الأخبارمانشيت

عائشة أفندي: بانتصار كوباني ومقاومة شعبنا ستتحرر عفرين

بحلول ذكرى تحرير كوباني، الانتصار الذي حققه الكرد والمقاومة التي أصبحت رمزا للحرب ضد تنظيم داعش الارهابي فبعد أشهر من المعارك العنيفة تم تحرير المدينة من التنظيم فما سر هذا الانتصار؟ ما الذي ستقوله احدى المناضلات العتيدات عن هذا التحرير؟
التقت مراسلة موقعنا مع عائشة أفندي عضوة اللجنة التنظيمية لحركة المجتمع الديمقراطيTEV-DEM في كوباني وتبادلت معها أطراف الحديث
في بداية حديثها قالت عائشة أفندي :”تحرير كوباني كان بمثابة تحدي كبير للكرد، وهو انتصار للإنسانية والعالم أجمع، بمقاومة كوباني وانتصارها اثبتنا للعالم بأننا القوة الوحيدة التي تستطيع مواجهة داعش والانتصار عليه، من مدينة كوباني ومقاومتها وانتصارها بدأت تنظيم داعش الإرهابي الذي أرهب العالم بالانهيار، وبدأت مناطق سيطرته بالانحسار ولم يعد باستطاعتة التباهي بسيطرته على مناطق واسعة، و لن أكون مغالية اذا قلت أن معركة كوباني هي بداية انتهاء داعش واندحاره من المنطقة”.
وفي سياق المقاومة الشاملة التي شاركت فيها كل الفئات المجتمعية في كوباني أسهبت أفندي بالقول :” وكان لمقاومة الأهالي في كوباني الذي أخذ الشكل الانتحاري والجنوني حتى الرمق الأخير فضل كبير في هذا الانتصار على قوى الظلام والإرهاب الداعشي، فأهالي كوباني بشيوخهم وشبابهم ونساءهم ورجالهم انطلقوا إلى ساحات وخنادق المقاومة، حتى بات الخندق الواحد يضم الأب والابن والبنت، هكذا إلى أن تكللت هذه المقاومة بالانتصار.
وأضافت :”كما أن أهالي كوباني الذين توجهوا إلى شمال كردستان ومن خلال التحامهم مع أهالي شمال كردستان شكلوا سداً على حدود كوباني لحمايتها و منع الجيش التركي من مد يد العون والمساعدة لداعش من الجهة الشمالية للمدينة، والذي شكل عاملاً آخراً في انتصار كوباني”.
كما تطرقت أفندي الى التنظيم المجتمعي الذي أسسه حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وأشاعه بين شعب كوباني والذي كان له الفضل في تجاوز الكثير من المحن والمشكلات والذي لعب دور الحسم في الانتصار، حيث قالت “من ناحية أخرى كان شعبنا منظماً في كل شيء وهذا يعود لميراث حزب الاتحاد الديمقراطي وعمله المنظم ضمن صفوف المجتمع في كوباني، فحتى خلال نزوحهم المؤقت إلى شمال كردستان وإعدادهم للمخيمات العاجلة كان الشعب بشكل منظماً، وكذلك أثناء العودة قام الأهالي بذلك بشكل منظم وخال من الفوضى التي من الممكن أن تجلب معها الأخطاء والمخاطر، حيث استطعنا أن نتحكم بعودة الأهالي بدون أن يتسلل الارهابيون بينهم “، وأشارت ” كان هذا سبباً للحفاظ على التماسك والتعاضد المجتمعي والانتصار، على الرغم من ظهور بعض المشاكل والسلبيات التي فرضت على الأهالي بسبب النزوح، فكما نعلم جميعاً أن الحروب تشيع الفوضى وتحد من قيم وعادات وتقاليد الكثير من المجتمعات، وخير مثال على ذلك الحربان العالميتان الأولى والثانية وما جلبته من فوضى وويلات وأفكار دخيلة على المجتمعات، إلا أن تنظيم وتماسك مجتمع كوباني والتلاحم بينهم قلل من المشاكل والسلبيات، الذي كان عاملاً آخر من عوامل الإنتصار”، وزادت ” أثبت أهالي كوباني للعالم أجمع أنه شعب مقاوم، فرغم الدمار والخراب الهائل استطاعوا وخلال فترة وجيزة من لملمة الجراح وإعادة إعمار مدينتهم التي تدمرت بفعل الحرب، وأثبت الكوبانيون مرة أخرى أنهم شعب مقاوم يليق به النصر، وبفضل وحدة الأهالي وتلاحمهم وقوة العمل التنظيمي بينهم.

