حواراتمانشيت

طلعت يونس: تركيا أمام خيارين؛ تصعيد الديكتاتورية أم دمقرطة تركيا

– على مجلس الأمن التدخل العاجل لإخراج الاحتلال التركي والتصدي لعمليات التغيير الديموغرافي والعمل على رجوع شعب عفرين إلى أرضه.

– تركيا تعمل على بسط نفوذها عبر الاتفاقات مع روسيا وتسليم المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة للنظام.

-اردوغان يسعى لكسب الانتخابات ضمن حالة الطوارئ التي تشهدها تركيا.

 – الأنظمة الحاكمة في المنطقة والمستمرة في سياساتها السلطوية والمستبدة متخبطة دون امتلاك الرغبة والجرأة بإحداث تغيير يؤدي لدمقرطة بلدانها.

– مشروع الأمة الديمقراطية المستند إلى الإرادة الحرة والعيش المشترك وإخوة الشعوب هو الحل لأزمات المنطقة.

المقومات الأساسية للمجتمع الديمقراطي الحر هو التنظيم والوعي.

جاء هذا في حوار مع طلعت يونس عضو الهيئة التنفيذية والرئيس المشترك للمكتب التنظيمي في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD:

إليكم نص الحوار:

-في الـ 26 من الشهر المنصرم أصدر المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي بياناً إلى الرأي العام حول التغيير الديموغرافي في عفرين حيث أدان فيه هذا التغيير فهلا تتحدثون لنا عن عمليات التغيير الديموغرافي في عفرين في هذا الإطار؟

منذ بداية عملية احتلال الجيش التركي ومرتزقته على عفرين حيث مارست وارتكبت أبشع جرائم الحرب من خلال استهدافها للمدنيين العزل وتدمير البنية التحتية ودور العبادة والمراكز الصحية والمناطق الأثرية مستهدفة بذلك البنية المجتمعية، والآن تعمل على التغيير الديموغرافي من خلال توطين مرتزقتها وغالبية المهجرين الذين خرجوا من ريف دمشق الجنوبي والقلمون الشرقي والغوطة الشرقية نتيجة لاتفاق روسي تركي. هذا كله بعيد عن الإعلام ومع صمت دولي.

إن السياسة التي يتبعها اردوغان عبر جيشه ومرتزقته هي نفس الأساليب والممارسات التي كانت تقوم بها داعش في المناطق التي سيطرت عليها في الموصل وشنكال والرقة باستهدافها للمدنيين وتدمير البنية التحتية وكافة المعالم الأثرية لذلك فأن داعش ماهي إلا مشروع أردوغاني.

كما أن جيش الاحتلال التركي ومرتزقته يمارسون أبشع عمليات الخطف والاغتصاب والتعذيب على أهالي عفرين الذين رجعوا.

إن الدولة التركية تستهدف بذلك إحداث تغيير ديموغرافي متبعةً سياسة تتريك المنطقة وشرعنه احتلالها وتوسيع نفوذها.

لذلك كان هدفنا مناشدة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتدخل العاجل لإخراج الاحتلال التركي والتصدي لعمليات التغيير الديموغرافي والعمل على رجوع شعب عفرين إلى أرضه بضمانات دولية.

تستعد تركيا لفتح مخيمات أخرى في ريف إدلب فما دلالات هذه الخطوة والمَا تهدف؟

تركيا تسعى من خلال اتفاقها مع روسيا وإيران وفق اتفاقات مناطق خفض التوتر بتسليم المناطق إلى النظام واحتواء المجموعات المرتزقة في مناطق سيطرت عليها وفتح مخيمات لهم في ريف إدلب والريف الشمالي لحلب وبالتالي تركيا تعمل على بسط نفوذها عبر الاتفاقات مع روسيا وتسليم المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة للنظام.

– ماهي آرائكم بصدد وضع المنطقة بشكل عام لا سيما وأن تركيا مقبلة على الانتخابات وهل من مساعي دولية لحل الأزمة السورية عبر مفاوضات جنيف؟

إن الوضع العام في المنطقة يمر بمراحل حساسة، ويشهد تطوراتاً نتيجة للتغيرات الجارية على النظام العالمي وصراعاته وفق أجنداته وأطماعه في المنطقة، وبالتالي تعمق الأزمات على حساب شعوب المنطقة.

وبالتالي خلف اصطفافات جديدة وتحالفات قوى وفق التقاء مصالحها حيث يظهر بشكلٍ واضحٍ أن أمريكا وحلفائها خاصة إسرائيل التي تسعى إلى كبح جناح النفوذ الإيراني في المنطقة، وقطع الحبل السري بين إيران ومشروعها المتمثل بالهلال الشيعي في كل من سوريا ولبنان والعراق واليمن خلال انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني مؤخراً، وقيام التحالف الثلاثي “أمريكا وبريطانيا وفرنسا” بالضربة التي استهدفت مواقع النظام السوري والإيراني، والضربة الأخيرة لطيران الإسرائيلي.

وكذلك هذه رسالة لروسيا أيضاً مفادها أنها لا تستطيع التفرد بإيجاد مخارج الأزمة السورية وتقوية نفوذها في المنطقة ويجب الرجوع إلى مرحلة جنيف وفق قراراتها ونسف محاولاتها بآستانا وسوتشي.

أما بالنسبة للانتخابات التركية فقرار اردوغان بإقامتها قبل موعدها ما هو إلا نتيجة لفشل سياسته داخلياً وخارجياً، والأزمة الاقتصادية التي تعانيها تركيا مع تدهور الليرة التركية، أما اردوغان يسعى لكسب هذه الانتخابات ضمن هذه الظروف التي تشهدها تركيا من حالة الطوارئ وحالة القمع والإبادة السياسية التي يمارسها ضد القوى المعارضة خشية عدم قدرته الاستمرار بالوضع الحالي، وسيطرته على زمام الأمور بعد سنة، وبالتالي فأن تركيا أمام خيارين: “الأول: بفوز اردوغان وهذا سيؤدي إلى تصعيد الديكتاتورية وتعميق الأزمة، والخيار الثاني: هي خسارة اردوغان وبالتالي فتح المجال من أجل دمقرطة تركيا، وإعادة إحياء مبادرة القائد عبد الله أوجلان بعملية السلام في تركيا ودمقرطتها، لذا على الشعب التركي والكردي خاصةً العمل على إسقاط اردوغان.

أما بخصوص المساعي الدولية لحل الأزمة السورية عبر مفاوضات جنيف فهناك توجه دولي لأمريكا وأوروبا بإعادة إحياء مفاوضات جنيف وتشكيل جسم جديد يشمل كل أطياف الشعب السوري بالتأكيد على ضرورة تمثيل ممثلي شمال سوريا في هذه المفاوضات.

-الانتخابات العراقية واللبنانية جرت وتوقعات بانتخابات غير شفافة في تركيا، فإلى أين ستصل الجدلية بين السلطة ودمقرطة المنطقة في ظل هذه التغييرات التي تجري في المنطقة؟

في ظل هذه التغيرات الحاصلة في المنطقة وخاصة بعد ربيع الشعوب يظهر هناك تخبطاً لدى الأنظمة الحاكمة في المنطقة والمستمرة في سياساتها السلطوية والمستبدة دون امتلاك الرغبة والجرأة بإحداث أي تغيير يؤدي إلى دمقرطة البلدان، لذلك نرى استمرار حلقات الانتخابات في هذه البلدان دون أن تأخذ طابعها الديمقراطي والتي يكون بإرادة المجتمعات التي هي أساس في التحول والتغيير، وأخرها كانت الانتخابات في لبنان والعراق والتي برزت عليها طابع الصراع الطائفي والصراع على السلطة بتدخلٍ إقليمي ودولي واضح في ظل صراعات هذه القوة للهيمنة على المنطقة.

كما أن تركيا أيضاً مقبلة على انتخابات والتي تم تقديم موعدها من قِبل اردوغان في ظل فرض حالة الطوارئ وفرض سياسات وأحكام تعسفية بحق جميع القوى والشخصيات المعارضة الطامحة إلى إحداث التحول الديمقراطي فيسعى اردوغان بذلك الاستمرار في سلطته مستغلاً جميع أشكال العنف والقوى والدكتاتورية.

إن استمرار هذه الأنظمة في سياساتها لن تجلب سوى تعمق الأزمات في المنطقة كما أن إرادة شعوب المنطقة التي باتت لا تطيق هذه الأنظمة وممارساتها سوف تصعد من نضالها للحصول على حريتها والعيش الكريم وبقدر ما يمتلك المجتمع من إرادة ووعي بقدر ما سوف يكون نهاية هذه الأنظمة الدولتية المستبدة وبالتالي دمقرطة المنطقة.

-ما هو الشاطئ الأنسب إذا رست عليه سفينة المنطقة فإنها ترسو على بر الأمان؟

الحل في ظل الأزمات التي تعيشها شعوب المنطقة هي عن طريق التحول والتغيير الديمقراطي من خلال امتلاك المجتمعات لإرادتها والحل يكمن بمشروع الأمة الديمقراطية المستند إلى الإرادة الحرة والعيش المشترك وإخوة الشعوب وبالتالي التخلص من جميع مسببات هذه الأزمات التي خلقتها الأنظمة الدولتية من خلال التعصبات القومية والجنسية والدينية وبالتالي سوف ترسو سفينة المنطقة على بر الأمان وثورتنا في روج آفا وشمال سوريا خير مثال لمشروع الحل الديمقراطي للأزمة التي تعصف بسوريا والمنطقة.

-كلمة أخيرة تريدون توجيهها لمتابعينا؟

إن المقومات الأساسية للمجتمع الديمقراطي الحر هو التنظيم والوعي فبقدر ما تسعى المجتمعات للحياة الحرة الكريمة يجب تقوية تنظيمها والتسلح بالوعي الحر والتخلص من جميع النفوذ المقيدة، لذا علينا التحلي بروح المقاومة والنضال في وجه هذه الأنظمة المستبدة.

حاورته: أفين يوسف

زر الذهاب إلى الأعلى