الأخبارمانشيت

طلعت يونس: تطور الإدارة الذاتية هو نِتاج وقوف شعوب المنطقة خلفها

مع دخولنا سنة 2020 يكون قد مضى على عمرِ مشروعِ الإدارة الذاتية الديمقراطية ست سنوات ودخل السنة السابعة, هذا المشروع الذي يُعتبر الوحيد والأول على مستوى الشرق الأوسط, والذي التفَّ حوله جميع مكونات شمال وشرق سوريا من  كرد وعرب وسريان وآشور, وتعايشت هذه المكونات على مبدأ الأمة الديمقراطية ونبذت الطائفية والعنصرية.

 وبهذه المناسبة التقت صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في إقليم الجزيرة (طلعت يونس), الذي بدأ حديثه بالقول:

 نبارك الذكرى السابعة لتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم الجزيرة والتي تأسست في 21- 1- 2014 على شعبنا, وعلى كافة شهداء الحرية الذين كانت دماؤهم أساس هذا المشروع الديمقراطي, وعلى كافة عوائل الشهداء والمقاتلين المتمركزين في جبهات القتال دفاعاً عن حقوق الشعب ومكتسباته.

وتابع يونس: مضت 6 سنوات على تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تأسست أولاً في إقليم الجزيرة وعفرين وكوباني, ثم تم الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا التي تضم سَبْعَ إداراتٍ ذاتيةٍ, وهذه الإدارة تعتبر مكتسباً عظيماً لشعوب المنطقة, لأنه ولأول مرة بأهداف وآمال واحدة وإرادة حرة استطاعت شعوب شمال وشرق سوريا  بناء نظام حكم ديمقراطي حقيقي على مستوى سوريا والشرق الأوسط, ومنذ تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية وحتى الآن ورغم الصعوبات والهجمات التي تعرضت لها والحصار المطبق عليها من قبل كافة القوى المعادية لهذا المشروع الديمقراطي, استطاعت إنجاز خطوات كبيرة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً, واستطاعت توفير سبل الحياة الكريمة لشعوب المنطقة وبإمكانياتها الذاتية, في الوقت الذي تعاني فيه معظم المناطق السورية الأخرى من آثار الأزمة وصعوبة تأمين أبسط مستلزمات الحياة, والتطور الذي حققته الإدارة الذاتية في كافة المجالات هو نتاج وقوف شعوب المنطقة خلفها, فبالتعاون بين الشعوب والإدارة ومؤسساتها تم تأمين كافة احتياجات الحياة الكريمة, واستطاعت كسر كافة المؤامرات الهادفة لتفكيك هذا المشروع الديمقراطي, فقد راهنوا على أنه باحتلالهم عفرين وسري كانيه وكري سبي سيفككون الإدارة الذاتية وينهونها, ولكن مقاومة شعوب شمال وشرق سوريا بكافة المكونات أفرغت هذه المؤامرات والمراهنات من مضمونها, وبدل إضعاف هذا المشروع الديمقراطي ازداد قوةً وتماسكاً رغم الخسائر.

وحول ما شهدته سنة 2019 من أحداث, قال يونس موضحاً:

سنة 2019 كانت حافلة بالتحديات الكبيرة والأحداث التي واجهتها الإدارة الذاتية, من هجمات الاحتلال التركي على مناطقنا وتهجير مئات الآلاف من أبناء شعبنا بعد احتلال سري كانيه وكري سبي, والحرق المتعمد لأراضي الفلاحين في نوع جديد من أنواع الحروب الاقتصادية من أجل تجويع الشعب وكسر إرادته والتأثير اقتصادياً على الإدارة الذاتية الديمقراطية بغية إضعافها, وكسر إرادة الشعب, ولكن الإدارة الذاتية قامت بكافة واجباتها وأعمالها من خلال مؤسساتها دون أي تقصير رغم كل ما سبق ومستمرة حتى الآن.

وتابع يونس:

في هذه السنة الجديدة قمنا كإدارة ذاتية بتقييم أعمالنا وعمل المؤسسات ومدى إنجاز الخطط والمشاريع المقررة, وإيجاد جوانب التقصير ونقاط الضعف, والعمل على وضع الخطط والمشاريع لتلافي التقصير وتقوية جوانب الضعف في السنة الجديدة, ووضع الحلول اللازمة للمشاكل التي واجهتنا في السنة الماضية, ووضع الخطط والمشاريع الاستراتيجية وخاصة في الجانب الخدمي, وتقوية العمل الإداري والمؤسساتي وتطويره, والقضاء على البيروقراطية والروتين التي يعاني منها الشعب في بعض مؤسساتنا, ومراجعة عمل اللجان المشكلة من قبل الإدارة لكي نصل إلى زرع نوع من الراحة لدى الشعب عند مراجعة المؤسسات لتسيير الأمور, وتأمين الاحتياجات الأساسية لكافة المدن والبلدات وخاصة مياه الشرب, وأيضاً تأمين المستلزمات الصحية وتطوير وتقوية نظام التعليم, ووضع المشاريع الاقتصادية وخاصة أن شعبنا يعيش وضعاً اقتصادياً صعباً نتيجة تراجع قيمة الليرة السورية الكبير مقابل الدولار الأمريكي, ويقع على عاتقنا كإدارة ذاتية إيجاد الحلول اللازمة لهذا الوضع من خلال بعض المشاريع الاقتصادية التي تحقق الاكتفاء الذاتي وخلق أسس الحياة الكريمة لشعبنا, ووضعنا الخطط والمشاريع  لهذه السنة الجديدة, والأولوية للناحية الأمنية وتقوية النظام الدفاعي لدينا, لكي نكون قادرين على الدفاع عن مناطقنا, وأيضاً تأمين الاحتياجات اللازمة لشعبنا الذي تهجّر من سري كانيه وكري سبي ويقيم في المخيمات ومراكز اللجوء, وبذل كافة الجهود سياسياً ودبلوماسياً من أجل عودة المهجرين إلى مناطقهم.

وختاماً قال طلعت يونس:

أبارك السنة الجديدة على شعبنا العظيم, على أمل أن يكون الشعب والمؤسسات قادرين معاً على تقوية النظام المؤسساتي وبالتالي تقوية الإدارة الذاتية الديمقراطية, والنصر لشعبنا.

زر الذهاب إلى الأعلى