الأخبارمانشيت

صحيفة Jerusalem Post ترجح مسؤولية تركيا عن احتجاجات منبج

سلطت صحيفة (جورساليم بوست ) الضوء على الاحتجاجات التي اندلعت في مدينة منبج, ورجحت أنها لم تحصل اعتراضاً على التجنيد الإلزامي كما يروج لها, وإنما أشارت إلى ضلوع  تركيا بافتعال هذه التوترات ضد الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا, وكذلك نظام الأسد المستفيد من ذلك, وحمّلت الأمم المتحدة مسؤولية تردي الواقع الاقتصادي في مناطق الإدارة الذاتية بسبب بقاء المعابر الحدودية مغلقة.

حيث أفادت الصحيفة أن الحكومة التركية تروج لتوجهها إلى المصالحة مع الولايات المتحدة قبل اللقاء المرتقب لأردوغان مع الرئيس الأمريكي (جو بايدن), فبعد سنوات من مهاجمتها لواشنطن واحتجاز ومضايقة المواطنين الأمريكيين، واتهامها لأمريكا بالتخطيط لمحاولة انقلاب عام 2016، وكذلك تهديد الجنود الأمريكيين في سوريا, وشراء تركيا لمنظومة S-400 الروسية المخالفة لمبادئ حلف الناتو، وأيضاً تأجيجها للصراعات سوريا والعراق وليبيا وأذربيجان، واتباع تركيا لسياسة نشر التطرف بين الشباب لتنفيذ هجمات إرهابية, وأيضاً استضافتها لقادة حركة حماس وتهديد إسرائيل واليونان, كل ذلك جعل أنقرة في حالة عزلة دولية, ولكن يبدو أن حكومة أردوغان تريد الآن أصدقاءً وحلفاءً مرة أخرى, ومن أجل ذلك يرجّح بأن لأنقرة يدٌ في إثارة الصراع وتأجيج الفتنة في منطقة حساسة من سوريا تسمى (منبج).

وأشارت الصحيفة إلى قيام تركيا على مدار السنوات السابقة بمحاولة تحريض العرب السوريين على محاربة قوات سوريا الديمقراطية من أجل إضعاف وتفكيك الإدارة الذاتية الديمقراطية بشمال وشرق سوريا بعد فشلها بذلك عسكرياً, وكذلك جعل السوريين يقاتلون بعضهم البعض، وإلهائهم عن الهدف الأساسي للحراك السوري المتمثل بمحاربة نظام الأسد, والاستفادة من ذلك لتوسيع احتلالها للأراضي السورية.

وأوضحت الصحيفة بأنه خلال حقبة الرئيس ترامب حاولت تركيا إقناع ترامب بأنها ستحارب تنظيم داعش في سوريا إذا غادرت الولايات المتحدة, ولكن القادة الأمريكيون السابقون والقادة الأمريكيون المحليون يعرفون أنه لا يوجد دليل على أن تركيا تقاتل داعش, وأن معظم أعضاء داعش الأجانب دخلوا إلى سوريا عبر تركيا, ثم فر الكثير منهم إلى تركيا, وقد تم العثور على زعيم داعش (أبو بكر البغدادي) بالقرب من الحدود التركية في إدلب في عام 2019, وهناك تقارير تفيد بأن تركيا أعطت المعلومات لأمريكا حول مكان وجود البغدادي مقابل موافقة إدارة ترامب على الهجوم التركي الذي استهدف سري كانيه وكري سبي في2019 ، بعد الانسحاب الأمريكي من المدينتين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاحتجاجات التي اندلعت في منبج كانت ضد التجنيد الإلزامي كعنوان, ولكن ليس من الواضح تماماً أن ذلك هو سبب الاحتجاجات الرئيسي, لأن نظام الأسد يقوم بتجنيد السوريين، وكذلك تقوم تركيا بتجنيد السوريين للقتال في أذربيجان وليبيا كمرتزقة، وغالباً ما تتركهم هناك بدون أجر, وهذا يثير تساؤلات حول الاعتراض على التجنيد الإلزامي أم أنها محاولاتٌ لتركيا وغيرها من أجل تقويض الإدارة الذاتية الديمقراطية من خلال تحريض السكان المحليين عليها.

وكذلك سلطت الصحيفة الضوء على اشتكاء المحتجين في منبج من الفقر, وأوضحت أسباب الأزمة الاقتصادية بشمال وشرق سوريا التي أدت إلى الفقر, حيث أوضحت الصحيفة أن الأمم المتحدة أغلقت المعابر عبر الحدود إلى شمال وشرق سوريا في السنوات الأخيرة, وأدى ذلك إلى تعزيز نظام الأسد وإضعاف اقتصاد شمال وشرق سوريا, وإبقاء شمال سوريا معتمداً على أنقرة, ويتزامن كل هذا مع احتمالية قيام الولايات المتحدة بتخفيض الدعم المخصص لقوات سوريا الديمقراطية, وإلغاء الامتياز النفطي لشركة أمريكية لاستثمار النفط لصالح الإدارة الذاتية, وقد يكون هذا كله بسبب الضغط التركي.

وأيضاً نوهت الصحيفة إلى قيام تركيا بتعزيز دورها العسكري في إقليم كردستان العراق، واحتلت مناطق جديدة وهددت باجتياح سنجار ومناطق أخرى من أجل فصل شمال وشرق سوريا تماماً عن العراق, لأن تركيا لا تريد تصدير النفط السوري إلى العراق, بينما كانت تشتري نفط تلك المنطقة من تنظيم داعش خلال سيطرته على المنطقة, ذلك من أجل قطع أية عائدات اقتصادية عن الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية, وهذا يعني أن الحصار الاقتصادي الذي تقوم به تركيا على المنطقة هو لتجويع الناس وتشجيع الاحتجاجات ضد قوات سوريا الديمقراطية في أماكن مثل منبج, وأيضاً هو نتيجة لعمل المجتمع الدولي مع نظام الأسد, كون منبج على تماس مع مناطق سيطرة قوات الأسد والمناطق الخاضعة لسيطرة تركيا.

وأضافت الصحيفة:

الجانب الآخر من هذه القضية هو أن أحد التناقضات المتأصلة في السياسة الأمريكية مع قوات سوريا الديمقراطية هو إضعاف الوجود العسكري الأمريكي في المناطق الكردية من سوريا والتركيز على المناطق العربية, مما يعني أن هدف تركيا على ما يبدو هو إخراج قوات سوريا الديمقراطية من المناطق الكردية ودفعها باتجاه المناطق العربية حول الرقة والفرات حيث يتركز تواجد القوات الأمريكية, بحيث يمكن لتركيا وإيران والنظام السوري محاولة انتزاع تلك المناطق العربية من الولايات المتحدة عبر تشجيع القبائل المحلية على مقاومة قوات سوريا الديمقراطية, وبسبب الحصار الاقتصادي الدولي ستواجه قوات سوريا الديمقراطية الكثير من التحديات, وقد تكون احتجاجات منبج أول محاولة من قبل أنقرة للحد من نفوذ قوات سوريا الديمقراطية.

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن وسائل الإعلام في أنقرة تستبشر بزيارة المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا إلى تركيا, وأنها تنشر قصصاً ملفقة عن معارضة الشعب السوري بشمال وشرق سوريا لقوات سوريا الديمقراطية، مما يشير إلى دور أنقرة في هذه الأحداث وسعيها للاستفادة منها.

زر الذهاب إلى الأعلى