الأخبارمانشيت

صالح القلاب: العرب مع حقوق الكرد والمشكلة في تركيا وإيران

أكد (صالح القلاب) الوزير الأردني السابق بأنه حتى لو غضب البعض، وبخاصة قادة ومسؤولو الأنظمة التي يصفها أصحابها بأنها (قومية) وبعضهم يضيف أنها (اشتراكية وتقدميّة), فإنه لا يجوز أنْ يبقى الأشقاء الكرد من دون حقِّ تقرير مصير، وأنْ تكون لهم دولتهم القومية أو الوطنية، مشيراً إلى أنّه ربما يوجد من لا يعرف أنّ الكرد الذين كانوا قد لعبوا أدواراً رئيسية في التاريخ الإسلامي والعربي يوجدون وبنسبٍ مختلفة في معظم دول الوطن العربي الآسيوية وأيضاً الأفريقية، وأنّ بعض هذه الدول لا تعترف بهم لا كأمة مثلها مثل الأمة العربية والأمم الأخرى, ولا كشعبٍ مثله مثل شعوب هذه المنطقة والمناطق القريبة والبعيدة.

وأكد (القلاب) في مقالة له على صحيفة الشرق الأوسط أن تركيا لا تزال حريصة على إرث مصطفى كمال (أتاتورك) في معاداة الشعب الكردي، وأنّ أردوغان يواصل السير على طريق كل الذين سبقوه، وأنه يعتبر حزب العمال الكردستاني الذي لا يزال مؤسسه ورئيسه (عبد الله أوجلان) معتقلاً في السجون التركية (حزباً إرهابياً)، وأن تركيا ترسل قواتها لمحاربة هذا الحزب في بعض مناطق العراق وحتى في إقليم كردستان العراق.

وأوضح القلاب بأنه لا بدّ من الإشارة إلى أنّ محرّر القدس الشريف وفلسطين كلها من الصليبيين بعد ثمانية وثمانين عاماً هو البطل الإسلامي التاريخي (صلاح الدين الأيوبي), الذي لا يزال بعض الكرد (كرد العراق تحديداً) يأخذون عليه أنه لم يعلن (كرديته)، وأنه كان عليه أن يقيم دولة كردية في المناطق التي كان قد سيطر عليها، منوهاً إلى أنّ تلك الفترة لم تكن فترة الدول القومية وإنما الدول الدينية، وأنّ هذا البطل العظيم قد تصرف كقائدٍ إسلامي وليس لا كقائدٍ عربي ولا كقائدٍ كردي, كما أن رئيس العراق الذي كان يصفه البعثيون بأنه (القطر العراقي) هو الكردي (برهم صالح),والذي كان قد سبقه إلى هذا المنصب(جلال طالباني)، في حين أنّ وزير الخارجية هو (الصديق العزيز) فؤاد حسين (من جماعة مسعود بارزاني)، مؤكداً بأن هذه المسألة كانت ولا تزال ضرورية في ظل المتغيرات التي استجدت بعد إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وبعدما بات نظام الملالي يسيطر على هذا البلد العربي سيطرة شبه كاملة.

وأشار القلاب إلى أنّ إيران (دولة الملالي) هي التي كانت ولا تزال ترفض قيام دولة كردية, ليس في إيران فقط وإنما في العراق وتركيا وسوريا, وفي كل أمكنة يوجد فيها هذا الشعب الذي كان قد لعب أدواراً رئيسية في الدفاع عن هذه المنطقة، والذي هو في حقيقة الأمر لا يزال يشارك في كل حركات التحرر العربية وفي مقدمتها الثورة الفلسطينية, وأضاف في مقالته:

ثم وبما أنّ حزب العمال الكردستاني كما هو معروف قد شكّل الطليعة الكردستانية التركية، وذلك في حين أن كرد تركيا كان مفروضاً عليهم منهج وسياسات مصطفى كمال (أتاتورك)، فإنه لا بدّ من التأكيد على أنّ هذا الحزب كان قد بدأ نشاطه العسكري في السابع والعشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1978 بمجموعة من الطلاب الماركسيين الذين كانوا يوجدون في سوريا, وكان هذا الحزب الذي يقال إنه كانت له علاقة بالقائد (مسعود البارزاني)قد عقد مؤتمره الأول في سوريا عام 1981 ومؤتمره الثاني أيضاً في عام 1984، وأنه قد حاز على دعم لبنان وكرد العراق ودعم اليونان والاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية كلها، في حين أنه قد اعتبر أنه تنظيم إرهابي من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وبالطبع وتركيا وإيران.. وأستراليا أيضاً وغيرها.

وأضاف القلاب:

بعد كل هذه التطورات التي شهدتها هذه المنطقة خلال سنوات بعد ما سميّ بـ(الربيع العربي)، فقد أصبح هناك نهوض كردي قومي سواء في تركيا أو في سوريا، وبالطبع في إيران والعراق وكل مكان يوجد فيه هذا الشعب الذي يقدر عدده في الدولة التركية وحدها بعشرين مليوناً، يتوزعون في «21» محافظة من أصل «81» محافظة، ويشكلون «80» في المائة من السكان في الجنوب الشرقي من تركيا,ومن المعروف أنّ مصطفى كمال (أتاتورك) كان قد ألزم الأقليات القومية والأثنية اللغة التركية وعدم التحدث باللغة الكردية في هذا البلد حتى عام 1991,ولقد جاء في مذكرات (جواهر لال نهرو) أنّ عدد القتلى الكرد في تركيا وفي الدول الأخرى قد بلغ مليوناً ونصف المليون، في حين أنّ العدد الكلي لهم هو «45» مليوناً، وأنّ الثورات الكردية عملياً لم تتوقف إطلاقاً, وأنّ كرد إيران عددهم «20» مليوناً وتركيا «20» مليوناً والعراق «5.5» مليون وسوريا «3.6» مليون، وألمانيا مليون ونصف المليون، وفرنسا «190» ألفاً.

وأشار القلاب إلى أنّ الكرد قد أقاموا جمهورية (مهاباد) في عام 1946 بقيادة قاضي محمد والملا مصطفى البارزاني بدعمٍ من الرئيس السوفياتي الأسبق جوزيف ستالين، وأنّ هذه الجمهورية لم تدُم إلا «11» شهراً، وإنه بعد سقوطها قد تم إعدام قاضي محمد، وذلك في حين أنّ مصطفى البارزاني والد مسعود البارزاني قد لجأ مع بعض ضباطه إلى روسيا السوفياتية, وأنه قد بقي هناك لسنواتٍ طويلة، في حين أنّ محاولات إقامة دولة كردية مستقلة بقيت تقتصر على العراق, وأنّ إيران كانت ولا تزال ومعها تركيا بالطبع ضد قيام هذه الدولة التي هي في حقيقة الأمر قائمة الآن وتعترف بها الكثير من الدول الأوروبية, موضحاً بأن هذا الوضع القائم الآن سيبقى مستمراً ما دام أنّ هذا النظام الإيراني(نظام الملالي) بقي قائماً، وما دام إردوغان مستمراً في حكم تركيا، وما لم تتغير المعادلة الإقليمية، مبيناً بأن المشكلة الحقيقية التي تواجه الشعب الكردي هي نظام إيران والنظام التركي, وأن العرب بصورة عامة مع حق هذا الشعب الشقيق في أنْ يحقّق استقلاله الوطني والقومي وأن يقيم دولته على غرار ما حقّقه أشقاؤه العرب الذين أصبحت لهم كل هذه الدول العربية المتعدّدة.

زر الذهاب إلى الأعلى