الأخبارالعالممانشيت

صحيفة سويسرية: الاتحاد الأوروبي فقد احترامه لذاته برضوخه لأردوغان

أوضحت صحيفة (Neue Zürcher Zeitung) السويسرية الناطقة باللغة الألمانية بأن رئيسة المفوضية (أورسولا فون دير لاين) ورئيس المجلس الأوروبي (تشارلز ميشيل) وقعا في فخ  خلال زيارتهما لأنقرة الأسبوع الماضي, واصفةً ذلك أنه بمثابة خضوع قادة الاتحاد الأوروبي لنظام أنقرة الاستبدادي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه وبعد أن وصف رئيس الوزراء الإيطالي (ماريو دراجي) لأردوغان الأسبوع الماضي بأنه ديكتاتور, قام أنصار أردوغان الغاضبون في تركيا بإحراق الأعلام الإيطالية أو ألقوا عبوات (السباغيتي) في حاويات القمامة , وإعلامياً كان مثل هذا السلوك متوقعاً, ففي بعض الأحيان كان أنصار أردوغان يسكبون النبيذ الأحمر الفرنسي على الطرقات التركية, أو يقومون بطرد الماشية والأبقار الهولندية من بلادهم عندما يقوم السياسيون الأوروبيون بانتقاد حكومة أنقرة.

وأضافت الصحيفة أنه بعد الزيارة الفاشلة التي قامت بها رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي (أورسولا فون دير لاين) ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي (تشارلز ميشيل) إلى تركيا، قام رئيس وزراء إيطاليا  (دراجي) بتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية, فعلى الرغم من أن تركيا لا تزال لديها (معارضة برلمانية ومجتمع مدني شجاع), ولم تنزلق البلاد بالكامل بعدُ إلى الديكتاتورية, لكن أردوغان الذي يمسك بزمام الأمور في البلاد هو بلا شك (ديكتاتور بطبيعته), وهذا ما أكده رئيس الوزراء الإيطالي والرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي, وهو ما يؤكده الكثيرون في الاتحاد الأوربي لكنهم لا يجرؤون على قوله.

كما أكدت الصحيفة بأنه من المؤسف أن الإهانة التركية الموجهة المقصودة ضد (فون دير لاين) غاب الحديث عنها أو حتى الاعتذار من حصولها عن محتوى المحادثات التي دارت, وأضافت الصحيفة أن قادة الاتحاد الأوروبي سافروا إلى السلطان التركي كسعاة بريد لعرض سياسة استرضاء مشكوك فيها للغاية, ولسان حالهم يقول:

 يجب التفاوض مع أردوغان بشأن ضمانات أمنية في شرق البحر المتوسط, ​​واستمرار الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي, ومنع أنقرة من بدء حرب في بحر إيجه, أو التلويح بورقة توجيه ملايين اللاجئين السوريين إلى أوروبا.

كما أكدت الصحيفة بأن أردوغان يعرف كيف يبتز الاتحاد الأوروبي, من خلال تخفيفه من حدة التصعيد مقابل يقينه بأن الاتحاد الأوروبي سيعرض عليه توسيع  اتفاقية الجمارك والمرافق الأخرى, وإذا قام أردوغان بإعادة المهاجرين في الجزر اليونانية إلى تركيا فسيتقاضى مليارات اليوروهات الإضافية من المساعدات, وستضاف إلى حسابات أردوغان المالية مما  سيمكنه من الاستمرار في زيادة تمويل الحماية الخاصة به, وسياسته هذه ستؤتي ثمارها, ولم تعد السياسية الداخلية التي يتبعها ضد حقوق الإنسان تلعب دوراً في هذه المعادلة, فقد سُمح ل(فون دير لاين وميشيل) بالمناقشة عبر بضع كلمات في أنقرة حول انسحاب التركيا من اتفاقية اسطنبول لحماية المرأة, و حول قيامها بإسكات وقمع المعارضة التركية, لكن مع أردوغان فإن مثل هذه الدعاوى القضائية والانتهاكات ليست لها جدوى لأن الاتحاد الأوروبي يرضخ لابتزازاته, لذلك فإن عقوبات مثل تلك التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا في قضية (نافالني), على أساس انتهاكات حقوق الإنسان التي قام بها المسؤولون الروس ليست متوقعة ضد تركيا أو أردوغان.

واختتمت الصحيفة:

سيبقى مشهد جلوس رئيس مستبد وماكر مع رئيس مجلس أخرق على كرسيين مزينين بالذهب في أذهان الجمهور لفترةٍ طويلة كرمزٍ لاتحاد أوروبي يسهل ابتزازه وتقسيمه بواسطة نظام استبدادي, لكن الفضيحة الحقيقية هي أن القادة الأوروبيون أمضوا وقتًا طويلاً وهم يهددون أردوغان بعقوبات اقتصادية, ولكن السؤال هو:

هل يمكن أن نتخيل ما مدى جرأة دول الاتحاد الأوروبي التي تتحدث مع العالم عن المساواة, ويسمحون لأنفسهم بالانحطاط إلى متوسلين لمستبد؟ ورغم أن قيم الاتحاد الأوروبي هي صيانة حقوق الإنسان, إلا أن  الحقيقة في الوقت الحالي ومع أردوغان هي خلاف ذلك.

https://www.nzz.ch/meinung/erdogans-tuerkei-die-eu-hat-ihre-selbstachtung-verloren-ld.1611627?mktcid=smch&mktcval=fbpost_2021-04-14&fbclid=IwAR154C2jBDFyeQQ9TjraQnpfkY8xcqVySAL5uZyuLw3yr0W6H0nnHLzP0Jc

زر الذهاب إلى الأعلى