ثقافةمانشيت

ظاهرة انتشار الصحف والمجلات بعيون السلطة الرابعة

كثُر عدد الصحف والمجلات وكثُرت معها نسبة القراء، حيث ازداد تداولها بشكل أكبر بعد ثورة روج آفا واصبحت بوابة للتعبير عن الرأي وإبداء وُجُهات النظر في كافة النواحي “سياسية، ثقافية، اجتماعية…”، إلى ماذا يعود أسباب ذلك، وما الإيجابيات التي ستعود بها على الفرد من الناحية الفكرية والثقافية.

وللحديث عن هذه الظاهرة وتأثيرها على الثقافة المجتمعية التي بلغت مستوى عال في الآونة الأخيرة، ارتأت صحيفتنا بأخذ آراء بعض الإعلاميين بهذا الخصوص، لمعرفة مدى ازدياد هذه الظاهرة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزة.

دلشاد مراد- من مؤسسي ورئيس تحرير مجلة شرمولا الأدبية الثقافية، تحدث لصحيفتنا قائلاً:

مسألة انتشار الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وتأثير ذلك سلباً على الصحافة الورقية أو المطبوعة هو موضوع يثير الجدل كثيراً في الأوساط الإعلامية، فكثيراً ما نسمع أن صحيفة ما أوقفت نسختها المطبوعة لتواصل النشر على موقعها الالكتروني، وهو ما حصل لصحيفتي السفير اللبنانية والحياة اللندنية على سبيل المثال.

وتابع: في روج آفا وشمال سوريا عموماً، الأمر مختلف تماماً، فهذه المنطقة تشهد تغييرات سياسية وإدارية جذرية في سياق الثورة التي نعايشها على أرض الواقع، ونعلم جميعاً حجم المعاناة والاضطهاد المُمارس بحق ثقافات الشعوب السورية في العقود ما قبل الثورة، وكانت النظم الحاكمة في سوريا تعمل وفق مبدأ “فرق تسد” تجاه المكونات والشعوب، وهو ما أثر كثيراً على العلاقات بين الكرد والعرب والسريان.

وأضاف: بعد اندلاع ثورة روج آفا- شمال سوريا كان لابد من ظهور إعلام مبني على أساس تعزيز العلاقات بين الشعوب، إلى جانب قيام كل مكون وشعب بإظهار وممارسة ثقافته الخاصة، ولذلك فإن تزايد انتشار الصحافة المكتوبة من صحف ومجلات يعتبر انعكاساً طبيعياً لتمتع شعوب روج آفا- شمال سوريا بالحرية والخروج من عباءة النظام الاستبدادي الحاكم، والرغبة بممارسة ثقافاتها، وإحداث التقارب المنشود بين ثقافات الشعوب؛ إلى جانب حاجة المنطقة لإعلام بكافة أشكاله في مواجهة المخاطر والتهديدات الداخلية والخارجية المحاطة بالمنطقة، وهذا يعني ان ربط ظهور صحف ومجلات جديدة في روج آفا- شمال سوريا في وقتنا الراهن لا علاقة له بمسألة انتشار الإعلام الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وتأثيراتها الجانبية، وكان بإمكان ربط المسألتين ببعضهما في حال كانت الظروف السياسية غير الظروف التي نعيشها حالياً.

وأردف: في الآونة الأخيرة نرى تزايداً في ظهور الصحف والمجلات الأدبية والثقافية في روج آفا – شمال سوريا، ومن بينها مجلة “شرمولا” التي قررنا إصدارها بهدف احتضان الطاقات الأدبية المحلية وتمتين وتعزيز العلاقات الثقافية بين الشعوب.

واختتم حديثه بالقول: عموماً الإعلام الالكتروني وخاصة المواقع الإخبارية والثقافية هي داعمة للإعلام الورقي التي تعاني من صعوبات جمة في الطباعة والتوزيع، أما وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة “الفيسبوك” فهي وسيلة سريعة لإيصال أي خبر أو منشور للرأي العام، ولكنها في الوقت ذاته يلهي القارئ عن متابعة الإعلام المطبوع، وبالتالي لابد من القائمين على الصحف والمجلات الورقية اعتماد سياسات حكيمة وفاعلة لتمكين متابعي وسائل التواصل الاجتماعي من الاطلاع على منشورات صحفهم ومجلاتهم.

همالين فرمان مراسلة صحفية في مؤسسة بوير الإعلامية

تحدثت لصحيفتنا عن رأيها بخصوص ظاهرة ازدياد عدد الصحف والمجلات وتأثيرها على الفرد؛ فاستهلت حديثها بالقول:

تعد القراءة بشكل عام إحدى أهم وسائل اكتساب العلم والمعرفة والاطلاع على ثقافة المجتمعات الانسانية, ومعرفة الجديد في كل مناحي الحياة, ولا يمكن الاستغناء عنها رغم إن ثورة التكنولوجيا أرخت بظلالها على قطاع الثقافة شأنها شأن جميع قطاعات الحياة، ولكن تبقى للقراءة الورقية ميزتها ولذتها التي تفوق قراءة الكتب والمجلات والصحف الالكترونية.

وبالنسبة لرأيها حول هذه الظاهرة قالت همالين فرمان: بالنسبة إلى عودة أفراد مجتمعنا إلى قراءة المجلات والصحف, أرى العكس نوعاً ما  فوسائل التواصل الاجتماعي ودخول التكنولوجيا إلى جميع قطاعات الحياة بما فيها الثقافية أثرت وبشكل كبير على عادة القراءة, وابتعد الناس عن القراءة أكثر من ذي قبل على الرغم من صدور العديد من الصحف والمجلات المحلية اليوم.

مع حصول جميع هذه المتغيرات على الساحة الثقافية الكردية، نرى بأنه من الضروري أن نقوم بإشباع القارئ من الناحية الكتابية وليس فقط الإلكترونية، وذلك من خلال الصحف والمجلات، ونسعى دائماً إلى تطوير الفرد وقدرته على استقبال المعلومات بشكل أكبر وأوسع.

إعداد: دلناز دلي

زر الذهاب إلى الأعلى