PYDروجافامانشيت

صالح مسلم: رغم أننا شركاء التحالف الدولي لكن تركيا تلصق بنا تهمة الإرهاب

قال (صالح مسلم) الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD لصحيفة الشرق الأوسط: إن الدعاية التركية المكثفة والمتواصلة منذ سنوات عن تبعية حزب الاتحاد الديمقراطي PYD لحزب العمال الكردستاني (الذي صنفته دول الغرب إرهابياً إرضاءً لتركيا) الهدف منها هو اتهام هذا الحزب بالإرهاب. مؤكداً بأنهم يؤمنون أن حزب العمال ليس إرهابياً، ووضعه على قائمة الإرهاب كان نتيجة مطالب وضغوط تركية.

محاولات تركيا لإلحاق حزبنا بحزب العمال هدفها جعله إرهابياً

وأضاف مسلم للصحيفة:

إن إلحاق حزبنا بحزب العمال الهدف منه هو إلصاق تهمة الإرهاب بحزبنا؛ تمهيداً لشن الحرب عليه.

وأوضح “مسلم”: صحيح نحن متقاربون أيديولوجياً ونستمد أفكارنا واستراتيجيتنا من أفكار ونظريات السيد عبد الله أوجلان، لأنه قائد كردي وعالمي، ولكننا لسنا مرتبطين بحزب العمال عضوياً أو تنظيمياً بأي شكل من الأشكال، وإنما تجمعنا فلسفة مشتركة.

تركيا تعادينا لأننا لم نقبل أن نكون مهمشين أو ملحقاً للمعارضة

وأشار (صالح مسلم) إلى أنه قام بعدة زيارات لتركيا في بدايات الأزمة السورية، وأنه التقى كبار مسؤولي وزارة الخارجية التركية. موضحاً بأن تلك اللقاءات كانت بمثابة محاولات لبناء علاقات بين الطرفين، وأضاف قائلاً:

كان أول لقاء مع السفير التركي لدى سوريا، وجرى في العاصمة المصرية القاهرة سنة 2012، ثم تطورت الاتصالات وتمت دعوتي رسمياً من قبل الخارجية التركية، وتمحورت لقاءاتنا حول إلحاق حزب الاتحاد الديمقراطي وقواته العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية) بصفوف المجلس الوطني السوري آنذاك، ثم بالائتلاف السوري المعارض لاحقاً، وتهميش دورنا واعتبارنا ملحقاً لا أكثر، كما عقدت عدة لقاءات مع مسؤولين في الائتلاف السوري المعارض، وطلبت منهم بشكل مباشر أن يكتبوا في برنامجهم السياسي عن حل القضية الكردية بشكل عادل في إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً، لكنهم رفضوا حتى الإشارة إلى وجود قضية كردية، وأعتقد أن هذا الرفض كان مرده ضغوط تركيا.

أي تقارب بين سلطة دمشق وتركيا هو أشبه بزواج قسري ومصيره الطلاق حتماً

وحول الأنباء عن احتمالية حصول تقارب ومصالحة بين النظام التركي وسلطة دمشق في وقت قريب، شبه مسلم اللقاءات الأمنية التي تمت بين الطرفين بالزواج القسري، قائلاً: الأطراف التي تسعى لإتمام هذا الزواج سواء أكانت روسيا أو إيران تعلم وتدرك أنه لن يدوم ومصيره الحتمي الطلاق، فالتناقضات كبيرة بين دمشق وأنقرة، وإذا كان هذا التقارب يحقق الحل السياسي فهو مرحَّب به، وإذا وضع حداً لهذه الحرب فهو مرحَّب به، لكن لا أعتقد أن هذا التطبيع سيتطور ويأخذ شكل العلاقات الودية كسابق عهدها قبل 2011 لوجود تناقضات وخلافات كبيرة بين الدولة السورية وتركيا، وهي أعمق بكثير من أن تقفز فوق كل شيء لمحاربة الإدارة الذاتية وجزء من الشعب السوري.

خلافاتنا مع النظام سياسية أكثر مما هي خدمية أو قانونية

وأكد صالح مسلم بأن الإدارة الذاتية لم تعقد أية اجتماعات مع مسؤولي السلطة السورية منذ قرابة عامين. مشيراً إلى حصول لقاءات عسكرية وأمنية مباشرة بين «قوات سوريا الديمقراطية» والقوات النظامية السورية برعاية القوات الروسية، وأضاف قائلاً:

كانت هناك محاولات روسية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، ولكن النظام السوري رفض تشكيل لجان مشتركة وتطوير تلك المباحثات، وما تم طرحه حول تطوير قانون الإدارة المحلية (107) كان في الإعلام فقط، ولم نبحث في لقاءاتنا المباشرة هذه القضايا. مشيراً إلى أن الخلافات مع النظام هي سياسية أكثر مما هي خدمية أو قانونية.

وفيما يخص قانون الإدارة المحلية قال “مسلم”: قانون الإدارة المحلية عبارة عن تشريع إداري وليس مادة دستورية وتقتصر مهامه على الجوانب الخدمية، ورغم ذلك يرفض النظام تطبيق روح القانون، والشعب السوري لن يرضى بأي حل إذا لم يحقق مبدأ مشاركة المواطن في صناعة القرار السياسي الصادر من المركز، فغياب المشاركة السياسية هو الذي أدى إلى استفحال الأزمة السورية.

نحن لم نقم باستدعاء أية قوة دولية إلى مناطقنا

وحول تواجد القوات الأمريكية والروسية في مناطق الإدارة الذاتية أكد “صالح مسلم” بأنهم لم يطلبوا مجيء لا الأميركيين ولا الروس، وقال: التحالف الدولي تشكل لمحاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق، وأثناء معركة (كوباني) عام 2014 عرضوا علينا التعاون ودعم وحدات حماية الشعب الكردية المدافعة عن المدينة، كما بحث التحالف عن شركاء سوريين آخرين وشكّل معسكرات ودرّب فصائل معارضة، ولكن بعد تسليحها ودخولها إلى سوريا انضم عناصرها إما لجبهة النصرة التي هي ذاتها (هيئة تحرير الشام) اليوم، أو لتنظيم «داعش» الإرهابي، لذلك لم يجدوا شريكاً حقيقياً، وبينما نحن كنا ندافع عن مدينتنا ومناطقنا عرضوا علينا التعاون والشراكة في محاربة التنظيم، وهنا أريد الإشارة إلى أن وجود قوات التحالف الدولي يساعد في عمليات دعم الاستقرار، وستلعب دوراً رئيسياً في دعم الحلول السياسية مستقبلاً، أما القوات الروسية فهي موجودة بدعوة رسمية من السلطة السورية منذ سنة 2015 ووجودها في شمال وشرق سوريا جاء بعد العمليات التركية واحتلال مناطقنا الكردية.

ضغوط إقليمية تمنع إشراكنا في أُطر المعارضة السورية

وبالنسبة لعدم تواجد حزب الاتحاد الديمقراطي «PYD» في أية منصة أو إطار للمعارضة السورية، أوضح مسلم قائلاً:

إن مبادئ حزبنا  لم تتغير، وأهدافه لم تتبدل، كنا نبحث عن شركاء في المعارضة، ومع بداية الثورة كان أمامنا خياران، أولهما «إعلان دمشق»، وكنا ندرك ما هو هذا الإعلان الذي تأسس سنة 2005 وحظي بتأييد «جماعة الإخوان المسلمين»، حاولنا في ذلك الوقت التعاون والانضمام إلى هذا الإطار المعارض لنكون جزءاً منه، لكنهم رفضوا بسبب رفض الجماعة التي كانت تهمين على ذلك الإطار والتي كانت موجودة في تركيا وتأخذ أوامرها منها، أما ثاني الخيارات فكان «هيئة التنسيق الوطنية» وكان حزبنا من مؤسسيها، فبعد انطلاق الاحتجاجات السلمية ضد النظام كانت الثورة بحاجة إلى قادة سياسيين، والجهات التي أسست الهيئة كانت معروفة لدى الأوساط المعارضة وبينها «حزب العمل الشيوعي» و«حركة الاشتراكيين» و«حزب البعث الديمقراطي» وآخرون، وكان موقف هؤلاء معارضاً للنظام الحاكم، فتحالفنا معهم وأسسنا الهيئة في أواخر 2011.

وأضاف مسلم:

كنتُ نائباً لرئيس «هيئة التنسيق الوطنية» وبقينا فيها حتى سنة 2014، ولأكون صريحاً أكثر بحكم وجودنا داخل هذا الإطار يمكن القول إن المعارضة لم تستطع التخلص من العقلية الشوفينية العربية، وكانت «الهيئة» تنظر إلى «حزب الاتحاد» على أنه انفصالي، وبعد اعتقال قادة الهيئة أمثال الدكتور (عبد العزيز الخيِّر) والسياسي (رجاء الناصر) الذين كانوا يعرفون الحقائق، وافتتاح مكتب رسمي لها في تركيا وانزلاق البعض من قادتها إلى المحور التركي، شعرنا بالغربة والشعرة التي قصمت ظهر البعير تمثلت في رضوخ قادة «الهيئة» إلى بعض الدول التي اشترطت عدم مشاركة ممثلين من الإدارة الذاتية في مؤتمر الرياض نهاية 2015. نحن رشحنا 3 أسماء يمثلون الإدارة في وفد الهيئة وقلنا لهم إننا لن نقبل أي تغيير في قائمة الأسماء، لأن ذلك سينسف الشراكة والتحالف بيننا، فعُقد المؤتمر وألغيت الأسماء التي رشحناها فقررنا الانسحاب.

تركيا رفضت انتسابنا لصفوف الائتلاف المعارض

وحول العلاقة مع الائتلاف السوري المعارض في ذلك الوقت، أشار مسلم إلى عدم دخولهم في حوارات مباشرة مع الائتلاف وأنهم عقدوا اجتماعات ولقاءات مع أغلب قادته وفي مناسبات كثيرة، وقال: بحثنا الكثير من المسائل والقضايا بما فيها انضمامنا للائتلاف، لكن كل هذه الاجتماعات عُقدت بشكل سري، وطرحنا رغبتنا بالانتساب إلى صفوف الائتلاف لكنهم رفضوا بذريعة أن تركيا سترفض مشاركتنا.

تواجد المجلس الوطني الكردي في الحضن التركي يعرقل الحوارات بيننا

وعن أسباب تعثر المباحثات بين أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي رغم المساعي الأميركية، أوضح مسلم بأن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD لم يدخل بمفرده في حوارات مباشرة مع المجلس الكردي، وأضاف:

نحن جزء من تحالف أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، ومنذ تأسيس حزبنا سنة 2003 عملنا على وحدة الصف الكردي والتحرك بشكل مشترك، ومع بداية الثورة السورية 2011 قمنا بجهود ومساعٍ لترتيب البيت الكردي تكللت بإعلان تحالف ضم آنذاك 11 حزباً كردياً في شهر نيسان2011، ووقعنا بياناً مشتركاً ورؤية كردية لحل سياسي للأزمة السورية وحل القضية الكردية، غير أن المجلس الكردي لم يكن هدفه عقد اتفاق كردي، والسبب أنهم حتى اليوم لا يعترفون بحماية قوى الأمن الداخلي (الآسايش) لمناطق الإدارة الذاتية، كما أنهم لا يعترفون بمؤسسات الإدارة الذاتية وقوانينها وهيكليتها الإدارية، ونحن مَن طلب من الإدارة الذاتية السماح بفتح مكاتبهم، فالمجلس يتحمل عرقلة الحوارات بين الأحزاب الكردية لأنه موجود في الحضن التركي.

مشروع الإدارة الذاتية يصلح لتطبيقه في بقية أنحاء سوريا

وفي الختام قال صالح مسلم: نعمل على تعزيز ودعم مؤسساتنا وقواتنا العسكرية، فمصيرنا مرتبط بالمكونات التي تعيش هنا، ومشروعنا يعمل على سد الثغرات بين شعوب المنطقة منعاً لأية تفرقة، كما نعمل على توحيد صفوفنا، وأي جهة تعتدي علينا سترى أننا سندافع عن أنفسنا وهذا حق مشروع مصون، ونحن نعتبر مشروع الإدارة الذاتية يصلح تطبيقه في بقية أنحاء سوريا، فأهالي السويداء يطالبون بإدارة ذاتية مدنية، وأهالي درعا طالبوا بأن الحل الأنسب يتمثل في إدارة لا مركزية، وهذا الأمر سمعناه من أهالي الساحل السوري ومحافظات الداخل، وهذا المشروع يأتي في إطار وحدة سوريا أرضاً وشعباً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى