وحتى هذا اليوم اعتقد بأن أحزاب المجلس الوطني الكردي لم يقوموا بفتح مكاتبهم، ولا نعلم ما هو السبب، لكن أقول بأن الوقوف على بعض الملاحظات البسيطة من قبل بعض الأطراف لا تخدم المبادرة الوطنية التي نعمل من أجلها خاصة بالنسبة لبعض التيارات التي لا تؤمن بهذه المبادرة.

– ما الذي دفع الإدارة الذاتية الديمقراطية بإصدار قرار فتح مكاتب الأحزاب الغير مرخصة؟

كما ذكرنا قام أعضاء المؤتمر الوطني الكردستاني واللجنة المنتخبة التي ألقيت على عاتقها القيام بهذه المبادرة بزيارة لجنة شؤون الأحزاب في الإدارة الذاتية الديمقراطية واللقاء معهم من أجل فتح مكاتب الأحزاب السياسية الغير مرخصة وهم حقيقة تجاوبوا مع ما طرحناه وذلك من أجل تهيئة الأجواء والأرضية المناسبة وخلق نوع من الارتياح لدى المجتمع والأطراف السياسية كداعم لهذه المبادرة، وذلك لتحقيق الهدف الذي نعمل من أجله جميعاً وهو وحدة الصف الكردي، وهناك أمورٌ أخرى يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار، فعندما يطلب المجلس الوطني الكردي فتح المكاتب أو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين إذا كان هناك معتقلين سياسياً حقاً، فهناك الطرف الأخر الذي لديه أيضاً ملاحظات كبيرة جداً، فعلى سبيل الذكر لا الحصر إن المجلس الوطني هو جزء من الائتلاف الذي يعمل تحت مظلة الدولة التركية التي احتلت عفرين ومارست كل أشكال الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية بحق أبناء عفرين الذين اجبروا على التهجير من ديارهم وأرضهم، وهو اليوم أي الاحتلال التركي يهدد باجتياح عموم شمال وشرق سوريا، وعلينا أن نذكر حقيقة أخرى وهي أن الآلاف من الشهداء ضحوا بدمائهم من أجل الدفاع عن هذه الأرض وكرامته ومن أجل الدفاع عن المشروع الديمقراطي القائم في شمال وشرق سوريا.

لكن نحن في المؤتمر الوطني الكردستاني في روج آفا ومن خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدناه في الفترة السابقة وأعلنا فيه عن هذه المبادرة وتجاوب لجنة شؤون الأحزاب لمطلبنا، وتأكيد مؤسسة عوائل الشهداء على دعمها لهذه المبادرة، قررنا أن نتجاوز كل هذه الأمور وأن نتطلع إلى ما نصبوا إليه، خاصة في هذه المرحلة الحساسة بالنسبة لنا جميعاً وفي الوقت الذي يهدد فيه النظام التركي روج آفا والشعب الكردي وعموم القوى المجتمعية في شمال وشرق سوريا، هذه المرحلة بالنسبة لنا هي مرحلة الوجود أو اللاوجود، لذا على كل القوى السياسية أن تتجاوز كل الخلافات والعقبات، وعلى هذا الأساس التقينا بعدد من الأحزاب والكتل السياسية ومازلنا مستمرين في هذه اللقاءات وسنكمل ما قمنا به وسنعمل من أجل اللقاء مع كل الأطراف والأحزاب السياسية ولن نتوقف عند بعض الاشكاليات التي من شأنها أن تعيق عملنا ومبادرتنا هذه، بالطبع العديد من الاحزاب والقوى السياسية تجاوبوا ورحبوا بهذه المبادرة وأكدوا على مساندتهم، وأطراف سياسية أخرى تواصلنا معهم ولا نزال ننتظر منهم الرد، إضافة إلى لقائنا مع بعض الأطراف ونحن بانتظار جوابهم النهائي.

بالطبع نحن سنستمر بعملنا كلجنة في هذه المبادرة وسنعمل بكل جهد من أجل نجاح هذه المبادرة، وهذا الملف معقد لكن بالنسبة لنا هذا هو الخيار الوحيد الذي لا بديل عنه ويعتبر خطوة تاريخية لا تراجع فيها، وذلك من أجل الحفاظ على المكتسبات التي تحققت بدماء الشهداء من جهة ولمواجهة كل الأخطار والتهديدات التي تستهدف الوجود الكردي والمشروع الديمقراطي وكل المكونات في شمال وشرق سوريا من جهة ثانية.

لذا علينا العمل جميعاً من أجل وحدة الصف الكردي، لحماية هذه الانجازات ولتحقيق مزيد من المكتسبات التي من شأنها أن تحقق لكل المكونات السلام والاستقرار والديمقراطية وبالتالي الازدهار، وهذا المطلب هو من صلب استراتيجيتنا كمؤتمر وطني كردستاني ومن أجله قمنا بعدة لقاءات واجتماعات تشاورية؛ كان أولها في مدينة السليمانية، وكان من نتائج هذا المؤتمر وتوصياته عقد أربع مؤتمرات تشاورية منها المؤتمر التشاوري الخاص بروج آفا.

