الأخبارمانشيت

صحيفة(ناشيونال أنترست): اجتماع وزيري خارجية البلدين فرصة للولايات المتحدة لإخبار تركيا أن هذا يكفي

أشارت صحيفة (ناشيونال أنترست) الأمريكية إلى أن وزير الخارجية التركي (مولود جاويش أوغلو) سيزور واشنطن في منتصف الشهر الحالي وأن هدف هذه الزيارة هو تحقيق أهداف سياسية مرغوبة بشدة لدى أنقرة.

وجاء في الصحيفة:

يجب خفض التوقعات بشأن ما ستحققه أنقرة من مكاسب ويجب أن تكون إدارة الرئيس (بايدن) حذرة للغاية في تلبية رغبات تركيا، وإذا كان جاويش أوغلو يتوقع التوصل إلى تسوية مع نظيره الأمريكي فيجب على تركيا أن تجعل سياستها الخارجية أقرب إلى موقف حلفائها الغربيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا أحبطت شركائها الغربيين في سعيهم لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي على مدى العقد الماضي من خلال تسهيل عبور الإرهابيين من تركيا للانضمام إلى صفوف التنظيم، بالإضافة إلى الدعم التركي المباشر للجماعات الإرهابية الأخرى المرتبطة بالقاعدة مثل (هيئة تحرير الشام).

وأضافت:

من المرجح أن يناشد (جاويش أوغلو) نظراءه في وزارة الخارجية الأمريكية كي يفعلوا المزيد للسماح لتركيا بالحصول على طائرات F-16, وسيحاول (جاويش أوغلو) إقناع واشنطن بالسياسة الجديدة لتركيا التي تسعى إلى شرعنة نظام الأسد، وهو الأمر الذي تعارضه الولايات المتحدة من حيث المبدأ وبموجب القانون.

ورجحت الصحيفة ألا تتحقق طلبات تركيا، مشيرةً إلى أن واشنطن يجب أن تطالب أنقرة بالتوقف عن دعم الكيانات المتطرفة في سوريا وعلى الأخص هيئة تحرير الشام وأن تكف عن مواصلة تهديدها بغزو بري جديد يستهدف الكُرد السوريين.

وتابعت:

تُواصل أنقرة توفير الملاذ الآمن لحركة حماس داخل تركيا من خلال توفير مساحات مكتبية لها وجوازات سفر لقادتها، يجب على وزير الخارجية “أنطوني بلينكين” أن يطلب من نظيره التركي تصنيف حركة حماس ككيان إرهابي وأن تنهي تركيا علاقتها معها، وسيكون هذا هو الحد الأدنى الذي يمكن أن تفعله أنقرة لإقناع حلفائها الغربيين بأنها جادة في كبح جماح دعمها للمنظمات الإرهابية، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تبدأ بها المفاوضات لإزالة تركيا من القائمة الرمادية للدول التي تشارك في غسيل الأموال وتمويل الكيانات الإرهابية، كما يحتاج أردوغان أيضاً إلى إنهاء دوره المفسد في حلف الناتو من خلال السماح للبرلمان التركي بالمصادقة على عضوية فنلندا والسويد في الناتو.

ورأت الصحيفة بأنه يجب عدم الاستسلام للمطالب غير المعقولة التي تهدف إلى خدمة احتياجات أردوغان السياسية الداخلية. فأردوغان يتمسك بكل قشة ليجعل نفسه مناسباً للناخبين، إذ يعتبر اتخاذ موقف صارم من عضوية السويد في الناتو إجراءً قصير المدى يُظهر للناخبين الأتراك أن أردوغان يحاسب الدولة الاسكندنافية على دعمها للكرد، وهذا هو نفس السبب الذي يجعل تركيا تهدد بغزو سوريا ومحاربة الكرد الذين تركزت أعمالهم فقط على محاربة تنظيم داعش، ويجب أن يكون بلينكن صريحاً للغاية مع جاويش أوغلو.

وقالت أيضاً: إذا كانت واشنطن ستستمع إلى مطالب تركيا، فمن واجب أنقرة أن تتصرف كحليف إلى الأبد، وهذا يعني ضمانات تركية غير مشروطة بأن غزو سوريا لن يحدث، وأن تتوقف تركيا عن التضييق على العضوية السويدية والفنلندية في الناتو وأن يصنف أردوغان حركة حماس ككيان إرهابي ويطرد أعضاءها من تركيا، ويجب على أنقرة تقديم ضمانات بإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة مع السماح لمرشحي المعارضة مثل عمدة اسطنبول (أكرم إمام أوغلو) بالترشح دون عوائق (بدلاً من السجن)، وأن تتخذ تركيا تدابير فعالة لإعادة تأكيد سيادة القانون واستقلال القضاء في البلاد من خلال إطلاق سراح السجناء السياسيين مثل الناشط في مجال حقوق الإنسان (عثمان كافالا) والرهائن السياسيين, وأخيراً يتطلب الأمر من أنقرة أن تثبت بشكل لا لبس فيه أنها حليف في الناتو من خلال تجريد نفسها من نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400 وتنفيذ المزيد من العقوبات ضد موسكو بما يتوافق مع شركائها الغربيين، وبالمختصر يمثل اجتماع وزراء السياسة الخارجية للبلدين فرصة للولايات المتحدة لإخبار تركيا أن هذا يكفي.

زر الذهاب إلى الأعلى