في سياق متصل قالت أفندي :”كان الاعتقاد السائد لدى الجميع بأن انتصار كوباني سوف يضع حداً للحرب، ولكن على العكس تماما استمرت وحدات حماية الشعب المرأة وقوات سوريا الديمقراطية بحملات التطهير  والتحرير من ارهاب داعش في باقي مناطق شمال وشرق سوريا، فقاد الكرد بالتعاون مع كافة مكونات المنطقة عمليات التحرير مترافقة مع عمليات التنظيم وإعادة الإعمار وتأمين مستلزمات الحياة للمنطقة”.
واستطردت أفندي حول تبعات ونتائج الانتصار في كوباني قائلةً:” كوباني التي انتصرت ضد أعنف تنظيم ارهابي عرفته البشرية، ما جعلها قبلة تتوجه إليها الأنظار وتستقطب الكثير  من الشخصيات والمنظمات والدول، فكنا نستقبل يومياً العديد من الوفود تأتي للاطلاع على تجربتنا ومعرفة ودراسة أسباب انتصارنا، وعندما يتوافدون إلينا ويشاهدون أمورنا الخدمية والتنظيمية ومستوى الوعي المجتمعي، وتجربتنا في الإدارة الذاتية والكومينات، كذلك النقاشات التي كنا نجريها من القاعدة وإلى رأس الهرم، فيندهشون لهذه الارادة والعزيمة، وبدورهم كانوا ينقلون هذه التجارب والإنجازات إلى شعوبهم ومجتمعاتهم والاقتداء بها.
نوهت أفندي “رغم كل هذه الأعمال التي قمنا بها كان لنا أخطاء وسلبيات أيضاً وهذا أمر طبيعي في هذه الظروف ورغم كل الصعاب لم نتوانى يوماً عن الاعتذار لشعبنا وتصحيح أخطائنا وسلبياتنا ونقوم بتقييمها لعدم تكرارها في أعمالنا المستقبلية، حيث كنا نخوض حربان معاً، حرب ضد الإرهاب وحرب تنظيمية، ما تراكم علينا أعباء كبيرة وتحديات كثيرة، نقول دائماً سنواصل المسيرة إلى النهاية اما النصر أو الشهادة، كنا يوميا ننحني لتضحيات شهداءنا ونعدهم بأننا على دربهم سائرون”.
ولأننا نمر هذه الأيام بالذكرى السنوية المشؤومة الأولى لاحتلال عفرين من قوى الشر المتمثل بدولة الاحتلال التركية ومرتزقتها علقت أفندي عضوة اللجنة التنظيمية لحركة المجتمع الديمقراطي: ”كان احتلال عفرين لضرب مشروعنا الديمقراطي من جهة ولجهودنا من جهة أخرى  ولخصوصية مدينة عفرين وما كانت تتمتع به من الديمقراطية والاستقرار والامان، فأصبحت المأوى لآلاف النازحين فوجدوا عي عفرين الملاذ الأمن لهم، إلا أن الاحتلال التركي ومرتزقته حول مدينة الزيتون مدينة السلام الى بيئة للإرهاب بعد مارس كل أنواع الاعتداءات والانتهاكات التي ترقى لجرائم حرب بحق الشعب الكردي، وأصبح شعب عفرين نازحاً يعيش في المخيمات، بينما الاحتلال التركي يمارس التغيير الديمغرافي ويسكن الغرباء في بيوت الكرد ويسرق خيراتهم “.
واختتمت أفندي حديثها بالقول:” مقاومة كوباني غدت اسطورة يتحاكى العالم بها و بعزيمة الكرد وإرادتهم التي لا تقهر، كما قاومت عفرين على مدى 58 يوماً لثاني أكبر قوة في الناتو أمام صمت دولي ولذلك نقول للعالم بإرادة شعبنا وبانتصار كوباني ومقاومة شعبنا ستعود عفرين أجمل

زر الذهاب إلى الأعلى