ونؤكد على استمرارنا بعملنا في هذا المضمار الهام والاستراتيجي بالنسبة لنا كشعب وكقوى سياسية تجاوبت مع مبادرات المؤتمر الوطني الكردستاني.

لذا علينا ككرد روج آفا أن نكون مستعدين للمرحلة القادمة، خاصة وإن تنظيم داعش بات قاب قوسين أو أدنا من الزوال على الأرض عسكرياً، وهناك جهود تبذل من أجل مبادرة سياسية لحل الأزمة السورية، لذا علينا كقوى سياسية أن يكون لنا دور كبير وخارطة طريق نحقق من خلالها أهداف وتطلعات شعبنا وعموم الشعب السوري في الحرية والديمقراطية، وهذا لن يتحقق ما لم نتوحد ونمتلك قراراً واحداً موحداً.

– كيف تردون على الادعاءات التي تقول بأن الإدارة الذاتية ولجنة المؤتمر الوطني الكردستاني KNK لم تسمح للأحزاب الغير مرخصة بفتح مكاتبها بعد القرار الذي صدر عن لجنة شؤون الأحزاب في الإدارة الذاتية الديمقراطية؟

بداية وكما قلنا نحن لسنا جهة تنفيذية، نحن مجرد لجنة مؤتمر وطني كردستاني في روج آفا وقدمنا طلباً من الجهات المعنية أي لجنة شؤون الأحزاب في الادارة الذاتية الديمقراطية للسماح بفتح مكاتب الأحزاب الغير مرخصة سواء أكانت احزاب المجلس الوطني الكردي أو أحزاب أخرى، وعلى هذا الأساس تجاوبت لجنة شؤون الأحزاب مع مطلبنا وعقد مؤتمر صحفي وصرح من خلاله فتح جميع مكاتب الأحزاب السياسية الغير مرخصة، واعتقد إن القرار نشر عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وليس هناك أي عائق من قيامهم بفتح مكاتبهم حسبما نعلم.

وأؤكد ثانية؛ نحن من جهتنا كمؤتمر وطني كردستاني سنحاول بكل جهدنا العمل والسعي على إنجاح هذه المبادرة، وسنستمر في تواصلنا مع كل الأطراف السياسية والمجتمعية من أجل كسّب مزيد من الدعم ولممارسة ضغطٍ على القوى التي تعيق هذه المبادرة وهذا المطلب الذي سيتحقق من خلاله آمال وتطلعات شعبنا، وكما قلت هذه مبادرة من أجل تشكيل مرجعية سياسية كردية شاملة تضم تحت مظلتها كل الاطراف السياسية والقوى والمؤسسات المجتمعية.

– ماذا ينتظر الكرد من المؤتمر القومي الكردستاني KNK  ؟

المؤتمر الوطني الكردستاني مظلة تضم مجموعة كبيرة من الأحزاب والقوى السياسية والمؤسسات المدنية الكردستانية من أجزاء كردستان الأربعة، إضافة إلى الكرد في بلدان المهجر وهي تأسست من أجل توحيد الصف الكردي عموماً وبناء استراتيجية موحدة للكرد، وفي هذه المرحلة الحساسة والتاريخية بالنسبة لشعبنا وللمنطقة وبعد الثورات والتحولات التي تشهدها المنطقة وبدء مرحلة جديدة من التحول والتغيير بعد حوالي قرنٍ من الزمن، كان لابد من إسراع وتيرة العمل من أجل توحيد الصف الكردي ووضع استراتيجية واضحة ومبنية على أسس دقيقة وراسخة تواكب تطورات المرحلة وتجابه التحديات التي من شأنها التأثير على واقع الكرد ومستقبلهم بشكلٍ عام، لذا فقد ألقى المؤتمر الوطني الكردستاني هذا المهام والمسؤولية على عاتقه وذلك بتشكيل قوة كردستانية وتوحيد الدبلوماسية الكردية لكي يعلب الكرد دورهم في هذه التحولات بقوة ويكونوا أصحاب إرادة حرة يجابهون بها كل الأخطار ويحافظون من خلالها على هويتهم  والمكاسب التي حققوها خلال هذه المرحلة وليطوّر من مشروعهم الديمقراطي على الصعيد الوطني الكردستاني خصوصاً، ولا بد القول أن هذه المرحلة هي مرحلة تاريخية بالنسبة للكرد لما لهم من دور بارز ومؤثر في عملية التحول والتغيير الديمقراطي في المنطقة والشرق الأوسط والذي هو أمرٌ  في غاية الأهمية بالنسبة للكرد وللقوى التي تعمل من أجل التحرر والديمقراطية، ومن هنا فالمهام الملقاة على عاتق المؤتمر الوطني الكردستاني KNK مهام تاريخية وعلينا جميعاً من قوى مجتمعية وأحزاب سياسية أن نساند وندعم الجهود التي يبذلها المؤتمر الوطني الكردستاني، وأن نعمل على الدفع لتوحيد الصف الكردي والكردستاني.

إعداد: دوست ميرخان/أفين يوسف

زر الذهاب إلى الأعلى