الأخبارمانشيت

صحيفة بيلد: هل يرقص اردوغان قريبًا على صفارة بوتين

يوم الأربعاء فتحت تركيا وروسيا رسمياً خط انابيب الغاز القادم من روسيا عبر البحر الأسود “تورك ستريم” في إسطنبول بحضور الرئيس الروسي بوتين الى جانب اردوغان ، بالرغم من ان اهتمام بوتين الأساسي كان منصباً على افتتاح خط الغاز الروسي إلا ان الأزمة الإيرانية الجديدة والسورية والليبية القديمة كانت ضمن المحادثات وبرنامج الزيارة ، والى أي مدى يمكن لبوتين استخدام تركيا العضو في حلف الناتو وفق مصالح بلاده ؟
صحيفة بيلد الألمانية الشهيرة تسأل في ضوء الاعتماد التركي المتزايد على روسيا فيما يتعلق بإمدادات الطاقة مثلاً ، هل مازال بإمكان الرئيس التركي اردوغان تحمل التناقضات ؟
وتضيف الصحيفة جوابها على السؤال ، أنقرة التي تعاني الجوع المزمن في الطاقة بسبب نقص احتياطياتها من الطاقة وعليها استيراد جزء كبير من الطلب ، ولذلك هناك قلق متزايد من أن أردوغان يضطر بشكل متزايد للرقص على هوى بوتين.
ففي سوريا على سبيل المثال: تعتبر أنقرة الرئيس السوري بشار الأسد تهديدًا لها وبوتين هو حليف الأسد الأقوى. في الحرب الأهلية السورية (التي خلفت 500000 قتيل) ، ويقاتل الروس جنبًا إلى جنب مع إيران ضد المعارضين دون أي اعتبار للمدنيين ، ولا حتى الأطفال . 
وتقول بيلد انها علمت من الأوساط الدبلوماسية في أنقرة: لم يكن من قبيل الصدفة أن ظهر بوتين لأول مرة في زيارة دولة للرئيس السوري بشار الأسد في دمشق قبل يوم من اجتماعه بأردوغان.
بوتين يريد الاستفادة من الاضطرابات في إيران والعراق وليبيا ” لجمع الرؤساء المعادين لبعضهم “أردوغان والأسد” ، كما تقول الدوائر الدبلوماسية. وهو يعمل “دور الوسيط” لان ذلك منطقي من وجهة نظر الكرملين ، لأن قوة الولايات المتحدة الأمريكية ونفوذها سوف يتم إعادة ترتيبها في المنطقة.
في الجانب الآخر يتعرض اردوغان لضغوط من شركاء تركيا في الناتو لانه يتأثر بشكل متزايد بموسكو من حيث السياسة الخارجية ، حيث انتقدت واشنطن بشكل خاص تركيا بعد شرائها أنظمة روسية مضادة للطائرات من طراز S-400 .
لعب الوضع في ليبيا أيضًا دورًا في محادثات بوتين مع أردوغان. لان موسكو وأنقرة على طرفي نقيض من الصراع الليبي ، وكل دولة تقف الى جانب الطرفين المتخاصمين هناك .
تركيا التي تدعم حكومة السراج في طرابس بينما تدعم روسيا قوات الجنرال المعارض خليفة حفتر ، وبالرغم من هذه التناقضات انقرة أعلنت مؤخراً إرسالها أول دفعة من جنودها الى ليبيا ، هذه الخطوة لاقت تنديد وانتقادات دولية كبيرة ومن مختلف العواصم .
صحيفة بيلد كتبت ايضاً ان بوتين وأردوغان يستعدان لإظهار أنفسهم بانهم صانعان للسلام فقد دعا أردوغان وبوتين إلى وقف القتال في ليبيا وطالبا بايجاد حل للأزمة في شمال إفريقيا يوم الأحد.
ألمانيا التي تحاول تنظيم قمة حول الأزمة الليبية في برلين في الأسابيع القادمة، ولكن بشرط وقف إطلاق النار في البلد الأفريقي ، وبهذا الخصوص أوضحت بيلد ان الرئيس التركي اردوغان سوف يحضر المؤتمر اذا ما حضر الرئيس الروسي بوتين حسب تصريح دبلوماسي ، هذا ومن المقرر ان تقوم المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل بزيارة موسكو يوم السبت القادم لإجراء محادثات مع بوتين بخصوص الأزمة الإيرانية والليبية .

زر الذهاب إلى الأعلى