بياناتمانشيت

شنكال العراقة والأصالة ستبقى أبية وعصية

تمر هذا العام الذكرى السنوية الخامسة لغيمة السواد التي حلت على شنكال وشعبها الآمن والمسالم لتمهر الثالث من أغسطس/ آب بإثمٍ ثقيل لا يمكن أن يتحمله التاريخ. في مثل هذا اليوم اجتاحت قوى ظلامية تكفيرية شنكال بعد أن تركت وحيدة بلا عونٍ أو مساندة لتلاقي مصيرها الأسود. داعش التي اجتاحت الموصل العاشر من يونيو/ حزيران 2014، توجهت في الثالث من أغسطس/ آب صوب شنكال لتبدأ بارتكاب أبشع إبادة بحق ديانة وشعب خلال القرن الحادي والعشرين من سبي وقتل وتعذيب؛ هذه الكلمات باتت جزءاً من ذاكرة شعبنا في شنكال وجرحاً يصعب التئامه.

وفي الحين الذي تخلى من كان من المفترض بهم حماية الايزيديين في شنكال وتركوهم يواجهون مصيرهم لوحدهم. قامت وحدات حماية الشعب بفتح ممر إنساني أمام شعبنا الأعزل وإنقاذه من السبي والقتل والتعذيب، مع هذا التاريخ بدأت مرحلة جديدة لأهالي شنكال. ومع دخول قوات من حزب العمال الكردستاني بدأت ببناء القوة الذاتية وحضهم على الرجوع لأرضهم والدفاع عنها. من هنا أدرك أهالي شنكال أنه بلا قوة ذاتية لا يمكن الصمود بوجه أي قوة معادية. وإيمانا بالقيم الإنسانية كانت قوات سوريا الديمقراطية تضع في أولوياتها تحرير النساء والأطفال الذين أسرتهم داعش، وتحارب هذا التنظيم الإرهابي للانتقام والثأر لشنكال وأهلها.

اليوم وبعد أن تحقق النصر العسكري على داعش؛ وكسر آفة الإرهابي العالمي من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي؛ يبدو أن هذا الانكسار لم يكن يعني داعش لوحدها، فهناك من كان يبني آمالا على تنظيمات إرهابية متطرفة كداعش وهيئة تحرير الشام. فالنظام التركي اعتبر ما حدث لداعش بمثابة صفعة له وإسقاط أداة من أدواته التي كان يقوم من خلالها بالتمدد والتغلغل داخل الأراضِ السورية.

إن ما تقوم به تركيا وأردوغان من تهديد لمناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا نابعٌ من حقدٍ وغضبٍ على شعبٍ أفشل مخططاته الواحدة تلو الأخرى؛ في التمدد والتوسع سواء في العراق أو سوريا. فهو لم ينسى السد المنيع الذي شكلته وحدات حماية الشعب، ولاحقاً قوات حزب العمال الكردستاني في وجه مخططاته وأدواته التي انكسرت أمام المقاومة البطولية في إقليم كردستان، ولا يخفى على أحد التعاون التركي مع داعش فالقنصل التركي في الموصل بقي باستضافة داعش لأكثر من شهر، والحدود كانت مفتوحة أمام الارهابيين لدخول الأراضي السورية والعمل على تدميرها. إذ ما يقوم به اردوغان هو انتقام من القوى الشعبية التي تلاحمت من “كرد وعرب، مسلمين ومسيحيين وايزيديين” في وجه الإرهاب ومخططاتهم الاستعمارية ولهذا يسوق الحجج الواهية لغزو مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

إن الروح المقاومة التي انتشرت في شنكال وباتت اليوم قوة تثق بنفسها ولن تتوانى عن الدفاع عن أرضها وشعبها؛ هي ذات الروح التي حمت الشمال السوري وخلصته من الإرهاب، وستبقى على عهدها مدافعة عن أرضها وأهلها.

إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي في الوقت الذي نستذكر هذه المناسبة الأليمة ندعو شعبنا في شنكال إلى تمتين روابطه التنظيمية والدفاعية لسد الطريق أمام أي اعتداء محتمل، كما ندعو شعبنا لاستخلاص العبر مما جرى والالتفاف حول مكتسبات ثورته التي أوصلته إلى مراحل متقدمة بفضل دماء شهدائنا الأبرار، وكد شعبنا المقاوم. إننا نمد يد السلام ونريد الانتقال إلى مرحلة يقف فيها أزيز الرصاص وأصوات المدافع، لكننا لن نتخلى عن شعبنا وأرضنا ومكتسباتنا، وسنناضل لكي نحميها على كافة المستويات.

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي- PYD

03-08-2019

زر الذهاب إلى الأعلى