مقالات

طريق استرضاء واشنطن لا يمر عبر اليونان …

يكتبها مصطفى عبدو

تسير الأمور في تركيا بشكل متسارع ومتناقض على حد سواء، بدأت أنقرة قبل فترة بما يشبه بحملة علاقات عامة مستخدمة لهجة مغايرة داعية لطي مشاكل الماضي وفتح صفحة علاقات جديدة، إذ يسابق أردوغان الزمن لتحقيق أكبر قدر من المكاسب الدبلوماسية والاقتصادية لتحسين صورته المشوهة داخلياً وخارجياً والذي من المتوقع أن تطيح بمستقبله السياسي.

 فبالأمس وفي قفزة دراماتيكية على الأحداث، كشف وزيرا خارجية اليونان وتركيا في أثينا عن لقاء سيعقد بين زعيمي البلدين في الشهر الجاري في بادرة تهدئة بعد خلاف دبلوماسي حصل قبل فترة،علامات استفهام متباينة يثيرها اللقاء المرتقب في هذا التوقيت الحرج والمتخبط الذي يمر به تركيا وفي ظل ما يعانيه أردوغان من عزلة دولية وتوتر في العلاقات مع أغلب القوى الدولية على رأسها الولايات المتحدة وكذلك الإقليمية والتي دفع الشعب التركي ولا يزال ثمنا باهظا جراء سياسات أردوغان. وهذا الأمر يفتح باب التكهنات بأن المتغيرات الإقليمية والدولية ربما ستجبر أردوغان للانخراط في مسارات تهدئة تفرضها هذه المتغيرات.

إن الدافع الأبرز من وراء إقدام أردوغان على هذه الخطوة هو محاولة إنهاء العزلة الدولية المفروضة على بلاده، يقينا منه أن الطريق إلى استرضاء واشنطن يمر عبر اليونان متناسياً أن هناك العديد من القضايا الأخرى منها الاستفزازات الأحادية الجانب من قبل تركيا في النزاع حول مطالبات الطاقة في شرق البحر المتوسط، والتدخل العسكري في ليبيا، إلى جانب الأزمة الكردية والأرمينية وحقوق الإنسان وغيرها..

بالمحصلة, فأن انخراط أردوغان في عدة مسارات تهدئة إقليميا ودوليا جاء نتيجة تفاقم الضغوط على تركيا التي باتت تخشى تفاقم عزلتها في ظل إدارة أميركية حازمة في التصدي لأجنداتها التوسعية والتخريبية على عدة جبهات. هذا ويصب أردوغان كل تأملاته وطموحاته على قمة حلف شمال الأطلسي المرتقبة التي ستبحث العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي وسيحضرها أيضا الرئيس الأميركي جو بايدن المتحفظ حيال أنقرة. وكذلك العلاقات التركية الأمريكية التي يصفها أردوغان بأنها في أسوأ مراحلها.

وفي السياق وفي خطوة استباقية وصفها مراقبين بـ “خطوة للوراء” من أردوغان إرضاء لواشنطن قبل قمة حلف شمال الأطلسي، أعلنت أنقرة اعتزامها إعادة خبراء منظومة إس 400 الروسية على لسان وزير الخارجية أوغلو الذي قال أن الخبراء الروس لن يبقوا في تركيا وأن منظومة إس 400 الروسية ستكون تحت السيطرة التركية الكاملة.

زر الذهاب إلى الأعلى