الأخبارمانشيت

عبد القادر موحد: ذهنية النظام مستعدة للتضحية بمئة أرض كعفرين مقابل حماية موقعه

في لقاء لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مع عبد القادر موحد عضو المجلس الرئاسي في مجلس سوريا الديمقراطية للحديث عن الاحتلال التركي لعفرين، وعدم قيام الحكومة السورية بحماية أراضيها بالرغم من مناشدة الأهالي لتدخلها لحمايتهم، وتهديدات تركيا للمشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إضافةً إلى ذلك تهديدات تركيا لأمريكا.

أين كانت الطائرات السورية عند احتلال تركيا لعفرين السورية

الطائرات السورية كانت في نفس المكان المتواجد فيه الطائرات الإسرائيلية حين قُصفت دمشق بطائرات إسرائيلية، الحقيقة هناك فرق بين الدولة والسلطة وخاصة في الدول النامية والشرق الأوسط السلطة تبتلع الدولة وتستأجرها لصالحها، الجيوش في هذه الدول ليست ملك الدولة إنما ملك وبيد السلطة، وهي حامية للسلطات، والتهديد الوحيد الذي تتعامل معها هذه الدول ومنها سوريا: هو التهديد الذي يهدد عرشها وموقعها، لا يهمها الأرض ولا يعنيها أصدقاء الأرض، وطالما اقتطاع أرض جزء من انتهاك الأراضي السورية لا يهدد سلطتها بشكل كونها على رأس السلطة ولا يهمها كثيراً.

الجهة التي تطالب في الدفاع عن السيادة السورية هي نفسها اباحت سوريا للإيرانيين والروس وحزب الله، فسوريا ليست مهمة بالنسبة لها، ما يهّم الحكومة السورية هو المفاوضات بين روسيا والأتراك، وما حصل له الروس من أجل حماية دمشق، وأكد موحد عقلية النظام وذهنية مستعدة للتضحية بمئة أرض كعفرين مقابل أن يحمي موقعه ويخرج المسلحين من الغوطة وهذا هو ثمن الذي قبضه النظام.

انعقاد مؤتمرات في الداخل والخارج ولم تقدم أي حل للأزمة السورية

هناك شقين في سؤالكم: الشق الأول يمكننا القول بأن حل الأزمة السورية أصبحت في يد الدول الكبرى باعتقادي أي حدث سياسي مثله مثل أي حدث اجتماعي، والحدث السياسي هنا كانت نتيجة عوامل متعددة ومتضافرة ويكون محصلة للصراعات والعلاقات بين هذه العوامل المختلفة، والمتدخل والفاعل الأكبر هي الدول ولكن هذا لا يعني أن الشعب السوري ليس له لا حول ولا قوة هو بالحد الأدنى لا يستطيع ان ينفذ إرادته بشكل كامل ولم يصل على المكان الذي يشهده كما يريد، ولكنه بالتأكيد لا يسمح للأخرين أن يأخذوا سوريا إلى المكان الذي يريدون.

ستكون سوريا المستقبل نتيجة تضافر هذه العوامل أما أن نكون نحن كشعب سوريا أحد العوامل المتداخلة وأحد العوامل التي يمكن أن يكون لها دور ونسبة كبيرة وتحديد المستقبل، ولم يحدث أي عامل إنساني يحدث في التاريخ الإنساني تكون نتيجة رغبة جهة واحدة.

أما بالنسبة لحل الأزمة السورية باعتقادي لم ينضج عامل سوري حتى الآن قد يكون مؤثراً ودفع العالم باتجاه الحل، وهذا طبيعة الشعب والسوري، والقوى السياسية الموجودة على الساحة السورية، طبيعة المجتمع السوري متعلق بجهات متعددة وتنوعه، متعلق أيضاً بالإرادة الدولية، حتى اللحظة لا توجد إرادة دولية لحل الأزمة، مشيراً إلى أن الفاعل الرئيسي في الأزمة السورية هي الولايات المتحدة الأمريكية دأبت منذ تأسيسها كدولة على إدارة الأزمات خارج أمريكا وعلى إدارة الأزمات في المناطق الأخرى.

ولم يكن ضمن استراتيجيات الولايات المتحدة إيجاد حلول دائمة لأي أزمة، وما تريده الولايات المتحدة كلاعب رئيسي
هو تأجيل الحل وتوريط كافة المتدخلين في الوضع السوري من “إيرانيين وأتراك وروس وأبناء سوريا ذاتها”، لأنه ثمة أمر ملفت للانتباه في السياسية الأمريكية على أصدقائها أن يخشوا أكثر من أعدائها.

تركيا وتهديد مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا

علينا الانتباه لقضية مهمة؛ ليس مهم إن كنا نشكل تهديداً أم لا، الأهم كيف يراني الأخر، نحن بالتأكيد ليس من ضمن  مشروع مجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية نشكل تهديداً لتركيا كون دائماً نصرح نرغب في علاقاتنا حسن الجوار مع كافة الدول المجاورة، لكن المشكلة تكمن في الأخر كيف يراني، أحياناً مجرد وجودك يكون تهديد للأخر “فعلاً أو عملاً أو سلوكاً”، وجود مشروع ديمقراطي حقيقي؛ مشروع ببنيته وتركيبته منفتح للشرق الأوسط ككل يطرح أفكار ورؤى وسياسيات جديدة على الساحة الدولية ويدعم حقوق الشعوب في تقرير المصير حقوق المجتمعات في إدارة نفسها، لذا من حيث المبدأ هذا المشروع يشكل تهديداً للسلطات القائمة وخطر على المتحكمين في الشؤون السورية وهذا أمر ضروري علينا أخذه بعين الاعتبار.

بالنسبة لتهديدات تركيا لأمريكا يؤخذ على مستويين:

مستوى تكتيكي واستراتيجي، المستوى التكتيكي تركيا فعلاً تقوم بتهديد الولايات المتحدة من أجل تحصيل بعض المكاسب الأنية مثلاُ: الليرة التركية: انهيار الليرة التركية وبعدها بفترة يصرح اردوغان بدخوله لمنبج، وهذا لم يكن التهديد الوحيد من قبل تركيا لأمريكا ومقتل خاشقجي أيضاً أعادت الليرة التركية إلى مستوياتها.

وأما المستوى الاستراتيجي: علينا أن لا نغفل أن لدى الأتراك فوبيا كردية، فهذا بنفسه يؤدي إلى تهديد استراتيجي حقيقي، لن تسطيع الدولة التركية بحكم بنتيها بحكم عوامل تأسسيها على الفكر الطوراني العثماني لن تقبل بأي شكل من الأشكال ولن تسمح للكرد بإقامة دولة أو فدرالية أن يسمح للكرد بالتعبير عن وجودهم بحرية، فبالتالي يبقى مسؤوليتنا إيجاد توازنات الاستفادة من الصراعات الدولية والمنافسات الدولية وتقديم صورة جيدة للأخر العمل على الداخل التركي نفسه ربما نستطيع تفادي التصادم المحتملة معهم.

زر الذهاب إلى الأعلى