مقالات

صيف 2021


أمين عليكو
دعونا نبدأ من المجرم أردوغان زعيم التنظيمات الإرهابية في المنطقة، فلقد صرح في بداية الأزمة السورية بأنه “سيعمل على إسقاط النظام البعثي، ومن يقتل شعبه هو قاتل وفاقد للشرعية ويجب تقديمه إلى محكمة الجنايات الدولية” انتهى الاقتباس، واليوم تنازل هذا المجرم عن إسقاط بشار الأسد و محاكمته، وتنازل لروسيا و قدم الكثير و الكثير من التنازلات و الاعتذارات منها سقوط الطائرة الروسية، و قتل الشخص الذي أسقط الطائرة، و تخاذل مع المعارضة التي تحولت إلى مرتزقة بأرخص الأثمان. تنازل أردوغان عن دعم القضية الفلسطينية و تصالح مع إسرائيل و توسع في العلاقات معها، وبرغم عدواته لإيران تصالح معها لضرب الكرد في باشوري كردستان و في روج آفا. وعلى الصعيد الدالخلي التركي خطط للانقلاب العسكري و التفجيرات في استنبول و ضرب مطارها وجعلها ذريعة لضرب المعارضة والأحزاب السياسية في داخل تركيا. تنازل هذا الأفّاق عن قيمه و معتقداته الدينية لمعاداة الكرد و وقف أي دعم لـ YPG, YPJ ، ولا نستبعد أن يخرج ويعتذر من بشار الأسد و الرئيس السيسي أيضا.هذه التنازلات و أكثر فقط لأجل:
ـ بقائه في السلطة .
ـ عدم حصول الكرد خاصة ومشروع الإدارة الذاتية على أي دعم دولي .
في النتيجة تنازل أردوغان عن كل شيء فقط لأجل إبادة الكرد، و مخططه بعد احتلال عفرين و تل أبيض و سر كانية و ذهابه إلى منبج و عين عيسى بضوء أخضر روسي فشل تماماً ، و من خلال متابعة التطورات وتحليلها، فإن نهاية اردوغان و مجموعاته الإرهابية ومنها الائتلاف الاخوانجي أصبحت مسألة وقت ليس إلا و ٢٠٢١ سيشهد هذه النهاية.
أما المجلس الوطني الكردي ENKS كأداة وظيفية للأتراك فكل همه محاربة الإدارة الذاتية ومؤسساتها و أحزابها السياسية وعلى رأسها PYD، والهدف زعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي في شمال و شرق سوريا. ENKS اليوم غير مرغوب فيه، حتى عند المناصرين و عامة الشعب، وخاصة بعد زيارة المرتزق نصر الحريري الإرهابي إلى أفراد من عشيرة بارزاني، والتي خلقت معها شرخاً كبيراً جداً و جاء هذا لصالح الإدارة الذاتية و أحزاب الوحدة الوطنية الكردية.
دعوة الجنرال مظلوم عبدي “لأجل تفعيل الحوار الكردي الكردي” الهدف منه قدر الإمكان اخراج المجلس الذي يدّعي الوطنية والكردية من تحت الوصاية الأردوغانية، وهنا نستطيع القول أن هناك نجاح وخطوات عملية في احداث شرخ بين صفوف ENKS ولن يبقى منهم سوى بعض العملاء، نوروز ٢٠٢١ كانت رسالة واضحة لجميع القوى، في الداخل والخارج، القاعدة الشعبية في شمال و شرق سوريا ) ( ROJAVA ) تدعم الإدارة الذاتية ومؤسساتها، فكانت الرسائل من باقي أجزاء كردستان، حيث خروج مئات الآلاف من الكردستانيين برغم كل الظروف الصعبة وحالة القمع و الاعتقالات ….والخ من سياسات أردوغان الإرهابية.
أما الدور الروسي باختصار، فهو العدو الأكبر للقضية الكردية و الداعم الحقيقي للمرتزقة، و روسيا اليوم في موقف صعب جدا، فأثناء العمليات العسكرية في سوريا و الصفقات مع الاحتلال التركي ومرتزقته كانت بحاجة إلى وجود الأسد، ولكن اليوم في موضوع اعمار سوريا أصبح نظام دمشق عبئ كبير على روسيا، لذلك تسعى بأي شكل من الأشكال، اكتساب مناطق جديدة عبر آلة القتل و الحرب التركية في مناطق الإدارة الذاتية لشمال و شرق سوريا.
وإيران تدرك جيداً أن هناك محاولات روسية تركية قطرية لعزلها من الملف السوري، ولكن إيران تعمل على موضوع ولاء السوريين لطهران أكثر من دمشق و نموذجاً بلدة نبل و الزهراء خير مثال على ذلك. واليوم تعمل على تجنيد السوريين تحت مسمى (قوات الأمام علي) في حلب و دمشق وحمص وحماه واللاذقية وطرطوس وسينعكس ذلك على احتمال فتح معارك بعيدة عن روسيا في الباب و اعزاز و باقي المناطق، و ستكون رسالة ايرانية لروسيا والصين و تركيا وقطرعلى أنها موجودة ولا يمكن غيابها بأي حال من الأحوال.
ومن جانبها تعمل الإدارة الأميركية حالياً في إطار التصريحات من هنا و هناك كذلك إرسال رسائل إلى الأطراف مفادها: “لا حل للأزمة السورية في ظل وجود الأسد”، وكلما زاد تعميق الأزمة السورية، ستستفيد منها، وكلنا نعرف أن فرنسا هي أحد وجوهه أميركا الجميلة في العالم وتعمل أيضاً عبر تفعيل دور باريس في بعض الملفات ومنها في سوريا لمواجهة تحديات أردوغان في المنطقة بشكل عام.
اذاً نحن أمام صيف ساخن جداً ٢٠٢١ ، وإنهاء دور أردوغان بشكل كبير جدا، وإعادة النظر في السياسات الروسية في سوريا بضغط أميركي، وسيكون للجامعة العربية دور مهم في سوريا. و لنكون على قدر استحقاقات المرحلة فعلينا العمل للحفاظ على مكتسبات ثورة ١٩ تموز وتعزيز التعاون بين مكونات المجتمع السوري و تنظيمهم بسرعة كبيرة، وتطوير المنظومة العسكرية وخاصة في الشهباء و حلب، ومن المتوقع أن “المرحلة القادمة مقبلة على فتح جبهات عسكرية في أغلب المناطق السورية .

زر الذهاب إلى الأعلى