الأخبارمانشيت

صحيفة POLITICO: بقاء القوات الأمريكية في سوريا حتى مع سعي بايدن لإنهاء الحروب الأبدية

أفادت صحيفة POLITICO الأمريكية بأن إدارة الرئيس (بايدن) ستقوم بسحب جميع القوات الأمريكية من أفغانستان وتحويل مهمة تلك القوات في العراق من قتالي إلى استشاري, مع الإبقاء على ما يقرب من 900جندي أمريكي في سوريا لمواصلة الدعم وتقديم المشورة لقوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل تنظيم داعش.

وبحسب أحد كبار المسؤولين بإدارة الرئيس (بايدن) شريطة عدم الكشف عن اسمه قال للصحيفة: لا أتوقع أية تغييرات في الوقت الحالي على المهمة الأمريكية  في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس (جو بايدن) إلى إنهاء الحروب الأمريكية إلى الأبد في العراق وأفغانستان، فقد كشف مسؤولو وزارة الدفاع والإدارة الأمريكية للصحيفة أن الإدارة الأمريكية ليس لديها الآن أية خطط لإجراء أية تغييرات على العملية العسكرية الأمريكية في سوريا, حيث قال نفس المسؤول الكبير في الإدارة: في سوريا ندعم قوات سوريا الديمقراطية في قتالها ضد داعش. لقد كان ذلك ناجحاً للغاية وسنواصل ذلك.

وكذلك أوضح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية للصحيفة بأنه لم يرافق أي جندي أمريكي القوات المحلية في دوريات قتالية في العراق أو سوريا, مشيراً إلى أنه منذ عام 2014 كان الهدف هو بناء قدرات القوات المحلية في كلا البلدين لمحاربة داعش بشكل مستقل.

وأضاف: إن الشريك المحلي الأساسي للولايات المتحدة (قوات سوريا الديمقراطية) كان في طليعة العمليات القتالية ضد تنظيم داعش, حيث قدمت الولايات المتحدة وقوات التحالف الدعم من بعيد.

كما أكدت الصحيفة  بأن المهمة العسكرية الأمريكية في سوريا لها تداعيات واسعة تتجاوز بكثير قتال داعش وذلك بسبب تعدد المصالح الأجنبية في سوريا, وبالأخص الروسية والإيرانية, وقد أفاد (ويل تودمان) الزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بأن وجود القوات الأمريكية يمنع الحكومة السورية المدعومة من روسيا من الوصول إلى حقول النفط والموارد الزراعية في شمال وشرق سوريا، ويعمل على إعاقة هدف إيران المتمثل في إنشاء ممر جغرافي يربط بين طهران ولبنان والبحر الأبيض المتوسط.

وأضاف تودمان قائلاً: إن الحفاظ على القدرة على عرقلة الجهود الإيرانية لنقل الأسلحة  إلى سوريا هو جزء مهم من أسباب الوجود الأمريكي هناك؛ لأن إيران تستفيد من عدم الاستقرار المستمر.

وأكدت الصحيفة بأن إدارة (بايدن) تركّز أكثر على الاستقرار وإدارة الصراع في المنطقة، مستشهدة بحديث (آرون لوند) الزميل في مؤسسة القرن, الذي قال للصحيفة: لا توجد طريقة نظيفة وآمنة وغير مثيرة للجدل لمغادرة القوات الأمريكية للمنطقة, والفارق المهم بين العراق وسوريا هو أن الشريك السوري المحلي (قوات سوريا الديمقراطية) يريد بقاء قوات الولايات المتحدة جزئياً كضامن ضد هجمات روسية محتملة, أما في العراق فيشكل الوجود الأمريكي مأزقًا سياسياً للكاظمي الذي يواجه ضغوطاً من الفصائل المرتبطة بإيران في حكومته لإجبار الأمريكيين على المغادرة.

وأوضحت الصحيفة وفقاً لخبراء بأن أي تغيير كبير في الموقف العسكري الأمريكي بالعراق من المرجح أن يعقّد الوضع في سوريا، لا سيما وأن الطريق الرئيسي لوصول الولايات المتحدة إلى قواتها في شرق سوريا يمر عبر الحدود مع العراق, وهو ما أكده (ميك مولروي) المسؤول الكبير السابق في البنتاغون لشؤون سياسة الشرق الأوسط قائلاً: إذا تم سحب (أصول الدعم) الأمريكية لسوريا التي تأتي من العراق، بما في ذلك إمدادات المعدات والأفراد, فقد يؤثر ذلك على مهمة الولايات المتحدة في سوريا.

وحول احتمالية تأثر المهمة الأمريكية في سوريا جراء أية تغييرات في التواجد الأمريكي بالعراق, أوضح (جون كيربي)المتحدث باسم البنتاغون للصحيفة بالقول: بالنسبة للقرارات التي قد تخرج عن المحادثات الأمريكية مع العراق والتي يمكن أن تؤثر على المهمة الأمريكية  في سوريا، فأنا لا أعرف, ولكن من الواضح أن مهمة القتال ضد تنظيم داعش مستمرة.

كما أشارت الصحيفة إلى أن الجنرال (فرانك ماكنزي) قائد القيادة المركزية الأمريكية قد أوضح في وقت سابق بأن وجود القوات الأمريكية في سوريا وفر عنصر استقرار في الدولة التي مزقتها الحرب, وانسحاب القوات الأمريكية من هناك هو أمر يجب إلقاء نظرة عليه, واحتساب عواقبه.

زر الذهاب إلى الأعلى