الأخبارالعالممانشيت

ضربة موجعة لطموحات اردوغان في البحر المتوسط

في خطوة تُعتبر ضربة لتركيا, أعلنت الدول المتحالفة تحت غطاء منتدى غاز شرق البحر المتوسط عن تشكيل منظمة إقليمية لمواجهة المضايقات التركية, وتحويل جمهورية مصر رسمياً إلى عاصمة للغاز الطبيعي في المنطقة, إذ تم إبرام اتفاقية بين كلٍّ من ممثلي (مصر واليونان وإيطاليا وقبرص والأردن وإسرائيل) لتحويل منتدى غاز شرق المتوسط رسمياً إلى منظمة إقليمية, وذلك في العاصمة المصرية (القاهرة) خلال اجتماع عبر الفيديو, وحققت هذه الخطوة هدفاً استراتيجياً لمصر في نزاعها مع أنقرة, إذ تصبح بذلك مركزاً إقليمياً للطاقة, وعاصمة غازية رئيسية في شرق البحر المتوسط.

وتشكل هذه الخطوة  ضربةً موجعة  لطموحات الرئيس التركي أردوغان في البحر المتوسط, الذي يحاول تعطيل هذا التعاون بكل الوسائل والطرق المتاحة كتوقيع مذكرتي تفاهم بحرية وأمنية مع حكومة الوفاق الوطني الليبية قبل أشهر واستخدامهما كذريعة لعمليات التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط.

واعتبر مراقبون بأن هذه الخطوة مهمة جداً للسلام والاستقرار في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وستكون كفيلة للوقوف بشكل جماعي بوجه أي عدوان تركي ينتهك حقوق أي من الدول الأعضاء، وخصوصاً لأن تركيا ما زالت تواصل استفزازاتها ضد كل من اليونان وقبرص, وكذلك يهدف تشكيل هذه المنظمة إلى جعل موارد الطاقة دافعاً لإنهاء النزاعات في المنطقة كالصراع الفلسطيني الإسرائيلي, والصراع التركي اليوناني, وفتح آفاق التعاون بشكل مرن بين الدول المنضوية تحت سقفها دون المساس بحقوق الآخرين أو الاستيلاء على ثرواتهم, وبحسب مؤيدي المنظمة فإن أبوابها مفتوحة أمام أية دولة أو منظمة إقليمية أو دولية للانضمام إليها بشرط تبني القيم والأهداف للمنظم والتعاون من أجل رفاهية المنطقة بأسرها دون اللجوء إلى القوة.

وكانت فرنسا قد طلبت الانضمام إلى المنتدى في وقت سابق من هذا العام, وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية مراقباً دائماً، وخصوصاً وأن شركات الطاقة الفرنسية والأمريكية العملاقة قد حصلت بالفعل على تراخيص لاستخراج الغاز في المنطقة، مما يجعل باريس وواشنطن على الأرجح تلجآن إلى قدراتهما العسكرية للدفاع عن مصالح هذه الشركات إذا دعت الحاجة إلى مثل هذه الخطوة في المستقبل, مما يعطي المنظمة المشكلة وزناً دولياً هاماً في المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى