الأخبارروجافامانشيت

صالح مسلم: الأزمة السورية لن تحل إلا على طاولة الحوار

 أجرى موقع POLITIKA  HABER حواراً مع عضو هيئة الرئاسة المشتركة  لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) “صالح مسلم” حول آخر التطورات والمستجدات في المنطقة عامة والأزمة السورية خاصةً.

وحول حديث بشار الأسد الأخير عن اللامركزية أوضح صالح مسلم بأن تصريحات الأسد وحكومته متناقضة. مشيراً إلى أن أحد المسؤولين في نظام الأسد وصفهم بالإرهابيين, ثم بعدها ظهر بشار الأسد في تصريحات وصار يمدح ويدافع عن النظام اللامركزي ويؤكد أن سوريا لن تعود إلى ما قبل عام 2011.

وقال مسلم:

من وجهة نظرنا تصريحات الأسد لا تتعدى كونها مجرد كلام, لأن القرارات ليست بيد الأسد أو حكومته وإنما القرارات تملى عليهم من الخارج. نحن في الإدارة الذاتية قلنا منذ بداية الثورة أن سوريا لا يمكن أن تعود إلى ما قبل عام 2011، ويجب أن يكون هناك نموذج حكم ديمقراطي لامركزي, وفي الوقت نفسه لدينا مشروع إدارة قمنا بطرحه منذ سنوات, وحاولنا أن نجري حوارات مع النظام السوري، ولكنه لم يستجب لذلك, وعلى العموم فهذا التصريح من رئيس النظام السوري مهم وإيجابي بالنسبة لنا, ولكن الكلام وحده لا يكفي أبداً, فإذا كان الأسد يؤيد نهج الإدارة اللامركزية، فعليه أن يفعل ما هو ضروري لذلك, ويجب أن يحاور جميع الأطراف السورية، ويمكن حل الأزمة السورية بالجلوس على طاولة الحوار مع جميع الأطراف, وإذا كان الأسد مستعداً لهذا الشيء فهناك ممثلون عن الشعب السوري يجب أن يكون الحوار معهم مع وجود ضامن وراعي للحوار من الأمم المتحدة أو مراقبٍ دولي.

وأضاف مسلم:

لقد أنشأنا إدارتنا الذاتية في شمال وشرق سوريا منذ سنوات, وأصبحنا نمتلك الخبرة, وقد يكون المشروع الذي طرحناه صالحاً لسوريا بأكملها, وإذا كانت هناك مطالب للشعوب الأخرى في سوريا فلا بد من التحدث معهم والاستماع إليهم أيضاً, فإذا كانت هناك نية جادة فإن الناس والأحزاب الأطراف السورية الأخرى ستكون جاهزة لذلك.

وأكد صالح مسلم بأنهم كحزب لم يجلسوا أو يجتمعوا مع نظام الأسد بعد تصريحاته الأخيرة.

 وقال: لا نعلم إذا كانت هناك لقاءات أو اتصالات بين النظام والإدارة الذاتية أو مجلس سوريا الديمقراطية, ولكن على حد علمي لم يحصل ذلك, وإذا كان الأسد جاداً فيجب إجراء مفاوضات لحل الأزمة السورية, وعليه أن يفعل ما هو ضروري, ونحن من جانبنا مستعدون دائماً للتفاوض وحل المشكلات.

وتابع مسلم: تتكون إدارتنا الذاتية من سبع مناطق، وهناك ممثلين عن المناطق السبعة, ولدينا نظام رئاسة مشتركة ومؤسسات ومجالس, ونسعى إلى توسيع وتطوير هذا النظام، والفعاليات والتشكيلات الموجودة في اللاذقية التي نتواصل معها تريد أيضاً نفس مشروع إدارتنا, لذلك يمكننا الجلوس والتحدث والتفاوض والعمل على صيغة مشتركة, ومشروعنا من شأنه أن يحسن فهم الإدارة الذاتية الديمقراطية ومستقبل سوريا وحريتها, ويمكننا تحسين علاقاتنا من خلال وفودنا, لأنه من الضروري أن يحدث تغيير في سوريا الآن, وعندما يتم اتخاذ الخطوات اللازمة ويبدأ النظام في تطبيق الممارسة العملية، يمكن أن يحدث تنسيق قوي بين المركز والإدارات, ولدينا مشاريع قوية تحدد مستقبل سوريا وتسهم في حل المشاكل.

وأشار مسلم إلى أنهم في الإدارة الذاتية تباحثوا وناقشوا سبل حل الأزمة السورية مع النظام السوري والروس والولايات المتحدة, والحل هو الديمقراطية والحرية والإدارة الذاتية للشعب, ونحن نؤيد نظام ديمقراطي ليبرالي يعكس إرادة الشعب, ودستور النظام الحالي لا يلبي إرادة الشعب, لذلك يجب وضع دستور يناسب جميع السوريين, دستور تحرري قائم على الديمقراطية يشارك فيه الناس ويعبرون عن أنفسهم, نريد نظام حكم يقرره الشعب. الدستور الذي يضعه النظام بشكل منفرد النظام لن يحل المشاكل، بل سيعمقها أكثر.

وفي تقييمٍ لنهج الولايات المتحدة وروسيا في المنطقة, أوضح مسلم:

الروس والأمريكيون أولويتهم هي مصلحتهم الخاصة, فإذا كانت روسيا والولايات المتحدة تحترمان حقاً الشعب وإرادة الشعب فعليهما وضع مصالحهما جانباً, والأسباب الرئيسية لتدخل روسيا في الشؤون الداخلية لسوريا هي مصالحها, حيث عقدت اتفاقيات مع النظام تتماشى مع مصالحها, وتريد روسيا حماية مصالحها ومكاسبها ومنح الكرد حكماً ذاتياً تحت سيطرة وإشراف النظام قبل أن تتفاقم المشاكل في المنطقة, ليس لروسيا نية للاعتراف بالإدارة الذاتية أو الحوار, لقد بنت سياساتها على المصلحة الذاتية منذ البداية.

وتابع مسلم:

إذا تم الاعتراف رسمياً بالإدارة الذاتية في سوريا ، فسيكون ذلك مكسباً كبيراً لنا, ثم يمكننا التعبير عن أنفسنا وشرح مطالبنا بشكل أفضل للمجتمع الدولي, ويمكننا شرح مشروعنا وإدارتنا, ما دامت المعارضة السورية معترف بها فيجب الاعتراف بنا أيضاً.

وحول احتمالية حصول انسحاب أمريكي من شمال وشرق سوريا على غرار أفغانستان, وخطورة ذلك على الإدارة الذاتية, قال مسلم:

نحن نعتمد على أنفسنا وليس على الآخرين, ونمتلك قوة عسكرية منظمة, ولكن من المؤكد أن الولايات المتحدة وروسيا لديهما مصالح وخطط في سوريا, فإذا أرادت الولايات المتحدة أو قوات التحالف محاربة الإرهاب فعليهم البقاء في الشرق الأوسط الذي هو مركز الحروب, نعتقد أنهم سيبقون, فهم لن يجدوا في الشرق الأوسط قوة أخرى قاتلت وهزمت الإرهاب بحق إلا نحن, إن كفاحنا ومقاومتنا هو الذي سيحدد وجودنا، وقبل كل شيء نحن نؤمن بقوتنا وبأنفسنا, هناك نشاط لداعش خارج مناطقنا، لكن مثل هذه الدول الكبيرة والقوية لا يمكنها القضاء عليه لأنه ليس لديهم قوات برية في المنطقة, ولذلك لا يمكنهم تحقيق النصر ضد داعش, لقد كانت مقاومتنا قدوة للعالم كله, وكانت المرأة في روج آفا ملهمة عظيمة للعالم, وأملاً كبيراً للإنسانية.

وبالنسبة للأسباب التي تعيق تحقيق وحدة الصف الكردي في سوريا, قال مسلم:

هناك صراعات ومشاكل مع المنظمات والأحزاب السياسية, توجد مشكلة تعيق الوحدة بالنسبة للشعب, لكن كل حزب سياسي لديه فكرة وهدف, قد يكون البعض يبحث عن مصالحه وقد يعتمد البعض على القوى الخارجية, إذا كانت هناك ديمقراطية فإن وحدة الشعب الكردي مضمونة, ولكن وضع الأحزاب السياسية مختلف, تحاول بعض الأطراف منع الوحدة الكردية بأفكارها وجهودها, وأعداء الكرد ينفقون الملايين من الأموال حتى لا تكون هناك وحدة كردية, إذا وضعنا إرادة الشعب كأولوية فربما نتخذ خطوات أفضل نحو الوحدة, وعلى الرغم من كل هذا فإننا نواصل جهودنا لتحقيقها, فمهما حدث يجب أن تكون هناك وحدة كردية, لأنه بدون الوحدة الكردية لن نستطيع حل مشاكلنا.

وحول ازدياد وتيرة زيارات الوفود الدولية إلى شمال وشرق سوريا, ومدلولات ذلك, قال مسلم: إذا كنا نتحدث عن شمال وشرق سوريا فإننا نتحدث عن ستة ملايين شخص وأينما وجدنا فرصة لتقديم أنفسنا وتحسين حرية شعبنا فإننا سنجري المحادثات, نحن نفعل كل ما يتطلبه الأمر للاستفادة من الفرص, إذ يبلغ عدد عناصر داعش والأطفال والنساء أكثر من 70 ألفاً, هناك 12 ألف معتقل من أعضاء داعش, والقوى والمؤسسات الدولية تهتم بأمر هؤلاء, لدينا علاقات ومحادثات مع تلك الأطراف, ونواصل جهودنا لتطوير هذه العلاقات, ولدينا ممثلون في (فرنسا -سويسرا- هولندا- روسيا – ألمانيا- بلجيكا– أمريكا), وإذا أرادت التفاوض من أجل مستقبل وحرية المنطقة فلا يمكنهم تجاهلنا, وكل هذه الدول موجودة في المنطقة من أجل مصالحها الخاصة.

زر الذهاب إلى الأعلى