المجتمعمانشيت

طقوس الحياة تُعقَدُ لكَ وحولك يا ريحان كلو

أتصورك جالسة على مقاعد الدراسة تنظرين إلى البعيد محاولة طرد المعلومات من ذهنك لتحلي مكانها ذكريات الأعمام والأخوال ممن قدموا أرواحهم على هذا النهج . أليسوا هم ذاتهم مَن ساروا على درب “المقاومة حياة”؟ ألم ينتشل هؤلاء المجتمع الكردي من رواية القصص إلى نبض الواقع الدافق بالحياة؟ ألم يرسموا الحياة بلون شخصية القائد؟

حلمك أصبح صرخة لا يزال صداها يرنّ في أذُن كل مَن يبحث عن معنى للحياة. ألم يخطر ببالك يوماً أن المواجهة ستتم بينك وبين الحياة؟.

يسير خلودك إلى ساحات التاريخ، يهمس في عقول الناس كما في قلوبهم، وتنتشر كلمة السر, صحيح أن طقوس الجنازة كانت لك يا ” كولان كلو”، لكن طقوس الحياة تُعقَدُ لكَ وحولك، وتطوّق عنقك اليوم وغداً وبعد غد.

كتبت ريحان في مذكراتها: “عندما تريد أن تعيش بسعادة عليك العيش من خلال الروح الرفاقية”. وكتبت أيضاً إلى والدتها مخاطبة إياها: “أمي وحبيبتي اشتقت إليك كثيراً صحيح أن جميع الأمهات بمثابة أمي ولكنك تظلين الأجمل والألطف”.

من هي الشهيدة كولان كلو؟

الاسم الحقيقي: ريحان كلو مواليد قامشلو 17-9-1993

الاسم الحركي: كولان كلو

اسم الأم: جيهان كلو

اسم الأب: محمود كلو

مكان وتاريخ الانضمام: قامشلو 17-9-2011

مكان وتاريخ الاستشهاد: عفرين – راجو 27-1- 2018

الأماكن التي ناضلت فيها: “شنكال– قامشلو– ديريك– سري كانيه- تل تمر– كوباني– عفرين– الشهباء– تل حميس– تل براك- وفي جبال كاري”.

أتممت ريحان كلو خمس دورات تدريبية وأتمتها كلها بتفوق.

قبل انضمامها إلى صفوف وحدات حماية المرأة عملت في مركز محمد شيخو للثقافة والفن ومع الشبيبة الثورية.

أصيبت بجراح خلال المعارك مع الإرهاب مرتين:

المرة الأولى بتاريخ 19-12-2014 في شنكال أثناء مساندتها للسكان في تلك المناطق. وفي المرة الثانية بتاريخ 29-9- 2016 في مناطق الشهباء نتيجة لغم مزروع من قبل الإرهابيين.

كانت الشهيدة ريحان رمزاً للفتاة المناضلة، اتسمت بالاندفاع والعنفوان المختلط بالذكاء، ولطالما ارتسمت على ثغرها ابتسامة عبرت عن روحها الثورية البريئة، وتمكنت الشهيدة من المساهمة بفاعلية في الدفاع عن الشعب والوطن.

دوماً سيبقى صوتها وصوت رفاقها في الأعلى… لننصت لمن علمها أن لا تسكب دمعاً.. لننصت إلى المناضلة الثورية الرقيقة التي تغنت وناضلت من أجل كل الشعوب.. لننصت إلى الأسطورة والبطلة التي لم يفارقها الأمل للحظة بشروق الشمس وانتهاء الكابوس، لقد أعلنت مراراً بقطرات دمها أنها “ستموت مناضلة وشهيدة” وبأن الورقة تحترق لكنها لا تموت.. يتغير لونها فقط من البياض إلى السواد مثل سماء الصيف وقد اغتسلت من نجومها .. فكم من نجوم يا شهيدة تركت من بعدك لتنير ظلمة الليالي الحالكة وتواصل الدرب إلى حيث يكمن الحلم في امتطاء فرس الحرية والتوجه صوبها عبر السبيل الوعر؟!.

زر الذهاب إلى الأعلى